موعد فتح تنسيق المرحلة الثالثة 2024 وتسجيل رغبات الطلاب    الدكتور عبد السند يمامة يهنئ فلاحين مصر بعيدهم    5 جنيهات للحصة.. «التعليم» تصدر توضيحا هاما بشأن مجموعات التقوية    «الأخبار» تحاور رؤساء الجامعات 2-5| تقدُّم في التصنيف العالمي.. برامج جديدة والبحث العلمي رافد التنمية    «المالية»: صرف 12.2 مليار جنيه لدعم مصدري الصناعات الغذائية خلال 5 سنوات    البنك الأهلي المصري يمنح عملائه المسافرين نقدا حتى 5000 دولار    صافرات الإنذار تدوي في كريات شمونة ومحيطها    قدرات الدولة المصرية وحماية الأمن القومى    تفاؤل فى ريال مدريد بعودة بيلينجهام قبل موقعة ريال سوسيداد    رؤساء وقادة العالم يهنئون رئيس الجزائر بفوزه بفترة رئاسية ثانية    أخبار الأهلي: كولر يحذر لاعبي الأهلي من هذا الأمر    كريستيانو رونالدو يقص الشريط نحو الهدف رقم 1000 في مسيرته الكروية    صفقة مجانية تشعل سوق الانتقالات فى أوروبا سنة 2025    مصرع وإصابة 4 أشخاص إثر انقلاب سيارة ملاكي على صحراوي المنيا    إحباط ترويج 175 ألف قرص كبتاجون ب210 ملايين جنيه في مطروح    مصرع طالب غرقًا داخل ترعة بقنا    حصاد الوزارات.. وزير التعليم يصدر كتابا دوريا ينظم صرف 50 جنيها للحصة للمعلم    وزير الثقافة للمكرمين: قدمتم للعالم إرثًا فكريًا وفنيًا لا يضاهى    مرفت عمر تكتب: أزمات في طريق المهرجانات الفنية    إعلام فلسطينى: شهداء فى غارة للاحتلال على منزل فى جباليا البلد شمال غزة    جامعة المنصورة تفوز بجائزة كونفوشيوس الدولية لمحو الأمية    دار الإفتاء: تهادي حلوى المولد النبوي الشريف بين الناس لا حرج فيها    رئيس جامعة المنوفية يعلن صدور قرار بإنشاء معهد الأورام    وزير الداخلية يودع نظيره السعودي في مطار القاهرة عقب انتهاء زيارته لمصر    القنوات الناقلة لمباراة السودان وأنجولا في تصفيات أمم أفريقيا 2025 وترتيب المجموعة    اعرفى السعرات الحرارية الموجودة في حلوى المولد بالجرام    للمرأة الحامل، اعرفى الأكلات المهمة والممنوعة حفاظا على صحتك واستقرار الحمل    صور- بيان من جهاز 6 أكتوبر بتفاصيل حملات إزالة الإشغالات ومخالفات البناء    عاجل | مصر تبحث تنمية التعاون الصناعي مع العراق في صناعات قطاع الكهرباء والمنسوجات والجلود    مصدر من الزمالك يكشف ل في الجول موقف النادي من ضم سليتي وميشالاك    تقارير: النصر السعودي يستقر على إقالة كاسترو من تدريب الفريق.. وتحديد بديله    عريس كفر الدوار: "أنا بياع على باب الله وعدم استطاعتي شراء بدلة شيء لا يعيبني"    وزير الإسكان يستعرض مشروعات شركة "سيتى إيدج"    واعظة بالأوقاف: توجه نصائح لكل زوجة" أخد الحق حرفة"    «أوقاف القاهرة» تنظم الاحتفالية السنوية لتكريم 320 طفلا من حفظة القرآن الجمعة المقبلة    "الأمم المتحدة" تحتفي باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات    مساعد رئيس هيئة الدواء يلتقي وفد الحكومة الصينية على هامش مؤتمر "فارماكونكس"    جامعة بنها تستقبل وفدًا من خبراء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية    مارس الرذيلة مع 99 امرأة.. الحكم بإعدام طبيب روض الفرج    طنطا يواصل استعداداته لمواجهة وادي دجلة في افتتاح دوري المحترفين    اللجنة العليا لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال32 تواصل أعمالها    3 تحديات تواجه الصناعات الغذائية.. ما هي؟    