شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقرينته، حفل ختام منتدى شباب العالم، فى نسخته الرابعة بمدينة شرم الشيخ، وإطلاق مشروع النصب التذكارى لإحياء الإنسانية. بدأ الحفل باستعراض ما جرى من جلسات خلال المنتدى، ببث مجموعة من اللقطات تتضمن مشاهد من الفعاليات، فيما شاهد الرئيس عرضًا بالمظلات حملت علم مصر، ولافتات تحمل شعار (تحيا مصر)، كما أطلقت المظلات ألعابًا نارية زينت سماء الاحتفالية وبهرت الحضور. وعرض فيلم تضمن أعمالًا فنية تجسدت فى منحوتات مختلفة، نفذها فنانون من مختلف أنحاء العالم. كما عرض فيلم تسجيلى تضمن فكرة إنشاء مشروع النصب التذكارى لإحياء الإنسانية منذ أن كان فكرة حتى أصبح ما عليه الآن. وشاهد الرئيس فيلمًا تسجيليًّا حول فتاة مصرية، تسافر لحضور المنتدى، لأول مرة، دونما رفيق، من عائلتها، فتلجأ إلى حمل الكاميرا لتخفى توترها الدائم، ثم تقابل فتاة آسيوية، تسكن معها فى غرفة الفندق، تدعوها للتعايش وعدم الخوف، قبل أن تنضم لهما شابة إفريقية وأخرى فرنسية، فيتشاركن الحوار.. تسير الفتاة خلال فعاليات المنتدى، ما بين صدام مع زميلتها فى الغرفة نتيجة اختلاف العادات، فيما تشارك الفتاتين الأخريين تعلُّم بعض مفردات اللغة العربية باللهجة المصرية، لينتهى الفيلم بترك الفتاة للكاميرا والتخلى عن توترها وخوفها. وأعربت فتيات شاركن فى فيلم تسجيلى عن التنمر، عن شكرهن للرئيس السيسى، لإتاحة الفرصة لهن بالمشاركة فى المنتدى. وعقب ذلك، شهد الرئيس- أيضًا- عروضا قدمتها مجموعة من الفرق والفنانين، فيما زينت، خلال الحفل الغنائى، سماء مقر الاحتفالية، عروض مضيئة، تضمنت أشكالًا مجسمة تعبر عن السلام والتكاتف. ودعا السيسى المشاركين من شباب مصر والعالم لترديد عبارات «تحيا مصر تحيا البشرية يحيا شباب العالم». فى سياق متصل، أثنى الرئيس على الجهد الكبير لخروج منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة بهذه الصورة المشرفة فى الشكل والمضمون، والتى عبرت بوضوح عن حجم المجهود المبذول من اللجنة المنظمة وكافة المشاركين على المستوى الرسمى الحكومى، والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدنى والشباب من كل العالم. وقال السيسى فى كلمته الختامية: لقد كانت الأيام الماضية فرصة حقيقية لتبادل الرؤى وإيجاد حالة من الحوار الجاد البناء من أجل إقرار السلام وتحقيق التنمية المستدامة من خلال أفكار وإبداعات شباب العالم، ولعل هذه الحالة الثرية من التنوع فى الرؤى أوجدت لنا آفاقًا جديدة، تلهمنا أفكارًا وسبلًا مستحدثة، نحو عالم أفضل، وقد فرض الظرف العالمى المرتبط بجائحة «كورونا» نفسه على أجندة المنتدى، فى ظل تساؤلات متعددة حول مصير العالم ومستقبله، ومدى تأثره بتداعيات هذه الجائحة، على أنماط الحياة البشرية. وتابع أن منتدى شباب العالم بات اليوم منصة حوارية هى الأهم وأصبح تطوره فى الشكل والمضمون إحدى أهم سماته، وهى فكرة مصرية خالصة. كان الحلم فى ضمير شباب وطننا الغالى بأن يصنعوا هذه المنصة، لتكون مساحة مشتركة جامعة للبشر، وملتقى للحوار الإنسانى، وقد تحقق الحلم وبات واقعًا أمام العالم؛ وهو ما يحتم علينا ضرورة العمل المستمر والفعال، لتطوير وتحديث هذه المنصة، وتحويل توصياتها ومخرجاتها، إلى واقع ملموس. وقال الرئيس إن مصر وهبها الله عبقرية المكان وجعل على أرضها نبتة الحضارة الأولى وتشكلت شخصيتها فى التنوع والتعدد؛ فأصبحت هى نقطة التلاقى الجامعة للحضارات ومنطلق السعى نحو إقرار السلام، وإعلاء قيم المحبة والتسامح، وهنا