استمر الخلاف بينهما، ما يقرب من 4 سنوات، وتحديدًا مع الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي 22 نوفمبر 2012، وتضاعف الخلاف بعد أحداث 30 يونيو، وفشلت كل محاولات تقريب وجهات النظر بين الفريقين. لكن على ما يبدو أن ذكرى "فض رابعة" كسرت جمود الخصام، وأعادت أطراف الخلاف "إخوان، 6 إبريل، اشتراكيين ثوريين"، كما كانوا بعد ثورة 25 يناير "إيد واحدة"، لاسيما عقب اعتذار 6 إبريل للجماعة على أنهم أيدوا الفض، وتصدروا أحدث 3 يوليو، وما ذكرته نظيرتها "الاشتراكيين الثوريين" التي تضامنت مع الإخوان في ذكرى الفض ووصفت الرئيس عبدالفتاح السيسي ب"السفاح". ما ذكر سلفا خلف حالة إشادة قادها بعض الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي.
6 إبريل تعتذر للإخوان عن فض رابعة اعتذرت حركة 6 إبريل لجماعة الإخوان، عن مشاركتها وتأييدها لفض الميادين بالقوة، وقالت على صفحتها الرسمية: "رحم الله شهداء مجزرة فض رابعة والنهضة حتى لا تذهب كل هذه الدماء والتضحيات هباء". وأضافت في بيان لها أمس: "أكبر خدمة نقدمها لهم ولأنفسنا ولمستقبلنا هي أن نتعلم من أخطائنا جميعا، والاعتراف بالخطأ فضيلة، لكنها لا تكفى إلا بتصحيح الخطأ وتحمل مسئوليته ومحاسبة المخطئ وجبر الضرر". وتابعت: "مضى الكثير من الوقت وعلينا أن ندرك أن قدرنا هو أن نعيش معا على هذه الأرض ولابد من إيجاد وسيلة للتعايش ما بيننا قبل أن نفنى جميعا كالأغبياء". وقالت الحركة في الذكري الثالثة لمذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة 14أغسطس 2013: "ثلاثة أعوام، ومازال الحق غائبا، ومازال العدل أخرس، ومازالت الدماء تلطخ الجدران وبقايا الضمائر، ثلاثة أعوام ومازال القاتل حرًا طليقًا". الاشتراكيون الثوريون: جرائم النظام لن تسقط بالتقادم من جهتها، قالت حركة الاشتراكين الثوريين في مثل هذا اليوم: "حدثت في رابعة العدوية ونهضة مصر أكبر مذبحة في التاريخ المصري الحديث على يد عبد الفتاح السيسي". وأضافت، في بيان لها، في ذكرى الفض، أن "كل من شارك في القرار والقتل والتنكيل وفي التشجيع والتحريض والتبرير، وكل من شارك في حكومة 3 يوليو والمذبحة وكل من برأ مجرمًا وحكم على بريء من قضائنا الفاسد، نقول لكل هؤلاء إن جرائمكم لن تسقط بالتقادم، لن نترككم تمروا على أجساد شهدائنا".
شكرًا 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين في هذا الإطار، قال إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، في تصريح له، إن حركتي 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، وكذلك كثير من الشخصيات المحترمة تتحدث عن ذكرى المجزرة بإنصاف، وابتلى الإسلاميون بمن وصفه "المخذول" الشيخ محمد حسان هو وأمثاله وفضحه على رؤوس الأشهاد، حسب قوله. وكان محمد حسان، قد ذكر في تصريح له أثار جدلاً واسعًا، أن الإخوان رفضوا التصالح قبل فض رابعة، وهو ما أثار غضب بعض الذين حضروا هذه التحركات. كما أشاد الإعلامي وائل قنديل بموقف الحركتين، قائلا في تصريح له، إن "الاشتراكيون الثوريون وشباب 6 إبريل يستحقون وسام الاحترام في ذكرى مجزرة رابعة"، مضيفا: "سلام على الشهداء.. سلام على الإنسان". وفي السياق ذاته، وجه الناشط السياسي، عمرو الهواري، الشكر للحركتين قائلاً على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "شكراً لكل واحد كان مختلف مع الإخوان سياسيًا ومعارضهم في فترة حكمهم وبالرغم من ده مأيّدش ولا برّر فض رابعة.. أنتوا أنضف ناس في مصر والله". على الجانب الآخر كان غضب الدكتور عز الكومي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، من 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين كبيرًا، وعلق على اعتذارهم وتضامنهم مع الإخوان بالأمس، قائلا: "اذكروا محاسن موتاكم". وأضاف الكومي، في تصريح خاص ل"المصريون" في لهجة ساخرة: "مين 6 إبريل والثانية دي عددهم 13 واحد"، مشيرًا إلى أن الحديث عن هذه الأمور لا قيمة له الآن".