انطلقت فعاليات اليوم الثانى والختامى gمنتدى الإعلام الرياضى    منح دراسية وتخفيضات 20% على المصروفات.. كل ما تريد معرفته عن جامعة «باديا»    عاجل.. تأجيل محاكمة مضيف طيران و6 آخرين في تهريب دولارات للإخوان بالخارج    انتخابات أمريكا 2024| جورج بوش يستبعد دعم كلا المرشحين بالانتخابات    الخميس .. مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل الدورة 17 لمهرجان سماع للإنشاد والموسيقى الروحية    حيثيات إعدام عاطل قتل صديقه داخل مسكنه بسبب خلافات بينهما فى الجيزة    انعقاد المؤتمر العاشر للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية    وزير الصحة: نعمل على خفض الوفيات بسبب الدرن بنسبة 90% في 2030    عالم: ليس كل أزهري مؤهل للفتوى.. واستحلال الحرام «كفر»    باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)    برج الدلو.. حظك اليوم الإثنين 9 سبتمبر: قلل التوتر    المشاط: اتفاقية «تمويلي» تُمثل تخارجا استراتيجيا للشركات الحكومية يتسق مع توجه الدولة    القبض على المتهمين بقتل شاب فى مشاجرة بالدقهلية    الإليزيه: ماكرون يهنئ تبون بإعادة انتخابه رئيسا للجزائر    وزارة الصحة: انطلاق برنامج تدريب المعلمين بمدارس التمريض على المناهج الجديدة    الآن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2024.. الموعد الرسمي لتسجيل الرغبات عبر الرابط المعتمد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أسرة كاملة لم يتبق منها سوى فتاة».. استخراج 8 جثامين من تحت أنقاض عقار روض الفرج
نشر في المصري اليوم يوم 04 - 08 - 2024

انتشلت قوات الحماية المدنية في القاهرة، اليوم الأحد، جثامين زوجان وابنهما وسيدة «عجوز» جارتهم- من أسفل أنقاض العقار المنهار في منطقة روض الفرج، ليرتفع عدد ضحايا الحادث ل8 أشخاص حتى الآن، عقب نقل 7 مصابين إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.
لم يتبق من أسرة مدرس الرياضيات سوى «فتاة» مصابة
كانت جرافات اللودرات تواصل عملها للبحث عن جثامين «رأفت» وزوجته «زينب»، وابنهما «حسن» وسيدة أخرى تُدعى «ماجدة»، حتى مطلع الفجر، وكانت الكلاب البوليسية تنبح حول الأنقاض، حيث استخرج من تحتها الجثامين ال4، قبل انتشال 4 جثث أخرى ل«طفلة وعاملا محارة ومسنة» مساء السبت الماضى، وجميع الجثث نٌقلت إلى مشرحتى مستشفى معهد ناصر التخصصى وزينهم تحت تصرف النيابة العامة، فيما نٌقل 7 مصابين كُتبوا لهم عمرًا جديدًا إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.
مشهد رفع الجرافات للأنقاض ونباح الكلاب، تكرر على مدار ال 24 ساعة الماضية، ومعه كانت تهرول أسرة «رأفت» مدرس الرياضيات، و«زينب»، وابنهما «حسن»، تجاه عربات المخلفات وسيارات الإسعاف والشرطة يسألون عن ذويهم «محدش شافهم؟»، يعلو صراخ «نادية»- شقيقة «زينب»، ربة منزل، وبكاء السيدات حولها المتشحات بالأسود، تقول شقيقة الضحية: «أختى كانت في البيت وقاعدة مع جوزها مٌدرس الرياضيات، وعيالها الاتنين (حسن )، موظف، و(آية)، وفجأة وقع العقار عليهم، وجينا على هنا»، تصمت قليلًا، ثم تواصل: «لقينا الحماية المدنية طلعوا بنت أختي والإسعاف وديتها على المستشفى، وهيعملوا لها عملية جراحية».
