قرر حزب الأمة السودانى المعارض مقاطعة الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات حكام الولايات، المقررة بعد غد الأحد. فيما أعربت الأممالمتحدة عن مخاوفها بشأن استعدادات السودان لإجراء انتخابات نزيهة. وقالت سارة نقد الله، المسؤولة فى حزب الأمة الذى يتزعمه الصادق المهدى: إنه بعد اجتماعات استمرت يومين قرر المكتب السياسى للحزب مقاطعة الانتخابات الحالية بجميع مستوياتها. كان الحزب قدم قائمة بثمانية شروط للمشاركة فى الانتخابات، منها التأجيل 4 أسابيع وتمويل حكومى للأحزاب السياسية. ولم تتم تلبية سوى شرط واحد، وهو وضع حد أقصى للإنفاق فى الحملات الانتخابية، بحلول نهاية المهلة التى حددها الحزب فى 6 من أبريل. وتوقع عضو المكتب السياسى لحزب الأمة أحمد عبدالله أن قرار الأمة قد يقنع أحزابا أخرى مازالت تشارك فى الانتخابات بالانضمام إلى المقاطعة. كان الحزب الشيوعى وحزب الأمة- الإصلاح والتجديد - وأحزاب أخرى أصغر أعلنت الأسبوع الماضى مقاطعتها الكاملة للانتخابات. وفى غضون ذلك، أبدت الأممالمتحدة اعتراضها بشأن الاستعدادات لإجراء الانتخابات العامة فى السودان، مشيرة إلى وجود مخاوف أمنية أيضا. وأثار تقرير للأمين العام للمنظمة الدولية بان كى مون مخاوف متنوعة بشأن استعدادات السودان لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وذكر التقرير أن الشرطة فى الجنوب لديها قدرات محدودة على تنظيم عمليات التصويت وتفتقر إلى المستوى الناسب من التدريب ولا تملك العدد الكافى من الحافلات ومعدات الاتصال، وهو ما يشكل تحديا أمام قدرة حكومة الجنوب على توفير الأمن. وبينما أعلنت لجنة الانتخابات السودانية إقامة مركز اقتراع فى كل منطقة بها 1200 ناخب، قال التقرير إن مثل هذا العدد المرتفع من الناخبين لمركز اقتراع واحد قد يشكل تحديا ملحوظا، فيما يتعلق بالوقت المخصص لعملية الاقتراع، كما سيطرح تساؤلا عن كفاية الحبر الذى جرى توفيره لكل مراكز الاقتراع. وأكد التقرير أنه «رغم الجهود التى بذلت حتى الآن فإن ثقافة الناخب تظل تمثل تحديا هائلا فى دولة بحجم السودان والعدد الضخم من الناخبين الذى يصوت للمرة الأولى والبيئة الأمنية فى بعض المناطق والقيود المفروضة على المجتمع المدنى». جاء ذلك فى الوقت الذى قررت فيه بعثة مراقبى الاتحاد الأوروبى للانتخابات السودانية سحب مراقبيها من إقليم دارفور بسبب مخاوف أمنية. وقالت رئيسة البعثة الأوروبية فيرونيك دى كايسير: «قررت العودة مع جميع أعضاء الفريق الستة الذين مازالوا فى دارفور»، مضيفة أنه من «المستحيل» مراقبة سير الانتخابات بطريقة معقولة طالما توجد ما وصفتها بمحاذير أمنية كثيرة فى المنطقة.