يشهد الحزب الوطني هذه الأيام حالة من الارتباك الشديد بسبب تمسك وزراء الحكومة الأعضاء في البرلمان الحالي بالترشيح من جديد لعضوية البرلمان القادم رغم صدور تلميحات سابقة من الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ترجح ضرورة الفصل بين الموقع الوزاري وعضوية البرلمان . وفي تطور سريع تراجع الحزب الوطني عن تصريحاته السابقة بعدم خوض الوزراء انتخابات مجلس الشعب القادمة للفصل بين الموقع التنفيذي والموقع الشعبي . وأكدت مصادر رفيعة المستوى ل "المصريون" حدوث تراجع في تلك التصريحات السابقة ، وأن الحزب الوطني قرر إعادة ترشيح الوزراء النواب بمجلس الشعب مرة أخرى مع إضافة وزيرين جديدين سوف يخوضون الانتخابات البرلمانية لأول مرة يأتي في مقدمة هؤلاء الوزراء الدكتور محمود محي الدين وزير الاستثمار بدائرة كفر شكر دائرة عمه النائب خالد محي الدين رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع ، والدكتور عبد الرحيم شحاتة وزير التنمية المحلية الذين أخذوا الضوء الأخضر بالتقدم للمجمع الانتخابي . وكان الدكتور نظيف قد جمد إعلان موقفه من أمر ترشيح الوزراء بعد صدور القرار الجمهوري باستمرار الوزارة حتى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية تحسبا لخروج أي من هؤلاء الوزراء من التشكيل الجديد وترك مهمة اختيار الوزراء للترشيح للحزب الوطني الحاكم من خلال مجمعاته الانتخابية التي تبدأ أعمالها يوم الاثنين القادم . مصادر سياسية فسرت ل "المصريون" تكالب وزراء حكومة نظيف على ترشيح أنفسهم في قوائم الحزب الوطني في الانتخابات القادمة ، أنه يستهدف ممارسة الضغوط على النظام لضمان استمرارهم في مناصبهم في حالة تحقيقهم الفوز في الانتخابات ، أو ضمان دور سياسي لهم بمجلس الشعب في حالة خروجهم من الوزارة خصوصا أن النظام لن يقبل بأي حال من الأحوال سقوط رموز الحكومة الحالية في الانتخابات البرلمانية القادمة . وأوضحت المصادر أن وزراء نظيف يحاولون حاليا تقديم ما وصفته ب"رشاوى انتخابية" مكثفة لأعضاء المجمعات الانتخابية التابعة لدوائرهم المتمثلة في تعيين أعداد كبيرة من أبناء الدوائر في الهيئات والمصالح الحكومية التابعة لهم وبذل أقصى الجهود لإنهاء أي مشروعات خدمية مرتبطة بهذه الدوائر لتضمن للوزراء تجاوز المجمع الانتخابي كمرحلة أولى للتقدم للبرلمان . وعلمت "المصريون" أن عددا من وزراء حكومة نظيف ومنهم عبد الرحيم شحاتة وعمر عزت سلامة وأحمد الليثي قد عقدوا اجتماعات مكثفة في الفترة الأخيرة مع أمناء المحافظات وممثلي الحزب الوطني في دوائرهم لتأمين موافقة المجمع الانتخابي وعدم حدوث مفاجئات قد تؤثر بالسلب على مستقبلهم السياسي خصوصا أن عددا من الوزراء التنفيذيين يعتبرون انتخابات مجلس الشعب القادمة هي أخر فرصة للبقاء في واجهة المشهد السياسي . إلى ذلك صرح صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الوطني أنه سيتم إعلان مرشحي الحزب وعددهم 444 مرشحا لتمثيلهم في الانتخابات البرلمانية القادمة يوم 11 أكتوبر القادم . وقال أن الأمانة العامة للحزب قد وافقت مساء أمس الأول على تشكيل المجمع الانتخابي في شكله المطور متعهدا بتلافي السلبيات التي شابت اختيارات الحزب لمرشحيه في انتخابات التجديد النصفي لانتخابات مجلس الشورى . وأعلن الشريف التزام الحزب بكافة القوانين المنظمة للانتخابات و احترام قرارات اللجنة العليا للانتخابات واحترام الحقوق والواجبات المنصوص عليها في قانون الحقوق السياسية. الدكتور سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي تصدر قائمة الوزراء الذين سارعوا بتقديم طلب ترشيح إلى المجمع الانتخابي مرشحا عن دائرته الحالية في حلوان . في حين تأكد ترشيح كمال الشاذلي وزير شئون البرلمان عن دائرته بالباجور . بينما يدرس الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان ، والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الموقف في إعادة ترشيحهما في ضوء الضجة التي ثارت حول شبهات ازدواج جنسيتهما . بينما ينتظر الدكتور محمود أبو الليل وزير الري إشارة خضراء لإعادة ترشيحه في دائرته بمحافظة الغربية . كما يترقب الدكتور محمود محي الدين وزير الاستثمار توجيهات الحزب الوطني في ترشيحه لأول مرة في دائرة كفر شكر التي يشغلها عمه خالد محي الدين زعيم حزب التجمع . وكانت أمانات الحزب الوطني في المحافظات قد تلقت حتى أمس ما يزيد عن 500 طلب للترشيح لعضوية البرلمان من النواب الحاليين والسابقين وشخصيات أخرى طرحت نفسها أول مرة . وجاء في مقدمة المرشحين الدكتور زكريا عزمي نائب الزيتون وحسين مجاور في المعادي ومحمد أبو العنين رئيس لجنة الإسكان في الجيزة وفريدة الزمر المذيعة التلفزيونية الشهيرة في دائرة كرداسة والتي كانت قد فازت بمعقد البرلمان في الانتخابات التكميلية منذ عامين كما تقدم من النواب السابقين الذين يسعون إلى استعادة مقاعدهم عبد الرحيم الغول رئيس لجنة الشباب السابق عن نجع حمادي والدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية عن المنتزه والدكتور شريف عمر عن دائرة فاقوس بالشرقية . من ناحية أخرى يقوم كمال الشاذلي وزير مجلس الشعب وأمين التنظيم في الحزب الوطني حاليا بتكثيف اتصالاته بأمناء الحزب الوطني في مختلف محافظات الجمهورية لضمان فوز مرشحي الحرس القديم في المجمعات الانتخابية التي يعتزم الحزب الوطني تنظيمها في الأيام القادمة لتأمين حصة مناسبة من المرشحين الموالين لمحور الشاذلي والشريف ليكونوا بمثابة رصيد برلماني لهم في المواجهة مع تيار لجنة السياسيات لذي يتزعمه جمال مبارك .