أقيم بشبرامنت ولدى مصنع نسيج وأعرف أهل المنطقة جيداً.. فى أيامنا النحسات هذه يعانى فلاحو شبرامنت وميت قادوس المنوات محافظة 6 أكتوبر أشد المعاناة من نقص مياه الرى علماً بأنهم بجوار نهر النيل الذى يبعد عنهم 2 كيلومتر فقط!!.. أرضهم مهددة بالبوار والتصحر علماً بأنها من أخصب الأراضى الزراعية.. كانت مزروعة من عهد المصريين القدماء.. فأصبحت الآن تئن من ظلم المسؤولين.. أمر القدماء يثير الحزن.. أعلم أن فلاحى المنطقة فى حالة تذمر ويهددون بالتظاهر على طريق سقارة السياحى حتى يسمع صوتهم المسؤولون وينقذوا أرضهم التى فيها حياتهم!!.. قال لى هلال عبدالسلام وهو يمتلك ستة عشر فداناً: أهملت الحكومة تطهير الترع، واهتمت بتطهير المصارف بعد غرق الأراضى أيام انسداد مصرف المريوطية أثناء عمل محور المريوطية.. انعدم الماء ومات الزرع وأصبحنا نعتمد على الرى من الآبار الجوفية التى تهدد بحموضة الأراضى وإفسادها ولكن ليس أمامنا إلا ذلك!!.. وقال لى عم حنفى سويدان وهو فلاح عجوز والدموع فى عينيه: الأرض بارت والزرع مات وليس أمامى مصدر رزق آكل منه أنا وأولادى.. أروى زرعى من ماء الصرف وهذا المتاح لى، وأنا أعرف أن الأرض معرضة للبوار لأن زرع الصرف بطىء النمو وليس كالمروى بالماء النظيف العذب والحكومة وبتوع الرى نسيونا وحسبنا الله ونعم الوكيل!!.. أما نادى عبدالواحد وهو فلاح من شبرامنت فيقول: إحنا بنروى الأرض من ترعة ميت قادوس وهذه الترعة رئيسية ومتفرع منها فرع 6 وفرع 4 وتروى أكثر من مائتى ألف فدان من أخصب الأراضى الزراعية لا يوجد بها ماء منذ أكثر من شهرين!! وكل 15 يوماً تأتى المناوبة ثلاثة أيام فقط، وهذا لا يكفى أى شىء ولا نستطيع أن نروى كل هذه المساحة فى هذه المدة وبهذه الكمية من الماء!!.. أما صابر حنفى من فلاحى شبرامنت فقال لى: ترعة الشبرامنتية عليها بهوات أصحاب حدائق بجوار الجبل والأرض رمل ويقومون بشفط المياه بالطلمبات الضخمة ليرووا أرضهم غمراً علماً بأنه يمكنهم الرى بطرق حديثة! وذلك يؤثر علينا ولا نستطيع الرى لقلة الكمية وضيق الوقت، ومات الزرع عندنا، وأصبحت ترعة فرع كامل جافة وكأنها حفرة مقفهرة.. نرجو من المسؤولين النظر إلينا بعين محب للوطن علشان ده مستقبل أجيال وحرام ما يحدث لنا!! أنقل هذه الصورة المزرية للمسؤولين.. اللهم إنى قد بلغت.. اللهم فاشهد! أحمد عبدالهادى تويج - شبرامنت