يواصل الاحتلال الاسرائيلى قصف عدة بلدات لبنانية فى منطقة الجنوب، فيما يواصل حزب الله الرد على تلك الهجمات بين الحين والآخر، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، وأطلقت قوات الاحتلال رشقات نارية من موقع الحمارى على المنازل، وشنت الطائرات الحربية المعادية غارات على أطراف بلدتى رامية والقوزح، فيما تعرضت المنطقة بين كفر كلا والعديسة لقصف معاد بالقنابل الفوسفورية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، إصابة 3 جنود إسرائيليين جراء سقوط قذائف هاون أطلقت من لبنان على مستوطنة شتولا، وأعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا 4 مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبيةاللبنانية، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة، فيما قصفت إسرائيل عدة بلدات حدودية. من جانبه قال حزب الله، فى بيان، إنه دعمًا للشعب الفلسطينى الصامد فى قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة، استهدف عناصره موقع رويسات العلم فى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بالأسلحة المناسبة وتمت إصابته إصابة مباشرة. وفى سياق متصل، أكد وزير الخارجية اللبنانى عبدالله بوحبيب، أن إسرائيل طلبت إخلاء الجنوباللبنانى من «حزب الله» لتتمكن من إعادة سكان الشمال إلى مستوطناتهم، محملا الأطراف الدولية مسؤولية الضغط على إسرائيل لعدم شن حرب على لبنان، التى لا تريد الحرب. وردا على المقاومة اللبنانية، كان قد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، «حزب الله» اللبنانى من الانخراط فى الحرب ضد بلاده، لافتا إلى أنه إذا قام بأى خطأ فسوف يدمر لبنان بأكمله، فيما اتهم الحزب بإطلاق آلاف الصواريخ على مناطق مدنية مما يهدد أمن إسرائيل وسيادتها، موجها اللوم إلى إيران فى دعم وتسليح حزب الله، فى حين كان هناك رأى آخر وفقا لما نقلت صحيفة «النهار» اللبنانية أن الجولة الأولى من الحرب الإسرائيليّة ضد قطاع غزة، أوضحت أن حزب الله لم يقدّم دعمًا فعليًّا ل«حركة حماس»، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قام بتسريح عدد كبير من جنود الاحتياط الذى كان قد تم استدعاؤهم فى 7 أكتوبر الماضي، كما أنّ النتائج التى حققها الجيش الإسرائيلى على جبهة المواجهة مع «حزب الله»، أصبحت مجالَ «تباهٍ» له، بحيث اعتبرها الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيليّة أموس يادلين الذى يترأس حالياً مركز الاستشارات الاستراتيجية «مايند إسرائيل»، هزيمة «تكتيكية» للحزب، موضحا أن هناك سببا جوهريا لعودة «حزب الله» إلى الحرب يتمحور حول مستقبله العسكرى فى جنوبلبنان، إذ إنّ دخوله فى المرحلة الأولى من الحرب ضد غزة، أعاد القرار 1701 الذى أوقف الحرب فى العام 2006 إلى الطاولة، بحيث ثبت أنّ تنفيذه «وهميّ» وأنّ الدور الذى قامت به قوة الأممالمتحدة المؤقتة فى لبنان «يونيفيل» بالتنسيق مع الجيش اللبنانى لم يرتقِ إلى مصاف التعهدات التى قطعتها الجهتان للمجتمع الدولي، وهذا يعنى عمليّاً أنّ القرار 1701 قد سقط وأنّ حالة الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل قد عادت إلى ما كانت عليه، قبل ساعات من صدور هذا القرار فى العام 2006. وتابع: تضغط إسرائيل من أجل إيجاد منطقة عازلة بين بلداتها الحدوديّة فى الشمال وبين الجنوباللبنانى مماثلة لتلك التى تنشئها بواسطة الاجتياح البري، فى قطاع غزة، على اعتبار أن التفاهمات السياسية لم تعد قادرة على طمأنة مواطنيها على حدود لبنانوغزة، بعد الهجوم النوعى الذى قادته «حماس». وفى سياق متصل، نقل موقع «دويتش فيله»، الألماني، أن اللبنانيين أصبحوا منهكين ومنقسمين بين الهروب من الحرب أو البقاء والمخاطرة، وأن العديد من القرى باتت مهجورة من سكانها الذين هربوا إلى الشمال بحثا عن الأمان بعيدا عن صواريخ حزب الله التى تطلق من قراهم وضربات جوية إسرائيلية، ورصدت أن أكثر من 50 ألف لبنانى تركوا منازلهم إلى الشمال خوفا من حرب واسعة وشيكة مع إسرائيل. وذكر أن مدينة صور غادر أكثر من 16 ألف مواطن على الأقل، فى حين تحولت المدارس إلى مأوى للاجئين وتوقفت عملية التعليم، فى جامعة صور، حيث توقفت عن الدراسة، لافتا على أن غالبية النازحين يعيشون فى ظروف مالية قاسية، فلا يوجد طعام أو دعم مالى لهم، خاصة أن الاقتصاد اللبنانى يشهد انهيارا كبيرا بسبب تدهور قيمة العملة، مشيرا إلى أن مستقبل اللبنانيين فى تلك المنطقة أصبح ظلاميا فى ظل تهديدات إسرائيل بفتح جبهة واسعة أمام حزب الله. وفى سياق متصل، أعلنت حركة حماس فى لبنان، اليوم الاثنين، عن تأسيس وإطلاق طلائع «طوفان الأقصى، وقالت الحركة فى بيان إن هذا المشروع يهدف إلى الاستفادة من قدرات الرجال والشباب العلمية والفنية فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وكانت عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، نفذت عددا من عمليات الاشتباك وإطلاق الصواريخ انطلاقا من الحدود اللبنانية باتجاه إسرائيل منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى». ووفقا لما نقل موقع «روسيا اليوم» أن القوات الإسرائيلية اغتالت بغارة نفذتها مسيرة بمدينة صور جنوبلبنان نائب قائد القسام فى لبنان وعدد من مرافقيه، فيما أعلن رئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلى رونين بار، ملاحقة قادة حركة «حماس» فى قطر وتركيا ولبنان، حتى لو استغرق الأمر سنوات. وفى المقابل، نقل موقع«العربية نت»، أن التصعيد لايزال مستمراً على حدود لبنانالجنوبية بين جيش الاحتلال الإسرائيلى وحزب الله، مشيرا إلى أن تلك المواجهات لم تخرج عن حدود الاشتباكات الحدودية المقبولة، وفق ما رأى عدد من الخبراء، فيما ذكر أن القصف المتبادل دفع إسرائيل إلى إجلاء عشرات الآلاف من سكان القرى والبلدات الشمالية القريبة من الحدود كإجراء احترازى، مضيفا أن المخاوف تصاعدت من أن تخرج تلك المناوشات عن حدود قواعد الاشتباك المعتادة، وتتوسع حرب غزة إلى صراع إقليمى أشمل.