قررت محاكمة جنايات جنوبالقاهرة أمس حجز قضية التوكيلات المزورة المتهم فيها الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد المعارض للحكم في جلسة 24 ديسمبر الحالي مع استمرار حبسه ، ذلك فيما دخل الإضراب الذي أعلنه نور عن الطعام يومه الثالث . وناشدت هيئة الدفاع عن نور ، في بيان تلقت المصريون نسخة منه ، منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية والدولية التدخل لإنقاذ حياة أيمن نور ، مشيرة إلى أنه مضرب عن الطعام منذ صباح الأحد الماضي بسجن طره مما أدى لتدهور حالته الصحية ، وذلك احتجاجا على حبسه دون سبب وسوء المعاملة . وكان نور أعلن أنه بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على حبسه قبيل بدء الجلسة الأخيرة لمحاكمته ، وقال للصحفيين إنه بدأ الإضراب قبل 48 ساعة ولن يوقفه طالما ظل محتجزا، ووصف إيداعه السجن بأنه نوع من الإرهاب والاضطهاد. وأكد نور -الذي يحاكم بتهمة تزوير توكيلات مؤسسي حزبه- أن القضية تم تلفيقها ضده لأسباب سياسية . وكانت جلسة أمس قد شهدت معركة كلامية حامية الوطيس ما بين هيئة الدفاع عن أيمن نور والدفاع عن باقي المتهمين في القضية ، عندما تباري عنصران من المحامين الذين يدافعون عن بقية المتهمين في توجيه اتهامات وسباب عنيف إلى نور في ظل حضور هيئة المحكمة ، واتهماه بتلقي تعليمات من جورج بوش وكونداليزا رايس ، وعندما واجهت هيئة المحكمة إحراجا لعدم مقدرتها على أن تفعل شيئا علقت الجلسة . وتعليقا علي ذلك ، صرح ايمن نور من داخل القفص أن من هاجماه أحدهما محامي تم ترشيحه ضده في انتخابات ماضية والآخر كان مديرا لأمن نقابة المحامين والاثنان علي علاقة وطيدة بجهاز مباحث امن الدولة . وقد امتد الشجار الذي نشب بين أعضاء هيئة الدفاع إلي ايمن نور ومؤيديه ومعارضيه من المتهمين الستة معه وتبادلهم سيلا من الشتائم والإهانات ، وقد وقف القاضي عبد السلام جمعة من على كرسيه قائلا "إنه يغادر" في وقت عمد فيه رجال الأمن إلى تهدئة المحامين وأشخاص آخرين كانوا يحضرون المحاكمة. وبدأ الشجار عندما صاح المحامي أحمد جمعة الذي يدافع عن أحد المتهمين في وجه نور "بأنه يتلقى أوامره من زعماء أجانب"، وأبلغ محامو نور القاضي بأن عليه أن يوقف جمعة من توجيه الإهانات إلى موكلهم. وكان من المقرر أن تستمع المحكمة اليوم إلى تعقيب الادعاء على مرافعة رئيس هيئة الدفاع عن أيمن نور التي أدلى بها في جلسة السبت الماضي . ووضع زعيم حزب الغد قيد الحبس الاحتياطي على ذمة القضية يوم 5 ديسمبر الجاري ، وهي المرة الثانية التي يدخل فيها السجن هذا العام بعد إلقاء القبض عليه في يناير الماضي وإطلاق سراحه بكفالة مالية بعد جدل أثارته انتقادات الإدارة الأمريكية لاحتجازه. وخسر نور مقعده في مجلس الشعب خلال المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية في نوفمبر الماضي. وكان نور المنافس الأشرس في مواجهة الرئيس حسني مبارك خلال أول انتخابات رئاسية تعددية جرت في مصر في سبتمبر الماضي .