يتطلع الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إحداث تغييرات جذرية في العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة التي شهدت جهودًا ملحوظًا منذ توليه السلطة في مصر، وذلك عقب انتخاب إدارة رئاسية أمريكية جديدة. ويرى خبراء أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي سيشهد نوعًا من حرص المرشحين الأمريكيين على التقرب إلى مصر باعتبارها دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، كما تسعى مصر إلى فتح العديد من الملفات الجامدة مع الولاياتالمتحدة وتمريرها خاصة إذا ما نجح المرشح الرئاسي ترامب في الانتخابات. وأوضحوا أن الملفات تتعلق بعودة التنسيق المشترك بين البلدين فيما يتعلق بتفعيل المجالس المشتركة التي أنشأت في عهد مبارك، وزيادة المساعدات العسكرية أسوة بإسرائيل، وعودة التنسيق العسكري فيما يتعلق بمناورة النجم الساطع، ووضع أطر للتعامل مع ملف جماعة الإخوان المسلمين والتنسيق حول ملف حقوق الإنسان. وتلقى السيسي دعوة للقاء مرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى تنطلق اليوم. قال طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن الرئيس السيسي دائمًا ما يشدد على أن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة قائمة على أساس الشراكة وليس التبعية وهذا مخالف لما كان يحدث داخل الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما؛ حيث كان ينظر لمصر على أنها تابعة ومنفذة لسياسات الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط فقط، وهذا ما انعكس على تعثر الكثير من الملفات بين إدارة السيسي وأوباما. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون" أن من أهم الملفات التي شهدت جمودًا وخمولاً في عهد الرئيس أوباما ومن المنتظر أن تتحرك إذا ما استطاع المرشح الرئاسي دونالد ترامب الفوز على هيلاري كلينتون، والتي تعد جزءًا من سياسة أوباما التي ستستمر إذا ما نجحت في الانتخابات، هي عودة مناورات النجم الساطع والتي تجمدت منذ تولي السيسي الرئاسة، وعودة الحوارات الاستراتيجية بين البلدين عبر تفعيل المجالس المشتركة مع أمريكا التي أنشئت في عهد مبارك, وزيادة المساعدات العسكرية الأمريكية والتي نصت عليها اتفاقية كامب ديفيد والتي رفعتها أمريكا لإسرائيل إلى نحو 38 مليار دولار فيما ظلت مساعدات مصر كما هي، بل على العكس فقد وضعوا عراقيل أمام صفقة سلاح الطائرات الأباتشي. وتابع: "لم يتم أيضًا عمل شراكات جديدة مع مصر كما حدث مع الأردن وإسرائيل، وتجاهلت إدارة أوباما طلب مصر بإقامة منطقة حرة، كما لم تسع إلى تطوير اتفاقية الكويز التي تجمعنا مع إسرائيل، ولم يتم تطوير المجالس المشتركة بين مصر وأمريكا الذي تم إنشاؤه في أيام مبارك، بجانب أنهم كانوا يسعون إلى فتح ملف جماعة الإخوان المسلمين والتدخل في الشأن المصري وهو ما يتوقع حسمه مع رئيس الولاياتالمتحدة الجديد. وأضاف أن تقارب مصر مع الولاياتالمتحدة المنتظر بعد تغيير الإدارة الحاكمة لا يعني أن تتخلى مصر عن تعاونها مع روسيا الذي لم يصبح رفاهية اختيار؛ بسبب اتفاقها على مشروع المفاعل النووي، لكنه سيفتح تعاونًا آخر أكثر جدية مع الولاياتالمتحدة إذا ما تم حسم جميع الملفات السابقة. ومن جهته، يرى أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن فوز المرشح الرئاسي دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية سيعني عودة العلاقات المصرية لأفضل حال، وذلك لكون سياسة المرشحة هيلاري كلينتون تتوافق مع سياسة أوباما التي تميل إلى مساندة جماعات الإسلام السياسية وهو ما يحاربه الرئيس السيسي وينادي بمواجهته. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون" أن نجاح ترامب يعني أن مصر سوف تضع مع الولاياتالمتحدة آليات جديدة لحل الأزمة في كل من ليبيا وسوريا من خلال حلول سياسية، وأن الاستراتيجية الأمريكية ستبنى على أساس أن مصر أهم دولة في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن التوافق على ملف حقوق الإنسان سيكون محور تفاهم مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وأيضًا في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى السعي لزيادة المساعدات العسكرية من1.3 مليار دولار وتوسيع دائرة إنفاقها، وكسر إخلال التوازن ما بين المساعدات المقدمة لإسرائيل.