أدان نشطاء سياسيون، وممثلون عن قوى ثورية، الاعتداء على مقر جريدة «الوطن»، واصفين الواقعة بأنها جزء من عمليات الترهيب والتخويف التى يتعرض لها الإعلام والقوى السياسية خلال الفترة الأخيرة، من جانب سلطة فقدت شرعيتها «الأخلاقية والسياسية»، وحملوا الرئيس محمد مرسى وحكومته، المسئولية، لافتين إلى أن تنظيم الإخوان، هو صاحب المصلحة الوحيد من الهجوم على وسائل الإعلام المعارضة، واستبعدوا تورط شباب رابطة «الألتراس» فى مثل تلك الأحداث. قال عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن الاعتداء على جريدة «الوطن» جزء من عمليات الترهيب للرأى الحر التى شهدتها المرحلة الأخيرة، وحملات الترويع والتشويه تجاه كل المعارضة، سواء على المستوى الإعلامى، أو السياسى، والمسئول عنها السلطة التى فقدت شرعيتها الأخلاقية والسياسية والدستورية بما فعلته من جرائم فى حق هذا الشعب. وأضاف «الشريف»: «ندين بشدة، ما حدث لمقر جريدة الوطن»، معتبراً أن الرئيس مرسى وحكومته مسئولان تماماً عما حدث، قائلاً: «حذرنا مراراً وتكراراً من آلة العنف والقمع التى تستخدمها الدولة لإرهاب المجتمع من سحل وقتل وتعذيب الثوار، وأدى هذا العنف إلى التعدى على مقرات المؤسسات الصحفية المستقلة». وتابع: «نحمل المسئولية السياسية والجنائية التى تمر بها البلاد للسلطة الفاشية الحاكمة، وإن محاولة إرهاب المؤسسات الصحفية هى دليل على الإفلاس السياسى لدى السلطة التى تصر على الحلول الأمنية والقمعية للتغطية على فشلها فى إدارة البلاد». وقال أحمد دومة الناشط السياسى، إن الهجوم ضد «الوطن» عمل إجرامى أياً كان الفاعل، وأنه مدان شكلاً وموضوعاً، متابعاً: «لا يهمنى على الإطلاق من الذى فعلها، ولكن من له المصلحة الوحيدة فى ذلك هو تنظيم الإخوان، وأن المتهم الوحيد هو الرئيس مرسى ورفاقه، ومن خرج من عباءة تنظيمه، لأنهم من يمسكون بالسلطة». وأضاف «دومة» أنه من الغباء والحماقة والسذاجة أن يعتقد من هم فى السلطة، أو خارجها، أن عمليات القتل وضرب النار، والعنف، سترهب الطرف الآخر، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة العديد من الوقائع المتشابهة ضد وسائل إعلام وصحف أخرى، قائلاً: «انتظروا تنفيذ بقية العمليات القذرة للإخوان، وزيادة حالة الفوضى المصطنعة من قبل السلطة، وقال: «الداخلية جزء منها وراء محاولة التخلص من كل الوجوه التى يعتبرها النظام الإخوانى الحالى مزعجة بالنسبة له». وأشار «دومة» إلى أنه لا يفهم ولا يعرف حتى الآن حقيقة دور الألتراس فى حرق مقر جريدة «الوطن»، قائلاً: «من خلال معرفتى بناس كثيرين داخل رابطة الألتراس، لا أعتقد أنهم يمكن أن ينجروا لشىء مثل هذا»، وأوضح أنه سيتواصل مع قياداتهم، لمعرفة موقفهم وتوضيح الصورة الكاملة. وأكد أن هناك عناصر يجرى استخدامها من قبل الإخوان، ويمكن أن تتخفى بسهولة، وأن ذلك كان واضحا خلال حرق مقار الوفد والتيار الشعبى، وفى أحداث الاتحادية الأخيرة، قائلاً: «هم عصابة استولوا على السلطة بقوة السلاح، ويعتمد تنظيم الإخوان فى بقائه بالسلطة على الميليشيات، سواء التى تنتمى إلى الجماعة تنظيميا، أو فكرياً كأعضاء بكيانات وتيارات وجماعات أخرى، خرجت من عباءة الإخوان». وقال طارق الخولى، مؤسس حزب 6 أبريل، إن ما حدث من اعتداء على صحيفة «الوطن» جريمة مرفوضة، وأى جهة إعلامية تقدم معلومات وآراء لا بد أن يحترمها الجميع، مهما اختلفوا معها، فى الفكر أو الرأى، لكن أسلوب الاختلاف بهذا الشكل مرفوض تماما ويجب محاسبة أى أحد يرتكب مثل هذه الأفعال. وأضاف أن مصر فى عهد مرسى وتنظيم الإخوان، تشهد حالة من الفوضى لم تشهدها من قبل وما يحدث ناتج عن سياسة الرئيس الخاطئة والسيئة، لأجل تمكين جماعته من الحكم بعيدا عن فكرة مصلحة الوطن أو محاولة تمثيل الجميع ولم الشمل. وقال: «الرد على الرأى والفكر بالعنف والحرق، دليل على حالة العجز الذى وصلت إليه الدولة، والإفلاس السياسى الذى وصل إليه الإخوان». أخبار متعلقة: الاعتداء على «الوطن».. «الحرية» لن يحرقها «المولوتوف» حزبيون: الاعتداء برعاية الحكومة و«الداخلية» وعلى «مرسى» حماية المصريين أو الرحيل الغزالى حرب: الحادث «بلطجة غير مقبولة».. ولا يجب أن يمر دون عقاب.. ومسار الجريدة لا يعجب بعض القوى السياسية