لنعترف أن مسألة كثرة مرشحى الرئاسة المحتملين أصبحت بالفعل غير محتملة لأنهم انتقصوا من هيبة وجلال المنصب واستغل البسطاء عدم وجود ضابط لمسألة سحب أوراق الترشيح للتصوير والاستضافة فى الفضائيات التى لم يعد لديها أى وعى ولا مسئولية المهم الضحك والسخرية والتندر من هؤلاء البسطاء. وعلى الجانب الآخر ومع المرشحين الفعليين للرئاسة لم نشاهد برنامجا واضحا ولا محددا لأى مرشح الكل يدلى بتصريحات من نوعية سأجعل مصر مثل ماليزيا فى 5 سنوات أو الدولار سيصبح بجنيه واحد بعد سنتين أو الاهتمام بالمشروعات الصغيرة، وما إلى ذلك من تصريحات إعلامية. وأنا لست ضد تصريحاتهم الإعلامية لكننى ضد أن نتفرغ جميعًا للاصطفاف خلف الشيخ حازم أبو إسماعيل لأنه راجل بتاع ربنا أو عمرو موسى لأنه دبلوماسى قدير أو شفيق لأنه أدارجى أو أبو الفتوح لأنه سياسى محنك ولم نقرأ برنامجا واحدا لأى مرشح ولا نعرف ماذا سيفعل وكيف سيفعل ومتى سيفعل؟ نحن الآن نتعامل بالمثل البلدى(بيشترى سمك فى ميه) والبلد لا تحتمل هذه المقامرة نريد برامج وآليات واضحة من المرشحين للرئاسة، وليست مجرد تصريحات صحفية بمعنى من يقول إنه سينمى خليج السويس عليه أن يحدد لنا كيف سيتم تنميتها؟ وبالضبط ومن أين سيأتى بالفلوس التى سيضخها للتنمية؟ وما المشروعات التى سيفتتحها هناك؟ وقس على ذلك تنمية وتعمير سيناء. نريد كشعب أن نصبح مثل دكاترة الجامعة الذين يحكمون رسائل الدكتوراه لا ننظر إلى المرشح وقلبه الطيب بقدر ما ننظر إلى ماسيقدمه فعليا على أرض الواقع. أما الحاصل الآن فنحن نتبادل السباب والشتيمة ولا شىء سوى انتظار أن ترمى لنا الأقدار بأى شخص ثم بعد ذلك نتعامل معه وفقا لقناعتنا من سلوكه أما راجل بتاع ربنا أو فلول أو إخوانجى أو ليبرالى عميل، وهذه كارثة. إذا لم نعرف ماذا سيقدم المرشح وبالتحديد وبالمواعيد وبآليات التنفيذ فلا نريده، ولا أريد أن يخرج بعض المرشحين بمقولة هذه أسرار(لما أحكم أبقى أقول لكم السر). الذى أعرفه أن مهمة كل هؤلاء المرشحين هو وضع روشتة علاج لأمراض هذه الدولة من منطلق حب الوطن والحرص على مصلحته، وليس حب الكرسى وتمنى الموت عليه، وبالتالى لا توجد أسرار أما لديك حلول أو لا؟ بمعنى آخر لو نجح أبو إسماعيل وعمرو موسى لديه برنامج لتطوير سيناء عليه أن يقدمه للرئيس الجديد ولو نجح شفيق وأبو الفتوح لديه تصور لصناعات صغيرة محلية عليه أن يقدمه للرئيس الجديد. لابد أن يدفع الإعلام الآن مرشحو الرئاسة إلى الإفصاح الكامل والتام عن برامجهم الرئاسية لنختار من بينها، وقد يقول البعض إن اللجنة تحظر الدعاية الآن لكننى أقول إن كل المرشحين ظهروا فى حوارات تليفزيونية ولم يتحدث أحد منهم عن أى برنامج كلها أسئلة من نوعية لو نجحت هتعمل أيه مع الأقباط والمرأة أو هل ستفرج عن الرئيس المخلوع وإجابات تطمين. مرشحو الرئاسة لن يخسروا شيئا إذا خسروا الانتخابات لكننا الخاسرون إذا انتخبنا شخصا لا نعرف بالموعد وبالتحديد ماذا سيقدم لنا، ولا تتصورون أن أنهار العسل واللبن ستتدفق مع الرئيس الجديد، بل أتوقع لو كان رئيسا جادا ولديه خطة واضحة وطموحة ستتحول مصر إلى ورشة عمل كبيرة سنعمل فيها كثيرا فى ظروف صعبة ثم نبدأ وبعد مرور ثلاث إلى أربع سنوات فى جنى ثمار عملنا والإحساس بأننا دولة متقدمة وشعب له وزن بين الأمم المهم أن يفصح كل من المرشحين عن برنامجه بشكل تفصيلى بالبلدى كل واحد يرمى بياضه وإحنا نختار.