«أمك وأبوكِ وأخوكِ راحوا فين؟»، وجهت «نادية» السؤال الذي تراه قاسيًا لابنة شقيقتها، والتى قالت لها إنها لم ترهم في المستشفى حولها، وتروى «كذبنا عليها، عشان الصدمة، وقولنلها لقيناها وبيتعالجوا»، لكن كلام «آية» آلمها أكثر حين أكدت لها «كلنا كنا قاعدين مع بعض في الشقة»، فكانت شقيقة «زينب»، تتمنى أن تكون أختها وزوجها وابنهما «نزلوا للشارع قبل الحادثة، ولا راحوا أي مكان»، مرددةً: «بس ملحقوش وماتوا ولقيناهم تانى يوم».
سقوط العقار على «سيدة قعيدة»
أعمال ترميمات، كانت سبب سقوط العقار، إذ تداول قاطنو العقار والمصابون والأهالى أن «البيت كان آيلًا للسقوط، وصادر له قرار بالإزالة، وفيه دورين مخالفين»، ذلك قبل حضور «عمر»، حفيد مالك المنزل، ليدلى بأقواله أمام أجهزة الأمن، بأن العقار نظام «إيجار قديم»، وورثته والدته عن أبيها المتوفى قبل 10 سنوات، وتم بنائها منذ نحو 70 عامًا، ومكون من 7 طوابق، وأسرته تتكفى ب«لم الإيجار» كل فترة، إذ من بين السكان من يدفع 5 جنيهات قيمة إيجارية، ووالدته لديهم شقة في الطابق الثانى يترددون عليها من وقت لآخر: «ربنا ستر يوم الحادثة، ومكانش موجودين».
قبل 3 أيام، حضر عمال «محارة» إلى شقة الحاجة «ماجدة» التي تقطن الطابق الثانى، وتعمل على خدمتها جارة تُدعى «سحر»، كونها «قعيدة» وتعيش وحدها، «دقوا في حيطان أوضة نوم، ولقينا الجدران تشققت»، تحكى إحدى قريبات «العجوز» أثناء انتظارها في محيط العقار المنهار حتى استخراج جثمانها من أسفل الركام، «دى قالتنا إن عامل محارة قالها متخافيش خليها على الله، وأثناء شغلهم سقط البيت عليهم كلهم!».
عاملا المحارة.. ضحيتا «لقمة العيش»
في ال9 صباحًا، أعد «ياسر» و«حمادة»، عاملا المحارة أدواتهما وقصدا شقة «ماجدة»، باشرا الشابان الثلاثينان عملهما حتى ال2 ظهرًا، ودون سابق إنذار سقط العقار، وأحدث ارتطامًا شبه الأهالى ب«كأنه قنبلة انفجرت»، وظنوا أن الغبار الكثيف أدخنة نتجت عن حريق، فحدثت حالة من «الهرج والمرج»، فارق العاملان حياتهما أسفل الأنقاض، أحدهما حضر «عشان يعمل خير»، والآخر لم يأخذ أجرته، وفق «رشا» التي أحضرت واحد فيهما للعقار قبل أن تقول له «الناس اللى ساكنين غلابة، ومحتاجين مساعدة»، وأشار إلى أنه لم يتردد.
«سندي وأبوعيالي»
تأخر عامل المحارة «ياسر» عن ميعاد عودته للبيت، أثار قلق زوجته مع تكرار اتصالاتها عليه لتجد هاتفه مغلقًا، ليخبرها صديق له «ده قالى إنه شغال في بيت بروض الفرج»، حيث تحركت الزوجة، لتطالع جثمان على «تروللى» مغطى بمشمع أسود اللون، وقفت تصرخ أمامه ولم ترتاح سوى بفتح عربة الإسعاف، إذ ولولت بصراخها: «حبيبى مات، ده اللى شايل البيت، سندى وضهرى وأبوعيالى».
