تسود حالة من الترقب داخل جماعة "الإخوان المسلمين" وحزبها "الحرية والعدالة"، انتظارًا لحكم المحكمة الدستورية العليا بشأن دستورية مجلس الشعب، إضافة إلى عدم تسليم اللجنة العليا للانتخابات كشوف الناخبين، الأمر الذى من شأنه إثارة الريبة والشك حول نزاهة العملية الانتخابية. وقال محمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق لجماعة "الإخوان المسلمين"، إن الوضع العام فى مصر غير مفهوم، وهناك حالة من "الربكة الشديدة" التى تستعصى على الفهم، وأشار إلى أن الجماعة ماضية فى بذل أقصى جهد فى العمل على الانتقال السلمى للسلطة المدنية المنتخبة، وعدم استنساخ النظام القديم بشكل جديد. وأكد عاكف على ثقته بالشعب المصرى، مشيرًا إلى أن الله سبحانه لن يضيع الجهود التى بذلها المصريون فى ثورتهم العظيمة، والتى دفعوا فيها التضحيات الكبيرة من أجل هذا اليوم الذى يتوّج فيه الشعب رئيسًا بإرادته. واعتبر الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث باسم الجماعة، أن الوضع العام الآن مقلق للغاية، لكنه أكد أنهم لن يتوقفوا عن استكمال مسيرتهم فى الدعاية لمرشحهم ومسيرة الثورة المصرية، وقال: "لن نعطى هذه التكهنات أكثر من حجمها، ولن نلقى لها بالاً كبيرًا، فنحن ماضون فى عملنا". وأضاف غزلان أنه بالرغم من أننا على مشارف الانتهاء من المرحلة الانتقالية بكل ما فيها من مساوئ وصعوبات، إلا أننى لا أتوقع أن تصل الأمور إلى حد أسوأ مما نحن فيه، معربًا عن أمله فى أن تكون الخطوة القادمة رغم صعوبتها أفضل حالاً. ورأى غزلان أن تصريحات الفريق أحمد شفيق المرشح للرئاسة ضد "الإخوان" تكشف عن "شدة فى الغباء"، مؤكدًا أنه يخسر يومًا بعد يوم بسبب تصريحاته وغبائه وقلة أدبه. وأعرب الدكتور جمال حشمت، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، وعضو الهيئة العليا للحرية والعدالة، عن قلقه من اللجنة العليا للانتخابات وطريقة المجلس العسكرى فى إدارة أوقات ما قبل انتخابات الإعادة. وأضاف: "أننا نعيش مرحلة الأزمات المفتعلة" التى تحوم حولها الشكوك الكثيرة؛ خاصة مع منع اللجنة العليا للانتخابات المرشحين من الحصول على كشوف الناخبين، وهو الأمر الذى جعل الشك يحوم بداخلنا، حول إضافة أعداد من الناخبين إلى الكشوف. وأضاف: "سنسعى إلى الحصول على الكشوف فى جولة الإعادة ونقارنها مع كشوف الناخبين فى انتخابات البرلمان، ولكن لا ندرى إن كانت اللجنة العليا للانتخابات ستقبل بالأمر أم لا؟". واعتبر أن تأخير حكم المحكمة الدستورية العليا للحكم على دستورية مجلس الشعب، وكذلك تأخير الحكم على تواجد أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة إلى يوم الخميس، إضافة إلى التصريحات الغريبة التى صرح بها المستشار أحمد الزند عن البرلمان، كل ذلك من شأنه أن يثير الشكوك الكثيرة فيما يخبئه المجلس العسكرى، إلا أنه أكد "سننتظر صدور حكم المحكمة ولن نستبق الأحكام، فلكل حادث حديث". فيما أعربت حملة الدكتور محمد مرسى فى بيان لها عن قلقها من تأخر تسلم كشوف الناخبين من الجهة الإدارية، معتبرة أنّ تقاعس اللجنة العليا للانتخابات أمر يثير الشكوك وينتقص من نزاهة العملية الانتخابية.