لم يمنع الاختلاف السياسي مع "الإخوان المسلمين"، الكثير من خصومهم من إعلان استنكارهم لفض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، والذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف. وأعلنت حركات شبابية من بينها "الاشتراكيين الثوريين" و"6إبريل" إدانتها لفض اعتصام "رابعة" بالقوة، بل وذهبت الأخيرة للاعتذار عن تأييد المجزرة كما أسمتها. إذ اعتذرت حركة "6إبريل" لجماعة "الإخوان"، عن تأييدها لفض اعتصام أنصارها بالقوة، وقالت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "رحم الله شهداء مجزرة فض رابعة والنهضة حتى لاتذهب كل هذه الدماء والتضحيات هباء". وأضافت: "أكبر خدمة نقدمها لهم ولأنفسنا ولمستقبلنا هي أن نتعلم من أخطائنا جميعا، والاعتراف بالخطأ فضيلة، لكنها لا تكفى إلا بتصحيح الخطأ وتحمل مسئوليته ومحاسبة المخطئ وجبر الضرر". وتابعت في بيان لها صبيحة اليوم: "مضى الكثير من الوقت وعلينا أن ندرك أن قدرنا هو أن نعيش معا على هذه الأرض ولابد من إيجاد وسيلة للتعايش ما بيننا قبل أن نفنى جميعا كالأغبياء". وقالت الحركة في الذكري الثالثة لمذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة 14أغسطس 2013 ثلاثة أعوام، ومازال الحق غائب، ومازال العدل أخرس، ومازالت الدماء تلطخ الجدران وبقايا الضمائر، ثلاثة أعوام ومازال القاتل حر طليق". من جهتها، قالت "حركة الاشتراكيين الثوريين" إنه "في مثل هذا اليوم حدثت في رابعة العدوية ونهضة مصر أكبر مذبحة في التاريخ المصري الحديث على يد عبدالفتاح السيسي". وأضافت في بيان لها بمناسبة ذكرى الفض أن "كل من شارك في القرار والقتل والتنكيل وفي التشجيع والتحريض والتبرير، وكل من شارك في حكومة "الانقلاب" والمذبحة وكل من برأ مجرم وحكم على بريء من قضاؤنا الفاسد، نقول لكل هؤلاء أن جرائمكم لن تسقط بالتقادم، لن نترككم تمروا على أجساد شهدائنا". وأشاد الإعلامي وائل قنديل بموقف الحركتين، قائلا إن "الاشتراكيين الثوريين وشباب 6 أبريل يستحقون وسام الاحترام في ذكرى مجزرة رابعة"، مضيفًا: "سلام على الشهداء.. سلام على الإنسان". بدوره اعترض محمود عباس، القيادي بحزب النور المنشق، على فض ميادين اعتصام الإخوان بالقوة قائلًا عبر صفحته على "فيس بوك": "حتى لو أخطأت قيادات الإخوان في استمرار الاعتصام فلا يكون جزاء مؤيدي د. مرسي لادينيا ولا قانونيا ولا إنسانيا ولا خلقيا ولا وطنيا قتلهم". حسام فوده، القيادي بحزب "المصريين الأحرار"، اعترض على فض اعتصامات الإخوان بالقوة واصفًا هذا اليوم ب"الأسود". وقال عبر صفحته على "فيس بوك": "في مثل هذا اليوم من 3 سنين كان يوم أسود علي مصر كلها كنت اتمني و الجميع كان يتمني ان يتم فض رابعة والنهضة بدون أي تدخل أمني". وأضاف: "سقط قتلى من المصريين جميعا و لن أصنفهم أو أقسمهم فكلهم مصريين، سقط قتلى من المصريين بسبب صراع سياسي وعند من جميع الأطراف، حولها البعض لحرب اهلية و حولها الاخر لدواعي امنية، و تاجر بها البعض من اجل مصلحته الشخصية". وتابع: "رحم الله كل من قتل ظلم وحسبي الله في كل ظالم لن ادخل في نقاش لن ينتهي و لكن الدم المصري كله حرام و حسبي الله و نعم الوكيل في كل من يخون الوطن". وأبدى الكاتب تامر أبو عرب اعتراضه على فض رابعة قائلا: "فيه 700 شخص اتقتلوا في ساعتين في مكان واحد في عز الضهر ولحد النهاردة وبعد 3 سنين مفيش واحد اتحاسب". وأضاف أبو عرب: "مفيش مسؤول وقف واتسأل ده حصل ازاي؟ مفيش حتى حد اتحول للمحاكمة وخد 3 سنين اتلغوا في النقض ولو حتى من باب الكدة وكدة". وتابع: "ياراجل ده الناس اللي واقفين دلوقتي بيتحاكموا بتهمة قتلهم هم اللي كانوا معتصمين معاهم في الميدان! وبعد ده كله لسة مش عارفين ليه الاقتصاد بيقع والبلد مفيهاش استقرار؟ لأن الدم اللي على أرض رابعة لسة محدش مسحه". وفي السياق ذاته، قال الناشط السياسي شادي الغزالي حرب إن "ضحايا مذبحه رابعة من السلميين هم ضحايا لصراع سياسي قذر بين طرفين لاهدف لهما سوى السلطة، ولو على جثث المصريين، ورحم الله كل من مات غدرا".