كان طموح الاخوان في الانتخابات البرلمانيه السابقه هو المشاركه لا المغالبه و لذا رشحوا أشخاصا معظمهم مغمورين علي ثلث المقاعد فقط و كانت المفاجأه لما حقق هؤلاء 88 مقعدا بخلاف 40 أخري اعترف رئيس الوزراء بسرقتها و حصلوا علي 40 % من جملة أصوات الناخبين هذا النجاح قد سبقه نجاح الجماعه في اكتساح نقابات الأطباء و الصيادله و المهندسين وغيرها في نهاية الثمانينات و أوائل التسعينات فلم تجد الحكومه مفرا الا بتجميد النقابات و الغاء الانتخابات فيها و فرض الحراسه علي نقابة المهندسين و كذا اكتسح الاخوان الانتخابات المحليه في أوائل التسعينات مما جعل الدوله تستعين بمباحث أمن الدوله لاجبار مرشحي الجماعه علي التنازل و اخلاء الطريق أمام مرشحي الوطني للفوز بالتزكيه وفي انتخابات المحليات 2006 تم تأجيل الانتخابات لمدة عامين حتي ير حل بوش عن البيت الابيض و تأتي اداره ديموقراطيه جديده تهتم بالبيت الامريكي الداخلي و تترك شعوب العالم العربي لسلطات الاستبداد و التزوير نجاح حماس الأخت الصغري للاخوان كان من شأنه أن يرفع سقف طموح الاخوان و لكنه للأسف أوقعها تحت ضغوط و عدم قبول دولي استثمره النظام جيدا لاحكام السيطره الأمنيه علي الاخوان الأخوان الان في معاناه حقيقيه فرئيس الوزراء لا يتورع عن كشف نواياه في تغيير الدستور لمنع التواجد الكثيف للاخوان تحت القبه فرئيس الوزراء يعطي دلائل علي تزوير أي انتخابات قادمه أما السبب الأهم في معاناة الاخوان فهو اعلان رفضهم للتوريث و علي الرغم من أن النخبه المصريه قد أجمعت علي رفض التوريث الذي يمثل اهانه شديده للشعب المصري و لأنه يعني الاستمرار اللا نهائي للاستبداد و الفساد و الاحتكار و سيطرة رجال الاعمال علي الحكم و الموالسه لاسرائيل ! رفض النخبه شئ و لكن رفض الاخوان يعطي للرفض زخما شعبيا يستحيل حصول جمال معه علي أغلبيه في أي انتخابات فيها قدر من الشفافيه النخبه الراديكاليه كفايه تريد الاخوان للتظاهر و اعلان العصيان العام الذي يسقط النظام و عصام العريان يعلن أن الاخوان قادرون علي احداث تغيير و لكن بشروط شبه مستحيلة التحقق في الواقع اذا تكلمنا عن المحددات التي تحدد سلوك الاخوان و تبعدهم عن المظاهرات المكثفة التي تريدها النخبه النظام فاني أذكر من هذه المحددات: أولا السلفيه الفكريه : فالاسلام ينهي عن الخروج علي الحاكم الظالم فالفتنه الحادثه في قتال الحاكم الظالم أشد من فتنة الظلم نفسه وهذه القاعده الجليله لا تبرر أبدا الرضا بالظلم أو مهادنته أو عدم السعي الي رفع الظلم و لعل هذه القاعده هي من أكثر أمور الدين التي أساء الناس فهمها و تطبيقها قديما و حديثا سلبا و ايجابا ثانبا القهر و الظلم و التعذيب الذي تعرض له الاخوان علي مدي تاريخهم يدفعهم للتروي قبل اتخاذ قرارا ذي بال و لعل هذا هو السبب الرئيسي في ترشيح أعضاء لثلث مقاعد المجلس و رفض الحوار العلني مع أمريكا و اعلان الاخوان الدائم أن قوتهم التصويتيه في الشارع المصري لا تتعدي 25% و تقديري أنها أكثر من ذلك بكثير ثالثا ان بعض القوي الوطنيه المدنيه تكره الاخوان و تسعي لتوريطهم و التخلص منهم وهذه القوي لها صوت مسموع في المطبخ السياسي و في الخارج ومن هؤلاء بعض غلاة الأقباط و الماركسيين الذين مازالوا يعيشون في شرنقة الايديولوجيه الضيقه و العلمانيون الذين يرفضون أي دور للدين في الحياه العامه و غير قادرين علي استيعاب الاخوان باي صوره من الصور رابعا أن جماعة الاخوان تحاول نفي كل شوائب الجماعات الاسلاميه عن نفسها مثل التطرف و التطلع للسلطه و الارهاب و التمسح بالدين وكل المصائب التي يوصف بها الاسلاميون عامة هذه في رأيي بعض المحددات التي تحدد سلوك الاخوان تجاه النظام و التي تجعلهم بعيدين عن تحقيق أحلام النخبه الراغبه في التغيير لما اعتقلت قوات الأمن بعض قادة الاخوان من مركز بحثي مسجل كان بيان نواب الاخوان بليغا في تذكير قوات الأمن بوظيفتها الاساسيه مثل محاولة القبض علي الهارب ممدوح اسماعيل أو حماية حدودنا الشرقيه من الاعتداء الصهيوني علي جنودنا بينما قال مهدي عاكف ان هذه الاعتقالات لن تمر مرور الكرام ثم بينت الأيام أنه كان يقصد حشد الفي متظاهر أمام محاكم أمن الدوله التي تحاكم الاستاذ الدكتور حسن الحيوان بتهمة البلطجه و منع الناخبين من أداء واجبهم الانتخابي !!!! أستاذ جراحة القلب و الصدر