أصبح تشييع جنازات (أهل الله) بالطبل والمزمار والزغاريد من العادات الموروثة فى صعيد مصر، وقد أثارت هذه القضية جدلاً واسعَ النطاق خاصة مع تشييع جنازة الشيخ (العريان) أحد مجاذيب قرية دويح بمركز نقادة بمحافظة قنا، والذي ودعته القرية بأكملها، وبمشاركة الوافدين من القرى والمدن والمراكز المختلفة فى قناوالمحافظات المجاورة بزفة (الطبل والمزمار) والزغاريد والتكبير والتهليل. كما قاموا بحمل جثمانه على الأعناق سيرًا على الأقدام مسافة قاربت 5 كيلومترات وزمن بلغ الساعتين ونصف الساعة وهم في قمة السعادة والنشوة. ويعتبر جاد الكريم عبدالرحيم الحمدانى الذى يتأرجح عمره ما بين ال67 إلى76 عامًا، ولُقب بين أهل القرية بالشيخ (العريان)؛ لأنه يعيش طوال عمره داخل حفرة بمدخل القرية (عاريًا) ويتعامل معه أهل القرية والقرى المجاورة معاملة (أولياء الله الصالحين) ويعددون من كراماته فهو واحد من الذين طلقوا الدنيا كما يقول أهل القرية وعاش زاهدًا فيها بعدما أتم تعليمه بالمرحلة الابتدائية. العريان بعد إنهاء المرحلة الإعدادية قام بزيارة مع والده للقاهرة عاد بعدها للقرية ليحفر حفرته الشهيرة ويعيش فيها ما تبقى له من عمره عاريًا لا تستر عورته سوى (بطانية) وكان يخرج من حفرته ويذهب إلى ترعة بجواره يأخذ منها السمك، ويأكله (نيئا) وإذا مرض كان لا يتلقى الأدوية. ذاع صيته فى قريته والقرى والبلدان المجاورة حتى المحافظات الأخرى، وكان الزوار والمريدون يحرصون على زيارته طلبًا للبركة والدعاء لهم بالشفاء، لكن منذ 3سنوات، قرر الشيخ (العريان) عدم الخروج من حفرته، بعدما اشتد به المرض، حتى وفاته. الشيخ (العريان) ليس المجذوب الأول ولن يكون الأخير فى طريقة تشييع جثمانه بالطبل والمزمار والزغاريد؛ لأنها عادة وطبيعة أهل الصعيد فى تشييع (أهل الله) فقد سبقته حالات كثيرة ومتعددة من أشهرها تشييع جثمان الشيخ /أحمد عبد اللطيف بقرية أولاد نجم بنجع حمادى والذى توفى منذ سنوات والشيخ /مجدى فؤاد بذات القرية والذى توفى منذ عامين. وقد شيعت الجنازة بنفس طريقة الشيخ (العريان) ووصل الأمر إلى تشييع أحد أهالى القرية ويدعى /أبو المجد لبيب أحمد جنازة والدته بنفس طريقة تشييع المجاذيب. وتعد قرية أولاد نجم التابعة لمركز نجع حمادى من أكثر القرى التى شهدت حالات تشييع جنازات (أهل الله) بعكس ما هو متبع في تشييع الجنازات. "المصريون" في زيارتها للقرية وجدت أن من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة وجود الطرق الصوفية بشكل ملحوظ خاصة الطريقة الرفاعية التى ينتسب لها غالبية أهل القرية كما أنها مسقط رأس العديد من أولياء ألله الصالحين الذين تم تشييع جثامينهم بالبيارق والزغاريد. شقيق الشيخ مجدى الذى احتفلت القرية ومريدوه من البلدان الأخرى بذكرى رحيله الأولى أكد ل"المصريون" أن شقيقه الشيخ مجدى طلب قبل رحيله أن تشييع جنازته (بموسيقى الحكومة) ولكننا قررنا تشييع جنازته من خلال الطريقة الرفاعية التى ينتسب إليها، وبالفعل حضرت الطريقة الرفاعية بالبيارق والرايات وأقاموا له مراسم تشييع لمسافة بلغت 5كيلومترات سيرًا على الأقدام في احتفال منقطع النظير شارك فيه محبوه ومريدوه بالقرية والبلدان المختلفة والمحافظات المجاورة. وأضاف أن الشيخ انتقل عن عمر يناهز 52عامًا وعن تشييع الشيخ باستخدام الطبل والمزمار، أكد أن مريديه والطريقة الرفاعية استخدموا البيارق والرايات وكانت هناك بعض الزغاريد وفرحة المشيعين بصفة تلقائية.