تعرضت شركة السكك الحديدية الفرنسية، اليوم الجمعة، لهجوم واسع النطاق شل حركة القطارات، قبل ساعات من بدء حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، ما تسبب في ارتباك كبير في رحلات المسافرين، فيما عكفت الشركة علي تحويل مسار بعض القطارات إلى الخط التقليدي وإلغاء عدد كبير منها، وبادرت إدارة دورة الألعاب الأولمبية بأنها تعمل مع الشركة على تقييم الوضع. وأرجعت الشركة حالة الارتباك جراء حرق متعمد وسرقة الكابلات، وأعمال خبيثة لإلحاق الضرر بها، حيث تعطلت بشدة حركة المرور على العديد من الخطوط ، الأمر الذي دفع الشركة ، القول بأن الوضع قد يستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع إلى حين إجراء الإصلاحات، ودعت الركاب إلى تأجيل رحلاتهم والابتعاد عن محطات القطارات، مؤكدة أن جميع التذاكر قابلة للاستبدال والاسترداد، بعدما اثر علي حركة 800 ألف مسافر. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الهجوم تسبب في شل شبكة السكك الحديدية وخاصة القطارات عالية السريعة في البلاد ، فيما وصف وزير النقل الفرنسي باتريس فيجرييت " هذا الهجوم بأنه يندرج تحت الأعمال الخبيثة المنسقة ، وعمل إجرامي مشين، فيما لم تتضح المعلومات بشأن كيفية إشعال الحريق، الذي تم تسجيله في العربة 17 على متن قطار " أتلانتك"، الرابط بين باريس ومنطقة تورز، وفي كورتالين، وتحديدا في أور ولوار ، عملت فرق الإطفاء وعدد من موظفي سكك الحديد على احتواء الوضع. وأعلنت السلطات الفرنسية أن فرق فنية تقوم بإصلاح الأضرار بخطوط القطار التي طالتها الحرائق المتعمدة، وذكر رئيس وزراء فرنسا جابرييل أتال، إن أعمال التخريب هدفها شل حركة القطار السريع، وهناك حالة استنفار، فيما كشف رئيس اللجنة الأوليمبية أن فرنسا تتلقى المساعدة من 180 جهاز استخبارات حول العالم، فيما قال مصدر أمني فرنسي ، وفقا لما نقلت وكالة "فرانس برس"، أن التخريب بخطوط القطار يشبه طريقة استخدمها أقصى اليسار بالماضي، وفي الوقت نفسه فتح الادعاء الفرنسي تحقيقا بالحرائق المتعمدة مشيراً إلى أن عقوبة تخريب خطوط القطار السريع تصل للسجن 20 عاما، وذلك بعدما استهدف الهجوم 3 مناطق هي: آراس وكورتالان باريس وبينيي سور موزال. وأعلنت هيئة السكك الحديدية الألمانية إلغاء وتأخير في الرحلات مع فرنسا، بسبب أعمال التخريب ، فيما قالت شركة "يوروستار"، إن خدماتها لتسيير القطارات بين لندنوباريس تعطلت ما أسفر عن إلغاء عدة رحلات واستغراق أخرى وقتا أطول، وذلك في الخط فائق السرعة بين باريس وليل، وفي الوقت نفسه أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية، استئناف حركة الملاحة الجوية في مطار "بازل – ميلوز"، بين فرنسا وسويسرا، بعد إخلائه لأسباب أمنية. وتتبنى فرنسا واحدة من العمليات الأمنية بكثافة غير معهودة في أوقات السلم لتأمين الدورة، حيث تنشر أكثر من 45 ألف شرطي و10 آلاف جندي و2000 فرد أمن خاص، فيما يتمركز قناصون فوق أسطح المباني مع المراقبة من الجو باستخدام طائرات مسيرة . وأعلنت باريس، أن قادة دول ورؤساء حكومات يجتمعون لحضور حفل افتتاح أولمبياد 2024 على نهر السين، وسط تعزيزات أمنية مشددة وحضور رفيع المستوى، بما في ذلك السيدة الأولى للولايات المتحدة جيل بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، والمستشار الألماني أولاف شولتس.