الأعمال الفنية ليست في محتواها أو مضمونها أو صناعها، بل تحمل العديد والعديد من الأسرار والكواليس التي تصنع نجوما وتخفت نجومًا آخرين، ومن أشهر الكواليس التي تهم الجمهور ويهتم بمعرفتها هي فكرة «الكاستينج» أو النجوم الذين كانوا مرشحين لبطولة أعمال مهمة سواء في الدراما أو السينما وحل محلهم نجوم آخرون، وفيما يلي قصة فيلم «سواق الأتوبيس»، وحكاية ترشيح الفنان عادل إمام لدور حسن في البداية ثم ذهابه إلى نور الشريف في النهاية. عادل إمام مرشح لدور حسن في سواق الأتوبيس فيلم «سواق الأتوبيس» من أهم الأفلام في تاريخ السينما، فهو رصد ما حدث في مصر بعد عام 1973، وقصة هزيمة جيل أبطال حرب أكتوبر اجتماعيًا وصعود طبقة جديدة من الانتهازيين أو ما يسمى بأغنياء الانفتاح، من خلال استخدام ورشة المعلم سلطان والد حسن، كرمز للبلد في ذلك الوقت. وحكي السيناريست بشير الديك في تصريحات صحفية وتليفزيونية أنه تم عرض الفيلم في البداية على الفنان عادل إمام لكنه رفض السيناريو لأنه رأى أن الشخصية سلبية طوال أحداث الفيلم. سواق الأتوبيس.. اللقاء الأول بين بشير الديك وعاطف الطيب في حوار سابق ل«المصري اليوم»، كشف السيناريست بشير الديك كواليس فيلم «سواق الأتوبيس» قائلًا: «الفيلم بدأ بفكرة لمحمد خان عن سائق تاكسى يشعر بالغيظ والضيق وأمام ذلك يشعل النار في سيارته التاكسى ويتركها، وكان الفيلم اسمه «حطمت قيودي»، وعايشت مشهدًا واقعيًا، حيث مجموعة من الشباب يشتمون سائق تاكسى شتيمة قبيحة، فتخيلت لو هذا السائق خدم في الجيش وله ورشة وحياة كاملة، وبدأت البذرة من هنا ثم استحضرت شخصيات دمياطية عاصرتها أثناء معيشتى هناك منهم الحاج سلطان أبوالعلا، صاحب ورشة النجارة الميكانيكية، والذى جسده الفنان الراحل عماد حمدى، وهو شخصية حقيقية، وهو والد صديقى الراحل جمعة سلطان الذي كانت وفاته غريبة، حيث مات من الضحك أثناء حديثه مع بعض أصدقائه، وقام نور الشريف بشخصية حسن وهو الشاب الذي أنهى خدمته في الجيش ويعمل سائقا للأوتوبيس، وهى شخصية تمثل جيل شباب 1973، والذين يتميزون ب«الدم الحامي»، وكان معروفًا عنهم حرصهم على تجميل كابينة الأتوبيس الذي يقودونه، وكان عاجبنى في هذا النموذج كفاحه. سواق الأتوبيس.. فكرة محمد خان ومشروعه في البداية وكشف السيناريست بشير الديك، كواليس تقديم المخرج عاطف الطيب للعمل قائلًا: «الفيلم في البداية كان فكرة المخرج محمد خان حيث كانت تشير فكرته لسائق تاكسي يضج من حديث زبون بجواره، فيشعل النيران في التاكسي في وسط القاهرة، هذه هي الفكرة بدون أي تعديل أو إضافات، بعدها رأى خان أن هذا العالم ليس المفضل إليه». وتابع: «بالفعل أعطى محمد خان السيناريو لعاطف الطيب، وهو من أبناء منطقة شعبية وهى بولاق الدكرور، وأدى خدمته في الجيش، مما جعله أقرب للواقع وأبرز من يستطيع التعبير عنه أمام الكاميرات، وعرض الفيلم بالفعل وحقق نجاحًا كبيرًا».