أبدت جماعة "الإخوان المسلمين"، مقاومة شديدة لجميع الضغوط التى تمارس عليها من العديد من القوى السياسية والإسلامية لسحب مرشحها الاحتياطى الدكتور محمد مرسى، من الاستحقاق الرئاسى، متمسكة بالاستمرار في السباق الانتخابي حتى نهايته رافضة سحبه تحت أي ضغوط. ونفى الدكتور محمود حسين، الأمين العام لمكتب الإرشاد، وجود أى اتجاه داخل الجماعة لسحب "المرشح الاحتياطي" من السباق الانتخابى. وقال إن الجماعة وإدراكا منها لخطوة الفترة القادمة، والتحديات التى تجابه الوطن تؤكد بقاءها فى المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية، من خلال مرشحها الدكتور محمد مرسى، بنفس المنهج والبرنامج الذى كان يخوض به المهندس خيرت الشاطر السباق ما يحقق المصالح العليا للوطن ورعاية حقوق الشعب. وأوضح أن الجماعة والحزب يمتلكان مشروعًا لنهضة الوطن فى مختلف المجالات، وأن مرشحهما يحمل هذا المشروع الذى يؤيده الشعب المصرى. وأكد المهندس على عبدالفتاح القيادى الإخواني، أن الجماعة ستواصل بكل قوة دعمها للدكتور مرسى، الذي رأى أنه يمتلك فرص قوية للفوز بالانتخابات فى ظل وجود دعم شعبى كبير لمشروع الجماعة والحزب والخاصة ببناء نهضة مصر الحديثة، باعتباره حاملا لفكر الجماعة والحزب ومشروعهما الحضارى لنهضة الوطن وتحويله من التخلف للتنمية ومن التبعية للريادة. واعتبر أن الضغوط والدعوات المتتالية الصادرة من عدد من القوى السياسية، على الجماعة لسحب "المرشح الاحتياطي" للجماعة تناهض وتناقض مبادئ الديمقراطية باعتبار أن هذا الترشيح يعد حقا أصيلا لجميع القوى والأحزاب السياسية. وعارض القيادي الإخواني بشدة أى محاولات لتأجيل الانتخابات الرئاسية، متهمًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن لديه خطة جاهزة لإطالة الفترة الانتقالية، عبر خيارات منها المجلس الرئاسى أو الرئيس المؤقت، مؤكدًا أن على المجلس أن يرحل عن السلطة فى نهاية يونيو بأى حال من الأحوال. بدوره، قال صرح الحسين عبد القادر البسيونى مسئول الاتصال السياسى لحزب "الحرية والعدالة"، إن الحزب سوف يبدأ عقد لقاءات تنسيقية خلال هذه الأيام مع القوى الإسلامية والسياسية على حد سواء للاتفاق على مرشح رئاسى واحد لمواجهة مرشح الفلول. وداخل حزب "النور" السلفى برزت مؤشرات على تأييد مرشح "الإخوان"، بعد أن أعرب شريف فراج القيادى بالحزب عن مباركة الحزب المبدئية للدكتور محمد مرسى، خاصة وأن الحزب ليس له مرشح يخوض به الانتخابات القادمة، مستبعدًا تقديم الدعم لأي من المرشحين الإسلاميين الآخرين: الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد سليم العوا، والدكتور عبد الله الأشعل، مبررًا ذلك بأن "دعم أي مرشح غيره معناه صعود عمرو موسى رئيسًا لمصر، وهو ما يقوى موقف المرشح الاحتياطي للإخوان المسلمين". من جهته، أكد الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" على سعي الجماعة لتوحيد القوى الإسلامية خلف مرشح إسلامى واحد من أجل الوقوف فى وجه مرشحى الفلول. وأوضح أن الجماعة سوف تعلن رأيه خلال يومين على أقصى تقدير بعد المشاورات مع أقطاب التيارات الإسلامية والأحزاب المختلفة من أجل توحيد الجهود والاتفاق على مرشح واحد لدعمه. وأشار إلى أن هناك مشاورات تجرى مع الهيئات الإسلامية للوصول إلى اختيار مرشح يحقق أهداف الثورة ويحترم المرجعية الإسلامية وملبيا لطموحات الشعب المصرى. لكن الدكتور ألهم أبو الحمد القيادى البارز ب "الجماعة الإسلامية" كشف أن هناك اتجاها متناميا داخل الجماعة لدعم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح فى انتخابات الرئاسة خصوصا بعد استبعاد الشيخ حازم أبو إسماعيل. وأوضح أن الجمعية العمومية لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة، ستدرس هذا الأمر عبر إجراء استطلاع للرأى بين قواعد الحزب والجماعة، ومن المقرر أن يطرح الأمر على مجلس الشورى الذى سيحدد بدوره ما إذا كان سيدعم أبو الفتوح أم سيترك الحرية لكوادر الجماعة لاختيار ما يرونه الأفضل. في حين أكد الدكتور هشام كمال عضو المكتب الإعلامى ل "الجبهة السلفية"، أن الجبهة تؤيد مبادرة "الدعوة السلفية" فى اختيار مرشح واحد للرئاسة، في الوقت الذي ستستمع فيه للدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان خلال اليومين المقبلين، على أن يعقب ذلك مشاورات موسعة بين كل القوى الإسلامية للوقوف على مرشح واحد. وأضاف، أن "الدعوة السلفية" عقب الاستقرار على مرشح يتم الاتفاق عليه سوف تخاطب الباقين للتنازل له، تلاشيًا لتفتيت أصوات الإسلاميين، لاسيما أن مرشحى الفلول ينتوون المنافسة بشكل شرس ولديهم رغبة حقيقية للعودة مرة أخرى. وقال: علمنا بأن هناك محاولات تشتيت الصف الإسلامى والوقيعة بينهم، ستبدأ فى مسيرة الجمعة المقبلة عن طريق الاندساس بين المتظاهرين للوقيعة وإثارة التشاحنات.