نظّمت اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي، اليوم الأربعاء، مهرجانًا في قطاع غزة، إحياءً للذكرى السنوية الثالثة لاغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وذلك بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية. وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وليد القططي ،إن الاحتلال أراد تغييب نهج قاسم سليماني في فلسطين، لكن خاب، مؤكدًا أن حضور فلسطين في قلب إيران هو سبب حقيقي لاغتيال الشهيد سليماني، وذلك بسبب مكانته في فلسطين، ودعم المقاومة بالمال والسلاح والخبرات، موضحًا أن ذلك جاء في رسائله للمقاومة الفلسطينية حين قال «طمئنوا الجميع أن إيران لن تترك فلسطين وحدها، مهما استحكمت عليها الظروف والحصار، مشيرا إلى أن سليماني نادى بإزالة»إسرائيل«كواجب شرعي على كل الأمة الإسلامية، مؤكدًا أنه بسبب هذا الهدف فإن»إسرائيل«وأمريكا سفكت دمه. من جانبه أكد القيادي بلجان المقاومة الشعبية محمد البريم، في كلمة ممثلة عن اللجنة الفلسطينية ليوم القدس العالمي، أن القيادات الفلسطينية التي التقت وتعاملت مع سليماني لم ترى به إلّا شخصية قوية ومتفانية في حب فلسطين كما أجمعت عليه. ويوافق يناير الحالي، الذكرى الثالثة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بقصف صاروخي أمريكي استهدف موكبه في ساعة مبكرة من خلال ضربة عسكرية أمر بها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، وفي وقتها التزمت فيه الحكومة الإسرائيلية الصمت حيال اغتيال أمريكا سليماني، أعلنت الأجهزة الأمنية في تل أبيب حالة الطوارئ على الحدود مع لبنان والجولان السوري المحتل، والاستنفار في السفارات والقنصليات الإسرائيلية حول العالم. وتتهم «إسرائيل» فيلق القدس الذي كان يقوده سليماني بدعم المقاومة الفلسطينية، وبالتخطيط لشن «هجمات فتاكة بطائرات مسيرة»، ونقلت وسائل إعلام عبرية في ذلك الوقت عن وزير الخارجية «إسرائيل كاتس» قوله في ذلك الوقت إن «إسرائيل» تعمل على القضاء على سليماني. ونعت الفصائل الفلسطينية والأذرع العسكرية وفي مقدمتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة «حماس» قاسم سليماني، وأشادت بدوره الكبير والواسع نحو قضية فلسطين ودعم المقاومة، ونقلت وكالة «صفا» الفلسطينية، عن حركة «حماس» وعلى لسان القيادي أسامة حمدان، أنها أشادت بجهود الشهيد قاسم سليماني في دعم المقاومة الفلسطينية خاصة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008. ولفت حمدان إلى أن العلاقة بين سليماني وقيادات المقاومة ولا سيما قيادات حركة «حماس» العسكرية والسياسية كانت عميقة، «وأن ما كُشِف عن دور سليماني في دعم المقاومة الفلسطينية هو جزء يسير حتى الآن»، مؤكدا أنه من أرسل صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع إلى غزة. وتولى سليماني بأمر من المرشد الإيراني على خامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان والعراق وأفغانستان التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني، ويعتبره البعض القائد الفعلي للجناح العسكري لحزب الله اللبناني. وفي الأراضي الفلسطينية، ينقسم الشارع الفلسطيني إلى فريقين بشأن الاحتفال بهذه الذكرى، وفقا لما نقل «موقع أقلام حرة»، فإن الفريق الأول يؤيد الاحتفال لعدة أسباب سياسية واستراتيجية، أما الفريق الثاني يعترض على تنظيم هذا الاحتفال ويرى إنه يأتي بناء على تعليمات من إيران، وذكر أنه مع تصاعد حدة التوترات الأمنية والعسكرية في فلسطين، خاصة مع تولي حكومة يمينية إسرائيلية متشددة زمام الحكم في إسرائيل، فالأمر يزيد من قوة الفريق الأول الداعم للاحتفال بذكرى اغتيال قاسم سليماني في غزة لعدة أسباب أبرزها أن الحكومة الإسرائيلية تنتهج بعض من السياسات الاستفزازية، ليس فقط للشعب الفلسطيني ولكن لقيادات المقاومة الفصائلية وعلى رأسها حماس التي توعدت وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بن غفير واليمين المتشدد بالرد حال قيام بن غفير من اقتحام للمسجد للأقصى. وفى المقابل رفض كثير من القيادات الفلسطينية الأخرى المبادرة والاحتفال بذكرى قاسم سليماني لعدة أسباب أبرزها، أن الساحة الفلسطينية مليئة بالشهداء من كل الأعمار، والأولى هو الاحتفال بذكراهم بدلا من الاحتفال بذكرى سليماني، الذي لم تكن إلا تصريحاته للاستهلاك السياسي والعسكري، دون أي تهديد يذكر على إسرائيل مطلقا، كما أن الاحتفال بذكرى وفاه قاسم سليماني يأتي بناء على تعليمات إيرانية صريحة للمقاومة، الأمر الذي يجعل من العيب الاحتفال به، وهو ما يعني أن «حماس» امتداد لإيران في كثير من أمورها. وقال القيادي في حركة «حماس» إسماعيل رضوان، إن قاسم يُفتقد في هذه المواقف التي تهدد فيها إسرائيل وبن غفير المجرم باقتحام الأقصى أو تغيير الواقع أو تعديله، وفى الوقت نفسه ذكر الموقع أن حركة «فتح» لم تتحدث عنه بسبب المصالح الإستيرايتيحة مع دول ليس لديها علاقات وطيدة مع إيران.