كشف أحد مسئولي مؤتمر أقباط المهجر ، الذي يعقد في الولاياتالمتحدة بدعوة من مجموعة من أقباط المهجر لمناقشة ما يزعمون أنه مشكلة اضطهاد الأقباط في مصر ، أن الحكومة المصرية أجرت اتصالات في اللحظات الأخيرة مع القائمين على المؤتمر وأبدت استعدادها لعقد المؤتمر في مصر ، وتوقع هذا المسئول أن ينعقد مؤتمر آخر في مصر بعد ثلاثة أشهر . ويشارك في المؤتمر عدد من منظمات حقوق الإنسان وباحثون معنيون بقضايا الديمقراطية وحقوق الأقليات، أبرزهم الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون وأستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما يشارك فيه ممثلون عن أقباط من استراليا وكندا ومصر . ومن المنتظر أن تختتم اليوم أعمال المؤتمر ، والذي حظي بدعم ملحوظ من البيت الأبيض والمخابرات الأمريكية ومنظمات اليمين المسيحي الصهيوني ، التي تولت الأعداد له وإدارته وتمويل جانب من نشاطاته . وكان المؤتمر بدأ بتلاوة برقية أرسلها المتحدث باسم الرئيس الأمريكي جورج بوش تأييداً ودعما لأهداف المؤتمر ، وقام بتلاوة البرقية أحد أهم قادة اليمين الصهيوني المسيحي الأمريكي ويدعي هانز شتوكلبرجر ، وهو يترأس ما يسمي ب "حملة التضامن المسيحية " . وألقى شتوكلبرجر ، الذي ترأس المؤتمر بالمشاركة مع القبطي عدلي أبادير ، كلمة في افتتاح المؤتمر ، مليئة بالأكاذيب ، عدد فيها كذبا مظاهر ظلما يعانيه المسيحيون في مصر وقال "إن قلبي يدمي ويفجع عندما أفكر بالمسيحيين الأقباط الذين يقتلون، وبالكنائس القبطية تدمر، وبالفتيات القبطيات الصغيرات يختطفن ويجبرن على التحول إلى الإسلام ويجبرن على الزواج من رجال مسلمين، ويمنعن من تكوين أسر مسيحية وإنجاب أطفال وتربيتهم كمسيحيين". أما المهندس عدلي أبادير رئيس المؤتمر ، فقد تحدث للمؤتمر عبر "الفيديو كونفرس" من زيورخ، وزعم أن حالته الصحية منعته من الحضور إلى واشنطن، وركز على ضرورة أن يتبنى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ما سيصدره المؤتمر من توصيات حتى يمكن احترام الأقليات في جميع أنحاء العالم. هاجم أبادير ، الذي لم تبد عليه أية أعراض لمرض ، بقوة السلطات المصرية، معتبرا أن "حملة اضطهاد الأقباط بدأت منذ ثورة 1952 وأن ما يحدث لهم في مصر هو تعليمات من الوهابيين في السعودية" ، علي حد مزاعمه . ومضي يقلب الحقائق عندما تطرق إلى أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها مدينة الإسكندرية مؤخرا ، واعتبرها "بداية تطبيق حملة جديدة من اضطهاد المسيحيين" ، زاعما أن الوقت الحاضر هو الأسوأ بالنسبة للأقباط الذين اعتادوا"منح أصواتهم للرئيس حسني مبارك ورغم ذلك لم يقدم لهم مقابل". وقال أبادير "إن فترة حكم الرئيس مبارك على مدى عشرين عاما كانت أسوأ الفترات بالنسبة للأقباط خلال القرن الماضي، وقد كان مسئولا عن اضطهاد وإذلال المسيحيين لتنفيذ اتفاقه مع السعودية في هذا الصدد، لقد دمر مبارك البلد تماما وسوف يسجل التاريخ كل هذه الحقائق بعد رحيله . وكان بعض المشاركين في المؤتمر من أقباط الداخل أشاروا إلى أن رأي عدلي يوسف أبادير لا يعبر عن جموع الأقباط ولا حتى عن معظم المشاركين في المؤتمر لأنه من "الفريق المتشدد". وقال أحد مسئولي المؤتمر "إن الحكومة المصرية حاولت الاتصال بالمنظمين في اللحظة الأخيرة لعقد المؤتمر في مصر بعد تجاهل طويل" ، وتوقع المسئول أن ينعقد مؤتمر آخر في مصر بعد ثلاثة أشهر . وفي أول رد فعل حكومي علي المؤتمر ، قال احمد العماوي وزير القوى العاملة والهجرة إن مؤتمر أقباط المهجر يهدف لتأجيج العداء لمصر بالخارج، وان من يشارك به لا ينتمي إلى أقباط مصر الأصليين، وأنهم موتورون ومتملقون، ويحاولون تشويه سمعة مصر بالخارج!!. وأشار إلى أن أي مشكلة مصرية لا بد أن يتم نقاشها وحلها على ارض مصرية لا أن يتم مناقشتها خارج البلاد .