الأشعل: حرب قذرة كنت أحد المستهدفين منها.. الدماطي: أجهزة كثيرة تخطط للأمر.. وحسن: للهروب من الأزمات أسهل الطرق لضرب العدو تأتي دائمًا من الداخل, هكذا يتعامل الإعلام الموالي للسلطة الحالية مع المعارضة في مصر في الآونة الأخيرة, مستهدفًا ضرب صفوفها من الداخل, من خلال استخدام ورقة "النساء" لتلطيخ السمعة، أو تأكيد لاتهامات التي تروج ضدها. ونشرت مؤخرًا صورًا في برنامج لإعلامي مقرب من السلطة لما قالته إنه زوجة لأحد أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، تظهر فيها أثار ضرب على جسدها، وتكتب على يدها مطالبات بالخلع من زوجها، فضلاً عن نشر اتهام مزعوم بلاغ زوج بنت القيادي الإخواني خيرت الشاطر بممارستها الرذيلة، وهو ما نفاه زوجها تمامًا. كما ظهرت فتاة أخيرًا تنتمي إلى أحد الأسر الإخوانية عبر أحد البرامج، لتتهم أمها ووالدها بأنهما يعتنقان الفكر الإخواني والداعشي, مطالبة بتوقيع أشد الجزاء عليهما لأنهما "يرغبان في تحويل مصر إلى سوريا"، الأمر الذي دفع مضيفها إلى تشجيع فتيات الإخوان على الاحتذاء بها والإبلاغ عن أسرهن. لم يقتصر الأمر على الإخوان"، فقد استضافت إحدى الفضائيات الموالية للسلطة، ابنة المرشح الرئاسي الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل, التي رفعت دعوى ضد والدها لحرمانها من كلمة "بابا". وقال الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "المصريون"، إن "استخدام النساء لمحاربة المعارضة السياسية في وسائل الإعلام يهدف لتشويه صورتهم أمام المجتمع, في دلالة على الانحدار الأخلاقي في الصراع السياسي, يما يهدد النظام الأخلاقي للمجتمع بشكل عام, الأمر الذي لا يأمر به الدين الإسلامي, خاصة وأن النساء في المجتمعات العربية لهن طبيعتهن الخاصة". ووصف الأشعل، الأمر بأنها "حرب قذرة" تعرض هو نفسه لها, قائلاً: "هذا من أحط الوسائل التي يتم استخدامها في الصراع السياسي, إذ أن أحيانًا بعض الحالات المعروضة علي وسائل الإعلام غير حقيقية لأو مستأجرة, خاصة أنه ليس من الطبيعي أو المنطقي أن تقوم فتاة بلعن أسرتها على الملأ, مهما كانت سيئة معها, واستخدام هذه الطريقة لن تجعل المعارضة تتراجع في موقفها, بل سيدعم موقفها في مواجهة النظام". المحامي محمد الدماطي، عضو هيئة الدفاع عن الرئيس الأسبق محمد مرسي، قال ل "المصريون": "النظام الحالي سعى منذ 30 يونيو إلى تقسيم المجتمع المصري، إلى إخوان ومؤيدين، أو بشكل أدق "مؤيدين لينا، أو معارضين ويبقوا دول إخوان". وأضاف، أنه "بعد ذلك عمل على تقسيم الإخوان أنفسهم، وإحدى الوسائل التي يستخدمها لتحقيق ذلك، استغلال نساء وفتيات الإخوان واستضافتهن حتى يوجهن التهم للجماعة، التي غالبًا ما تكون غير صحيحة". واعتبر أن "الغرض من ذلك تشويه سمعة وصورة الجماعة"، لافتًا إلى أن "هناك أجهزة كثيرة تخطط لهذا الأمر وتنظمه". بينما رأى قال حسين حسن، المحامي الحقوقي، ومستشار "الاتحاد المصري لحقوق الإنسان"، أن "الانتقادات التي تتعرض لها السلطة في مقابل تزايد التعاطف مع جماعة "الإخوان المسلمين" من قبل قطاع كبير من الشعب، دفعها إلى البحث عن طريقة جديدة يؤكد من خلالها أن الإخوان هم سبب الأزمات". وأضاف: "السلطة رأت أن استخدام نساء الإخوان أو بناتهن، يمكن أن يحقق ما تصبو إليه، والغرض من ذلك في النهاية تشويه صورتهم أكثر، وإيقاظ كراهية المواطنين لهم، خاصة أن البعض بدأ يقارن بين الوضع الحالي والأحوال وقت حكم الجماعة". وتابع حسن في تصريحه إلى "المصريون": "سياسات السلطة، ترتب عليها أزمات عديدة، نتج عنها إضافة أعباء جديدة على المواطنين، لا تطيقها الطبقات العليا فضلًا المتوسطة والفقيرة، ما أدى إلى توجيه انتقادات لها، بل وتعالت الأصوات بذلك". وأشار إلى أن "السلطة تستخدم ذلك الإجراء أيضا مع المعارضة، ويظهر ذلك في أزمة السفير عبد الله الأشعل وابنته"، لافتًا إلى أنها "ستستخدم ذلك المنهج كثيرًا خلال الفترة القادمة".