يشهد مجلس الوزراء حالة من الارتباك لم يسبق لها مثيل منذ لحظة تكليف الرئيس مبارك للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بتشكيل الحكومة الجديدة . أرجعت المصادر حالة الارتباك التي ظهرت على الدكتور نظيف منذ اليوم الثاني لمقابلته لعدد من الوزراء الذين أصبحوا في حكم المؤكد استمرارهم في التشكيل الجديد للوزراء ومقابلته لعدد من الوجوه الجديدة التي ما زالت أمرها غير محسوم في دخول الوزارة الجديدة في ظل الاعتراضات والتحفظات على اختيارها . وأكدت تلك المصادر أن التعجيل المفاجئ بتشكيل الوزارة وجواب التكليف الصادر من الرئيس مبارك والذي سلمه الدكتور زكريا عزمي إلى رئيس مجلس الوزراء كان سببا مباشرا في التعجل . كما أكدت المصادر أن هناك تدخلات من لجنة السياسات وعدم رضا أجهزة أمنية على بعض الأسماء التي كانت قد رشحت مثل الدكتور أحمد جمال الدين وزير التعليم الذي تم استبعاده بعد إعلان ترشيحه بزعم أن الرجل كان ذو أصول إخوانية من قبل . وأشارت المصادر إلى تدخل سافر من قبل لجنة السياسات برئاسة جمال مبارك ، حيث راجعت د. نظيف أكثر من مرة في الأسماء التي رشحها . وأكدت المصادر أن لجنة السياسات تصر على تعيين نائبين لرئيس مجلس الوزراء أحدهما للشئون الاقتصادية والآخر للخدمات وأن هذا المطلب أحد أسباب التأجيل . وقد تردد بشكل قوي أنه سيتم ترشيح د. يوسف بطرس غالي المرشح لوزارة المالية لتولي منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الاقتصادية . وقد عزز من هذا التوقع استقبال د. نظيف له مرة أخرى .. كما أنه يصب في خانة المطالب الأمريكية والقبطية بزيادة أعداد الأقباط في الحكومة الجديدة . وأشارت المصادر إلى دفع لجنة السياسات بعدد من الأسماء الجديدة في اللحظات الأخيرة منهم د. محمد عبد الحميد شعير الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة ، والدكتور يسري صبري الجمل بأكاديمية العلوم الحديثة ، والدكتورة مديحة خطاب عميدة القصر العيني والدكتور فاروق محمود رئيس جامعة قناة السويس وكذلك الدكتور محمود الطيب نائب رئيس جامعة عين شمس ، والدكتور علي شمس الدين رئيس جامعة بنها ، وكذلك الدكتورة نهي العادلي نائب رئيس مكتبة الإسكندرية .. حيث استقبلهم الدكتور أحمد نظيف جميعهم وتشاور معهم وقد بلغ عدد من استقبلهم نظيف 45 مرشحا لاختيار 30 شخصا لتولي 30 حقيبة وزارية فقط . وقالت المصادر أن لجنة السياسات تهدف تولي عدد كبير من الموالين لها للحقائب الوزارية . وأضافت المصادر أن ثمة اعتراضات من القيادة السياسية على اختيارات نظيف شملت أيضا التحفظ عن صلة القرابة بين الوزراء خاصة ما بين الدكتور علي مصيلحي المرشح لوزارة الضمان الاجتماعي ووزير الإعلام أنس الفقي . وأيضا أحمد المغربي الذي رشح في الوزارة الجديدة وزيرا للإسكان بدلا من السياحة وقريب المرشح لوزارة النقل محمد منصور . وأكدت أن هناك عدم رغبة في ضم رجال الأعمال إلى الوزارة الجديدة وخاصة زهير جرانه والمرشح لوزارة السياحة وحاتم الجبلي المرشح لوزارة الصحة ومحمد منصور المرشح للنقل وأيضا أمين أباظة المرشح للزراعة ، وهو الأمر الذي دفع الدكتور أحمد نظيف بلقاء عدد آخر من الشخصيات وعلى رأسهم الدكتور عبد الحي عبيد والدكتور مشيرة خطاب عميدة القصر العيني والدكاترة نهى العادلي وعبد الحميد شعيرة ويسري الجمل والدكتور علي شمس الدين والمرشح أيضا ليكون وزيرا للزراعة أو لرئاسة قطاع الشباب أو الرياضة ، والدكتور فاروق عبد القادر رئيس جامعة قناة السويس والدكتور محمد الطيب نائب رئيس جامعة عين شمس ، وصفي الدين خربوش المرشح لتولي قطاع الرياضة . أشارت المصادر إلى حال الاستياء الشديد من بعض الشخصيات غير المرغوب فيها لدى القيادة السياسية وخاصة مجموعة رجال الأعمال وحالة الغضب الشديد التي انتابت عدد من القيادات البارزة داخل الحزب الوطني وبعض النواب داخل مجلس الشعب والذين يتمتعون بثقل سياسي وثقة غير محدودة لدى القيادة السياسية . وأشارت تلك المصادر إلى أن القيادة السياسية قد اعترضت على عدد من الشخصيات التي قابلها رئيس مجلس الوزراء خلال الثلاث أيام الماضية وطالب بالبحث عن وجوه جديدة من خلال العديد من الملفات والتقارير التي أعدتها عدد من الأجهزة الرقابية . وأكدت تلك المصادر أن مشاورات نظيف سوف تستمر حتى صباح السبت وأن الحكومة الجديدة سوف تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس مبارك صباح أو مساء غدا الأحد وذلك قبل انعقاد جلسات مجلس الشعب صباح الاثنين . وكشفت المصادر عن وقوع بعض الشخصيات التي قابلها نظيف في أخطاء سياسية كانت محل تحفظ لدى القيادة السياسية ومنها التسابق في التصريحات على صفحات الجرائد والتحدث بصفة الوزراء قبل أن يتولوا المسئولية أو يقع عليهم الاختيار بصفة نهائية ودون أن يؤدوا اليمين الدستورية وقالت المصادر أنه كان لافتا للنظر هذا الأمر الذي أحرج الدكتور نظيف أمام القيادة السياسية حول اختياراته المبدئية . وأكدت المصادر أن هناك عدد من الوزارات لم تحسم بعد في اختيار من يتولها خاصة وزارات الصحة والنقل والزراعة والسياحة والتربية والتعليم والشباب والرياضة .