اعتبر التيار السلفى أن التصديق على قرار العزل السياسى بهدف إزاحة فلول الحزب الوطنى من الانتخابات الرئاسية، سوف يدفع القوى السياسية الإسلامية إلى تبنى حملة لعرض التنازلات من قبل بعض المرشحين لصالح مرشح رئاسى إسلامى واحد، لكن جماعة الإخوان المسلمين رفضت التنازل عن مرشحها للرئاسة أيًا كان الوضع سواء بعزل الفلول أم بقائهم فى سباق الرئاسة. وقال محمد نور، المتحدث الرسمى لحزب النور، إنه بغض النظر عن تصديق المجلس العسكرى على قانون العزل أم لا، فإن حزب النور يسعى جاهدًا من خلال لقاءاته اليومية من أجل إقناع بعض المرشحين بالتنازل لصالح مرشح إسلامى واحد من أجل توحيد صف الإسلاميين فى مواجهة الفلول وغيرهم. وأضاف نور أن الحزب لن يطالب أحدًا على حساب الآخر بالانسحاب، ولكنه يعقد لقاءات عديدة من أجل التنسيق بين الجميع فى محاولة لإقناع أحد المرشحين للانسحاب، وان فرص التوافق ستتزايد بعد التصديق على قانون عزل الفلول ، لأن دائرة المرشحين ستكون أقل وهو ما يثير القلق تجاه تجميع الفلول أكبر قدر من الأصوات . وقال محمد حسان، المتحدث الإعلامى للجماعة الإسلامية، إن الجماعة ستدعم التصديق على قانون العزل السياسى حتى لا يتم إنتاج النظام البائد مرة أخرى ، وأكد أن الجماعة الإسلامية تساند الاتجاه للتوافق على مرشح رئاسى إسلامى واحد لمواجهة مرشحى الفلول، لافتًا إلى أنه من الصعب حاليًا التكهن لاختيار مرشح إسلامى بعينه فى الوقت الراهن إلا بعد اتضاح الصورة النهائية ، وظهور نتيجة التظلمات. وأضاف، أن القرار للجماعة الإسلامية سوف يؤخذ بصورة جماعية وليس بقرار مجلس شورى الجماعة الإسلامية فقط، وذلك لإمكانية استبعاد بعض المرشحين الإسلاميين مثل أبو إسماعيل وخيرت الشاطر، بصورة نهائية بعد الفترة المخصصة لاستقبال تظلمات المستبعدين، موضحًا أن الأمور لم تتضح حتى الآن بصورة كاملة. أكد الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، أنه لا ارتباط بين طرح الإخوان لمرشح لهم فى الانتخابات الرئاسية وبين خوض الفلول الانتخابات، وحتى لو خرجوا جميعا من سباق الرئاسة فإن الإخوان لن تسحب مرشحها، وأن الدكتور محمد مرسى سيظل بديلاً للمهندس خيرت الشاطر، مؤكداً أن الإخوان كانت حريصة بطرح مرشح احتياطى قبل غلق باب التقدم للانتخابات. وألمح إلى إمكانية توافق جماعة الإخوان المسلمين على مرشح واحد، إذا اتفقت القوى السياسية مع جماعة الإخوان دون إملاءات أو شروط لأى من أطراف القوى السياسية. فيما أكد الشيخ عبد الخالق حسن الشريف، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة لن تتراجع عن الترشح للرئاسة، مشيراً إلى أن الدفع بترشح بمرسى كمرشح احتياطى يأتى ضمن حرص الجماعة على الترشح للرئاسة. وأكد أن ترشح الفلول لا يخيف الإخوان على الإطلاق، قائلاً: "ليس لديهم شعبية تمكنهم من منافستنا"، معريا فى نفس الوقت عن رغبته فى أن يتوحد الإسلاميين حول مرشح إسلامى واحد. وفي السياق ذاته : وكشف ياسر عبد التواب، المسئول الاعلامى لحزب النور أن هناك مشاورات عدة تجرى بين القوى الإسلامية للتوافق حول مرشح واحد، مؤكدًا أن قرار حزبه لن يتشكل إلا بعد إغلاق باب الطعون وإظهار القائمة الأخيرة بأسماء المستبعَدين والباقين. وقال المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن الجماعة سوف تنتظر إلى حين الانتهاء من مرحلة التظلمات على الاستبعاد، وهو ما ستظهر معه الخريطة النهائية للمرشحين، وبعدها سوف تفعل الجماعة مبادرة الدعوة السلفية للاتفاق على مرشح إسلامى واحد. وأشار إلى أنه إذا ما تأكد خروج المستبعدين حاليًا، سيؤدى إلى اتفاق الجماعة مع التيارات الإسلامية على الاختيار من بين المرشحين الإسلاميين المتبقين وهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد مرسى والدكتور عبد الله الأشعل ويتم تنازل الآخرين لصالحه، لافتًا إلى أن الفرصة كلها متساوية بين المرشحين الأربعة؛ لذا سيكون الاختيار بناءً على التشاور والتنازلات بينهم للإجماع على شخصية واحدة.