أيها المواطنون الفضلاء أهنئكم ونفسى – لا بنجاحى ووصولى إلى منصب الرئيس - بل بنجاحنا فى الوصول بالثورة إلى هذه المرحلة، وتحقيق الانتخابات النزيهة، والانتصار على الماضى بنظامه الفاسد ووجهه الكريه ومآسيه المحزنة. إن هذا المنجز التاريخى إنما هو ثمرة كفاحكم ونضالكم ضد الاستبداد والفساد، ولولا صمودكم المشرف وتضحياتكم الجليلة ضد النظام البائد لما كان لمثلى أن يحلم بأن يقف هذا الموقف فضلاً عن أن يراه واقعًا! أشكركم – جميعا- على ما قدمتموه فى هذه الانتخابات من سلوك حضارى ووعى رقابى على صناديقها؛ آل إلى جعلها انتخابات حرة نزيهة، وجعل نتائجها صادقة معبرة عن الرأى العام للجماهير. أيها المواطنون! إن صفحة جديدة سنكتبها معاً فى تاريخ بلادنا، وإليكم أهم معالمها: أولاً: لقد ولى بلا رجعة عصر استعباد المواطن وإذلاله وإهانة كرامته من قِبل مسئولى الدولة ومنسوبيها أيّاً كانت مناصبهم وصفتهم الوظيفية؛ ومن يفعل ذلك فعليه أن يتحمل التبعات القانونية المغلظة المترتبة على ذلك، وعلى الدوائر الحكومية بكل درجاتها أن تفهم أن كرامة المواطن خط أحمر، مَن اقترب منه نال جزاءه القانونى مهما كان مركزه الوظيفى. ثانيًا: مضى- بلا رجعة - عصر الفرعون وحاشية الفرعون وأقارب الفرعون ومؤيدى الفرعون؛ وأى موظف - بدءاً من رئيس الجمهورية إلى أصغر موظف فى الدولة – يثبت أنه استغل نفوذه أو منصبه فى الحصول على شىء ليس من حقه؛ كوظيفة أو منصب أو مال، أو أفاد بذلك أحداً من أقاربه أو معارفه – فسوف يعرض نفسه للمساءلة والملاحقة القانونية العاجلة. ثالثًا: انتهى زمن "مال السايب"؛ وأى مسئول فى الدولة من رئيس أو وزير أو محافظ أو دون ذلك يثبت إهداره للمال العام بأى صورة من الصور – فليجهز نفسه ويهيئها على الحياة فى "طره" أو "العقرب" لا فى مؤسسات الدولة. رابعًا: ولى زمن الرشوة و"المحوسبية" و"الواسطة"، وكل موظف صغيرٍ أو كبيرٍ يُدان بذلك فلسوف تتخذ ضده الإجراءات الصارمة، وعلى كل الذين اعتادوا على الرشوة والفساد فى النظام البائد توفيق أوضاعهم وتغيير عاداتهم وقناعاتهم لتنسجم مع النظام الجديد الذى لن يسمح فيه بالرشوة والمحوسبية والواسطة. خامسًا: انتهى عهد "ما وراء الشمس" و"زوار الفجر" و"وجزارى الزنازين" و"دولة المخبرين والبصّاصين الذين يحصون على الناس أنفاسهم"، ولا يحق لأى جهة كانت أن تقبض على مواطنٍ ما بدون سند قانونى واضح. سادسًا: على المنافقين وحملة المباخر من سياسيين وإعلاميين أن يغيروا مهنتهم ويكفوا عن التطبيل للنظام، وليعلموا أن ذلك لن يجدى لهم شيئًا، ولن يظفروا من ورائه إن فعلوه بمثقال ذرة، ولن يقربهم منا خطوة واحدة، ولن يحميهم من إثم اقترفوه؛ وليعملوا أن الذى يدلنا على عيوبنا التى فينا مقدم عندنا على مَن يمدحنا بما ليس فينا. أيها المصريون! الضعيف فيكم قوى حتى يصل إلى حقه، والقوى فيكم ضعيف حتى يؤخذ منه الحق الذى عنده. أيها المصريون! قوموا إلى العمل والبناء يرحمكم الله! [email protected]