رحب عدد من المفكرين والسياسيين بالبروتوكول المشترك المزمع أن توقعه مصر مع تركيا فى غضون أيام فى مجالات النقل والتجارة، مؤكدين أن التقارب المصرى التركى الإيرانى من شأنه تعويض التخاذل العربى تجاه مصر بعد الثورة ويقلل من حدة الحصار الاقتصادى المفروض عليها. وقال نبيل بدر، سفير مصر فى البرازيل والأردن الأسبق، "إن السياسة التركية تتحرك بإستراتيجية ذكية وتستثمر التطور الضخم الذى مرت به تركيا سياسيًا واقتصاديًا فى إعادة أسلوب حركتها على المستوى الخارجى معتبرة أن عمقها هو الوطن العربى بتداعياته الإسلامية". وأشار إلى أن التراجع المصرى فى مجال السياسة الخارجية إقليميًا ودوليًا وفى جوانب أخرى خاصة قبل الثورة ترك فراغًا تحركت فيه تركيا بمهارة مؤكدا أن التقارب المصرى التركى يأتى نتيجة ما تدركه تركيا جيدًا من أن التراجع المصرى مؤقت وأن مصر تسعى لاستعادة دورها الريادى عاجلاً أو آجلاً لذلك تسعى تركيا لتحسين علاقتها مع مصر. واعتبر أن تضافر الجهود المصرية التركية أمر طبيعى لأن مصر وتركيا أكبر دولتين فى الشرق الأوسط. ونفى أن يكون التقارب المصرى التركى على حساب العربى، وذهب إلى أن هذا التقارب فى صالح الدول العربية، مؤكدا أن تركيا تعد الجسر بين الغرب والدول العربية والإسلامية لما لها من رصيد ثقافى وإسلامى وهو الأمر الذى يخدمها فى محاولة الانضمام للاتحاد الأوروبى. وفى نفس السياق، قال أمين يسرى سفير مصر فى اليمن والنرويج الأسبق إن التقارب المصرى التركى لا يضر العلاقات المصرية العربية بأى شكل من الأشكال فالدور التركى ذو توجه إسلامى لا يتعارض مع العروبة على الإطلاق ويجب أن ندعم التقارب المصرى التركى بشدة. ولكنه أشار إلى أن أى تقارب مصرى مع أى دولة سيكون محدودًا فى هذه الفترة التى تعيشها مصر بدون دستور أو رئيس . وأوضح أن رفض الاتحاد الأوروبى لضم تركيا يرجع إلى أنه تجمع مسيحى لا يجب أن يكون فيه دولة مسلمة كتركيا وأن هذا ساهم فى التقارب التركى العربى خاصة المصرى منه حيث إن تركيا كانت تأمل من انضمامها للاتحاد الأوروبى مزيدا من الدعم الاقتصادى لها وهو ما وجدته تركيا فى الوطن العربى . كما أكد أن العلاقات الاقتصادية المصرية التركية كبيرة جدًا ولا تضر العلاقات الاقتصادية المصرية العربية؛ حيث إن الدول العربية دول منتجة فقط للبترول ولا تنتج "قمح أو ذرة أو غيرهما"، هذا غير أن موقف الدول العربية تجاه مصر بعد الثورة مخزٍ حيث وعدوا مصر بوعود كثيرة لم يفوا بها وقد يعوض التقارب المصرى التركى هذا التخاذل العربى والخليجى . ووافقه الرأى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الذى اعتبر أن المحور المصرى التركى مكمل للمحور العربى وليس بديلا، عنه مشيرا إلى أن مصر تحتاج هذا التقارب مع تركيا، خاصة أن العرب فى أسوأ أوضاعهم. واعتبر أن التقارب المصرى التركى يأتى لأسباب عسكرية أيضا خاصة أن التقارب العسكرى بين الدولتين غير مقلق لكل من الغرب والدول العربية بخلاف إيران. وأوضح أن تركيا تلعب بالورقة العربية فى مفاوضتها مع الاتحاد الأوروبى ولكن العلاقات المصرية التركية مهمة للغاية للبلدين فى هذه الظروف .