يبرز دور تركيا فى منطقة الشرق الأوسط فى الآونة الأخيرة فى محاولة منها لتقوم بلعب دور فى المنطقة، ومع صعود حزب العدالة والتنمية إلى الواجهة السياسية فى تركيا وتولى رجب طيب أوردغان رئاسة الوزراء تبدى تركيا اهتمام واضح بقضايا المنطقة والعالم الإسلامى وتأتى فى مقدمة ذلك اهتمام تركيا بالصراع العربى الإسرائيلى، وفى محاولة منها لإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة ومحاولة التخفيف من شدة المعانة والحصار الذى يتعرض له الفلسطينيين فى القطاع. هذا الدور الذى يلقى قبول وارتياح لدى الشارع العربى و فى تركيا نفسها من قبل المواطنين الأتراك، ولعل أبرز دليل على ذلك هو مشاركة الأتراك فى أسطول الحرية لرفع الحصار عن أهل غزة وما تعرض له هذا الأسطول على يد الجيش الإسرائيلى فى المياه الدولية من اعتداءات وقتل لهؤلاء النشطاء الأتراك لمجرد تعاطفهم مع أهل غزة فى محاولة منهم لإيصال المساعدات الإنسانية لهم ذلك على المستوى الشعبى من جهة ومحاولة تفهم وجهة نظر حماس من الجهة الأخرى على المستوى السياسى. كذلك نجد مدى ما وصلت إليه العلاقات التركية السورية من دفء بعد فترة توتر وفتور، حيث من الملاحظ مدى التقارب التركى السورى بداية من زيارات المسئولين المتبادلة من كلا الجانبين وعلى أعلى المستويات، وكذا زيادة حجم التبادل التجارى بين الدولتين، نهاية بإلغاء التأشيرات لدخول المواطنين السوريين إلى تركيا. أضف إلى ذلك التقارب التركى الإيرانى بشأن الملف النووى الإيرانى، وإعلان طهران الذى ضم كلا من تركياوإيران والبرازيل والذى ينص على تبادل 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب مع تركيا وستبقى إيران المالكة لها، وبإمكان وكالة الطاقة فى فيينا الإشراف على هذه الكمية فى تركيا، بعد رفض تركيا التصويت على القرار 1929 بتطبيق عقوبات جديدة على إيران فى مجلس الأمن. من ثم فان تركيا تسعى لتكون اللاعب الأبرز فى المنطقة ، وتركيا فى ذلك كله تسعى لبناء علاقات اقتصادية مع دول المنطقة بعد غياب طويل عن المنطقة كى يكون عوضا لتركيا عن فشل محاولات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى وتعثر المفاوضات، وفى ظل تراجع الدور المصرى فى المنطقة وانحساره فإن تركيا تبحث عن البديل لتعويض خسارتها ولعل تركيا وجدت ضالتها فى العالم العربى فأين مصر؟؟؟؟؟؟
