وصفت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الاثنين المزاج الشعبي المصري في الوقت الرهن "بالمرتبك والملخبط" وأن الطريقة التي أديرت بها شئون البلاد على مدار العام الماضي قد أحبطت وأربكت المصريين. وذكرت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني - أنه على الرغم من أن مصر ما بعد ثورة 25 يناير قدمت تجارب مذهلة ورائعة ، معتبرة الانتخابات الرئاسية في 23 مايو الجاري "علامة فارقة" ليس للمصريين فحسب بل لكافة أقطار العام العربي وأن هذه هى المرة الأولى التي لا تعرف فيها هوية رئيس مصر القادم سلفا ، غير أنها أشارت إلى أن كثيرا من المصريين يحذرون من التسليم بالأمور كما هى. وأكدت الصحيفة "أن المصريين سوف يصابون بحالة من الغضب والاستياء في حال تم تأجيل الانتخابات غير أن ذلك لن يكون مفاجئا لهم لاسيما وأن البعض تراوده شكوك حول احتمالية تزوير نتائج الانتخابات" /على حد قول الصحيفة/. وقالت /إنه بعيدا عن أجواء السباق الرئاسي تبدو الأمور وكأنها لا تعمل وفق أجندة أو خريطة واضحة : فعملية صياغة مواد الدستور قد آلت إلى طريق مسدود وأدى الخصام بين الحكومة والبرلمان إلى تعليق الأخير جلساته لمدة اسبوع/. وأشارت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الى أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت تتبني المزيد من المواقف العدائية والحادة من بينها محاولة الاستثئار بكتابة مواد دستور ما بعد الثورة والتراجع عن وعودها السابقة في عدم طرح مرشح رئاسي من صفوفها. وحذرت الصحيفة من أنه كلما سعت الجماعة إلى المضي قدما في هذا المسار كلما زاد ذلك من قلق القوى الليبرالية في مصر التي تتهم الإسلاميين الآن بالكذب والتحايل عليها في كل مناسبة .. إذ يزعم الليبراليون أن التيار الإسلامي يسعى إلى الاستحواذ على السلطة وسيتنهي به الأمر في نهاية المطاف إلى إبرام صفقة مع المجلس العسكري تأتي على حسابه فيما تصر قيادات الجماعة على أن بعض الليبراليين يتخذون أوامرهم من العسكري /على حد زعم الصحيفة/. واختتمت الصحيفة تعليقها مؤكدة أن المشاحنات والمناوشات السياسية لن تنتهي بإجراء الانتخابات وأن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الوطني قد وصلت إلى مستويات ومعدلات خطيرة.