على أرضها الطيبة المباركة اجتمعنا من أجل الإنسانية ومستقبلها ومصر الجديدة التى نقدمها اليوم للعالم هى دولة مدنية حديثة تسعى للبناء والتنمية وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية وتمتد جهودها فى البناء والإعمار إلى محيطها الإقليمى بسعى مخلص من أبنائها الذين يحملون للعالم رسالات المحبة والسلام. وحول مخرجات المنتدى، أعلن الرئيس أن عام 2022 عام للمجتمع المدنى، بحيث تقوم إدارة المنتدى، والجهات والمؤسسات المعنية بالدولة، بإنشاء منصة حوار فاعلة بين الدولة وشبابها، ومؤسسات المجتمع المدنى المحلية والدولية. وكلف إدارة المنتدى بتفعيل مبادرتها التى أطلقتها، بإنشاء حاضنة عالمية لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة وذلك بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء، والجهات المسؤولة مع التوسع فى إشراك القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، وشركاء التنمية فى هذه المبادرة، كما كلف الرئيس إدارة المنتدى بتكوين مجموعات شبابية من شباب مصر والعالم للمشاركة الفورية فى إجراءات الإعداد لقمة المناخ السابعة والعشرين المقرر انعقادها فى مدينة «شرم الشيخ». مع تكليف رئاسة مجلس الوزراء بإعداد تصور شامل مع شركاء التنمية لتحقيق امتداد إفريقى للمبادرات التنموية المتحققة فى مصر وذلك فى إطار المسؤولية الإقليمية للدولة المصرية تجاه محيطها الإقليمى، وتكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بإعداد برامج تدريبية متخصصة للشباب العربى والإفريقى لتطوير مهاراتهم لمواجهة المتغيرات الناجمة عن جائحة «كورونا»، والصراعات الحالية، وفى مقدمتها تطوير القدرات الشبابية فى ريادة الأعمال والتكنولوجيا، بالإضافة لتكليف إدارة المنتدى بتفعيل منصة حوار تفاعلى دائمة لشباب العالم وشباب مصر لتبادل الرؤى والأفكار، على أن يتم عرض نتائجها بشكل دورى على مختلف مؤسسات الدولة لتمثل هذه النتائج رؤية استشرافية للدولة، تجاه كافة القضايا والموضوعات ذات الاهتمام. وفى ختام مسرح شباب العالم، قُدمت مجموعة من العروض التى تعكس روح العديد من الثقافات ومختلف فنون الرقص والغناء والتمثيل والأداء، وتضمنت الفقرات عرضًا لفرقة «رضا» للفنون الشعبية من مصر، وفرقة الروك «Ashra'S Band» من نيبال، فضلًا عن تقديم عرض غنائى جديد للفنانتين «ماريا» و«بيلار» من باراجواى، واللتين اشتركتا سابقًا مع فنانين آخرين من عدة جنسيات فى أداء الأغنية الافتتاحية «راجعين كلنا من تانى»، والتى أذيعت، أمس، بعدما أعجب الجماهير برسالتها التى تدعم قيم الحب والسلام والإنسانية لكل العالم، وتحتفى بتجمع شباب العالم مرة أخرى على أرض السلام «شرم الشيخ». على خشبة مسرح شباب العالم، قُدم العرض المسرحى «سالب واحد» الذى حصل على أكثر من 25 جائزة من عدة مهرجانات مسرحية، وهو عرض من إنتاج أكاديمية الفنون، وتدور فكرته الأساسية حول القصص المُلهمة للأطفال ذوى الهمم وأسرهم، مع تسليط الضوء على الآباء والأمهات الذين يبذلون جهدًا كبيرًا للوصول إلى فهم وإدراك الطرق السليمة للتواصل مع أبنائهم من ذوى الهمم، وتحفيزهم لتحقيق أحلامهم. وتتجلى الرسالة الرئيسية للعرض فى المقولة التالية «ليس كل ما يجول بخاطر الإنسان يمكن التعبير عنه». ويعد مسرح شباب العالم نقطة التقاء، أسسها الشباب من أجل الشباب؛ تجمع الفنانين الواعدين من جميع أنحاء العالم لتقديم مواهبهم الفائقة والتعبير عن ثقافاتهم عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية.
