وصلت اليوم الطفلة السورية "بانا العابد" التي باتت تعرف باسم "الأيقونة الحلبية" إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، بعد خروجها على متن حافلات أجلت، اليوم الإثنين، مدنيين من أحياء حلب المحاصرة، بموجب اتفاق بين المعارضة السورية والنظام مدعوما بمجموعات إرهابية أجنبية موالية له، برعاية روسية تركية. ونالت "الأيقونة الحلبية" شهرة طيلة حصار مدينة حلب، بما كنت تنشره على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، من رسائل تطالب فيها بنصرة المحاصرين ومد يد العون لهم، ووقف المجازر بحقهم. وقالت الطفلة الحلبية "بانا العابد" التي أصبحت تعرف باسم "أيقونة حلب"، في تصريح لها بعد خروجها من المدينة المحاصرة "كان هناك قصف دائم، لقد خرجنا من تحت الأنقاض لأن منزلنا تعرض للقصف، نشكر كل من يسأل عنا". وجاء تصريح بانا لمراسل الأناضول في ريف إدلب بالقرب من الحدود التركية، الذي وصلته اليوم الاثنين على متن حافلات أخلت مدنيين من أحياء حلب المحاصرة. وفتحت بانا ووالدتها فاطمة، مدرسة اللغة الإنجليزية، حسابا على موقع تويتر قبل ثلاثة أشهر، كانا يكتبان فيه من مسكنهم في حي القاطرجي بحلب الشرقية، معاناة سكان المدينة، ويطالبان بوقف المذابح فيها. ويتابع الحساب 320 ألف شخص. وناشدت والدة بانا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عبر رسالة على "تويتر"، إخراجهم من حلب المحاصرة، فجاء رد الوزير متعهداً بإخراجهم و جميع المحاصرين إلى مناطق آمنة. وأفادت مصادر محلية للأناضول أن "بانا" وصلت إلى ريف حلب الغربي ضمن القوافل التي وصلت اليوم، وانتقلت بعدها إلى ريف إدلب بالقرب من الحدود التركية برفقة والديها. وبدأت مجدداً في وقت متأخر من ليلة أمس عملية إجلاء أحياء حلب المحاصرة بعد توقفها لأكثر من يوم جراء عرقلتها من قبل المجموعات الإرهابية الأجنبية الموالية للنظام. وتم التوصل أمس إلى اتفاق جديد ينص على خروج المحاصرين من حلب و مرضى وجرحى من مدينة الزبداني وبلدة مضايا الخاضعتين لسيطرة المعارضة، مقابل خروج نحو 4000 مريض وجريح من بلدتي الفوعة وكفريا التي تحاصرهما فصائل المعارضة شمالي سوريا. ويسيطر عناصر من حزب الله اللبناني ومن الحرس الثوري الإيراني على بلدتي الفوعة وكفريا التي يقطنهما نحو 15 ألف شخص. ورغم حصار المعارضة للبلدتين إلا أن نظام الأسد يرسل المساعدات لسكانهما جواً بشكل مكثف. وكان الجنرال الإيراني سيد جواد، طالب عدة مرات عبر الروس بفك الحصار عن الفوعة وكفريا، إلا أن المعارضة رفضت تلك المطالب، مؤكدين أن سكان البلدتين يتلقون مساعدات كافية، وأن وضعهم لا يُقاس مع وضع سكان أحياء شرق حلب المحاصرة من قبل قوات النظام. وتفرض قوات النظام حصارًا على 18 منطقة مؤيدة للمعارضة التي تقول أنها لو فكت الحصار عن الفوعة وكفريا فإن الأولى "سترتكب مجازر بحق سكان المناطق المعارضة".