اختلف عدد من الأحزاب السياسية ذات المرجعية المدنية، حول فكرة تشكيل حكومة ائتلافية، فهناك أحزاب رفضت المشاركة بدعوى أنها ستكون حكومة «إخوانية»، وأخرى وافقت على المشاركة ولكن بشروط. وقال نبيل زكي، المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع، إن «الحزب يرفض المشاركة في تشكيل حكومة ائتلافية، يترأسها أو يسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين، لأننا ضد برنامجهم». وأضاف زكي في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، أن التجمع مع تشكيل حكومة كفاءات، و«كل فى مجال تخصصه»، قائلا: «نحن نريد الخبرة المصرية المجمعة عبر عشرات السنين، لحل المشكلات المتراكمة في مصر، سواء كانت اقتصادية أو تعليمية، ولا نريد حزبيين يسعون للاستعراض فقط، لأن ذلك من متطلبات المرحلة». وأكد زكى أنه لن تكون هناك مخاطر من رفض القوى المدنية المشاركة في تشكيل حكومة ائتلافية، لأن المشاركة ستكون «رمزية»، بدليل أن هناك وزارات تريد جماعة الإخوان السيطرة عليها، كالمالية والتعليم مثلًا، وسيتم توزيع باقي الوزارات على القوى المدنية المشاركة في التشكيل، مشيرًا إلى أن الأغلبية في تشكيل الحكومة المقبلة ستكون للتيار الديني، ولذلك مشاركة القوى المدنية لن تكون مؤثرة على سياسة الحكومة، خاصة أن رئيس الجمهورية ينتمي لتيار «الأكثرية» الديني. وقال حسام الخولي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إنه «لا يوجد حتى الآن مشاورات حول تشكيل حكومة ائتلافية، لأن ذلك مسؤولية رئيس الجمهورية، ومن حقه أن يختار كما يشاء، لأنه الذي سيتحمل المسؤولية في النهاية، ولا يجب أن نضغط عليه، حتى نستطيع محاسبته». وأضاف الخولي أن حزب الوفد من الممكن أن يشارك في حكومة ائتلافية، بشرط أن تكون القوى المدنية كلها ممثلة فيها، وأن تكون حكومة متجانسة خاصة من الناحية الاقتصادية، لكي نستطيع خدمة الوطن، لافتًا إلى أن حزب الوفد ليس لديه مانع من أن تكون الحكومة المقبلة كلها من الإخوان والسلفيين، ولكن هذا سيجعل جبهة المعارضة قوية، وهذا سيكون فيه نوع من التصيد للأخطاء، والنقد الهدام الذي قد يؤدي إلى مشاكل. أما فريد زهران، عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي، فقال إن «فكرة تشكيل حكومة ائتلافية يحدث في معظم دول العالم لظروف معينة، ولكن رغبة الإخوان فى تشكيل حكومة ائتلافية هو موضع شك، لأن الحكومة الائتلافية يتم تشكيلها على أساس التوافق، والإخوان المسلمون أداؤهم في أكثر من موقف في الفترة الأخيرة كان إقصائيًّا». وأضاف «زهران»: «الإخوان ليس لديهم إدراك لطبيعة المرحلة الراهنة، وليس لديهم حتى الآن تصور سياسي لفكرة التوافق على حكومة ائتلافية، ولن تكون هناك مخاطر لو رفضت القوى المدنية المشاركة في الحكومة الائتلافية، خاصة أنه ليس هناك ما يجبر الإخوان على تشكيل حكومة ائتلافية». وقال عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن «الحكومة الائتلافية تشكلها مجموعة من الأحزاب، بشرط أن تتفق على برنامج عمل موحد، وبناء على الاتفاق يتم توزيع الوزارات على الأحزاب». وأكد شكر أن حزبه قرر أن يظل في صفوف المعارضة، لكي يستطيع ممارسة سياسات صريحة في مواجهة الحكومة، فذلك أفضل من أن يحصل على وزارة في حكومة، لا يلعب الدور الرئيسى فيها. وقال هاني سري الدين، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن «الحزب لم يأخذ موقفًا حتى الآن من فكرة المشاركة في حكومة ائتلافية، لأن الصورة حتى الآن غير واضحة». وأضاف «سري الدين» أنه من حيث المبدأ الحزب يرى أنه من الأفضل تشكيل حكومة ائتلافية، شريطة أن يشتمل التشكيل على جميع التيارات السياسية المختلفة، بمعنى أن التمثيل لا يكون حزبيًّا فقط، وأن يكون المعيار الأول هو الكفاءة، وأن تكون هناك رؤية واضحة للعمل للعبور بالبلاد من الأزمة الراهنة.