يتكرر ذات المشهد مع زوجة «حمادة»، عامل المحارة، والذى انتشلت قوات الحماية المدنية جثمانه عقب 8 ساعات من البحث عنه تحت الأنقاض، لم تتمالك ابنته نفسها، حين صرخت في المسعفين: «عايزة أشوف أبويا»، حيث هرولت خلف سيارة إسعاف حملت جثمانه إلى مشرحة معهد ناصر، باكية على رحيل الأب «كده يا بابا هستيبنى وتمشى»، وانتظرت قرار النيابة العامة بالتصريح بدفن الجثمان، عقب توقيع الكشف الطبي عليه.
«فرح» تحمل صورة والدتها
«بين الحياة والموت»، انتشلت «الحماية المدنية» جسد «سحر» من أسفل الركام، وسط بكاء ابنتها الطفلة «فرح إسماعيل»، إذ كانت الصغيرة تمسك بصورة أمها، وتفرجها للمسعفين ورجال الأمن «حد لقى ماما؟»، وحين طمئونها انهارت صاحبة ال15 عامًا، أثناء مطالعتها الأم داخل سيارة إسعاف، تحدثت عن والدتها «ماما شغالة عند الست (ماجدة)، بتساعدها وراحت عندها يوم الحادث، عشان في ناس شغالة بتوضب لها الشقة، وأمي بتساعد بابا وبتصرف علينا أنا وأخويا (سيف) 4 سنين».
جلست الطفلة ابن «سحر» أمام منزلها، والجيران يواسونها في انتظار مجئ الأم حتى منتصف الليل ولم تأتِ لها، وأفهمها الأهالى «لازم تعمل عملية جراحية بسيطة، وهترجع لكِ أحسن من الأفضل».
«أخ وحيد ويتيمة الأب»
كانت مأساة مصرع الطفلة «ندى»، الأكثر وطأة على أهلها وجيرانها، آخر لقاء بينها وبين والدتها كان قبل سقوط العقار بدقائق، طلبت منها قبل نزولها إلى السوق التوجه إلى دكان بقالة «عم محمود»، لشراء حلوى «راحت للموت برجيلها»، وفق أمها التي حضرت على فاجعة انهيار المنزل، واستخراج جثمان الطفلة من تحت الأنقاض.
«ندى»، عمرها 15 عامًا، وهى يتيمة الأب ولديها أخ وحيد يُدعى «محمد»، 22 عامًا، حسب أقاربها، الذين طالعوا كاميرات المراقبة والتى أظهرت نداء جارها عليها، والذى تحدث عن تفاصيل الواقعة قائلًا: «اجرى بسرعة البيت هيقع»، ولم تلحق أن تهرول من المكان.
لحظة استخراج جث. مان عامل محارة تسبب في انهيار عقار روض الفرج من تحت الأنقاض pic.twitter.com/dUOrLoi7c0
— المصري اليوم (@AlMasryAlYoum) August 4, 2024
وسط أكوام الركام، وقفت صديقة «ندى» تدوى بصراخها «يا صاحبتى فينك، روحتى قبل ما نروح الثانوى سوا، فاكرة حلمك هتبقى دكتورة وتساعدى أمك».
وانتشرت قوات الأمن بمحيط العقار المنهار، فيما فرضت طوق أمني، فيما أخلت المنازل المجاورة للعقار المنهار بعد سقوط شرفة أحدهم، بعدما فصلت التيار الكهربي الغاز عن الشارع الذي شهد الواقعة.
من جانبها، أمرت النيابة العامة بتشكيل لجنة هندسية لفحص العقار وتشكيل لجنة من الإسكان لبيان صدور قرارات إزالة أو ترميم للعقار المنهار، كما استعلمت عن حالة المصابين تمهيدا لسماع أقوالهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.