السيسى: التعليم الجيد حق أصيل من حقوق الإنسان

شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة توفير تعليم جيد للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى، حيث إنه يعد حقًا أصيلًا من حقوق الإنسان.
وقال الرئيس السيسى، خلال كلمته، أمس، ضمن جلسة حوارية بعنوان «تحديات وظائف المستقبل من منظور عالمى»، على هامش فعاليات النسخة الثانية من المنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى، الذى يقام بالعاصمة الإدارية الجديدة: «سأتحدث من منظور تنفيذى، نحن لدينا أكثر من 50 دولة فى منظمة المؤتمر الإسلامى معنية بها.. ما هى جودة التعليم المتاحة لهم وشبابهم الكثير الذى نتحدث عنه؟».
وأضاف الرئيس: «عندما أعطى للإنسان تعليمًا غير جيد فأنا لا أعطى له فرص حياة، فبقدر جودة التعليم المقدمة له وبقدر المعرفة التى يحصل عليها، تحقق له فرص عمل ومشاركة حقيقية فى الحياة، خاصة أن جودة المعرفة الحقيقة كنز وثروة مخفية.. لكن للحصول عليها لا بد من وجود قدرات، أولاها القدرات الاقتصادية للدول من أجل توفير هذا التعليم»، مؤكدًا أن مصر تحركت خلال السنوات الماضية لإنشاء عدد من الجامعات بجهود عالية بالشراكة مع الجامعات العالمية.
وقدّم «السيسى» التهنئة إلى رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين فى اسكتلندا، البروفيسور مايك، على رئاسته للكلية، واستكمل: «التسارع فى التقدم أصبح عاليا جدًا، والدولة المصرية جادة بإرادة لا تلين من أجل مجابهة التحديات، ومنها التعليم الحقيقى والجودة الحقيقية فهما أساس البناء للدول»، داعيًا الجامعات الكبرى الموجودة فى العالم إلى مساعدة مصر، كى يكون لديها معرفة وتعليم حقيقى بنفس المعايير والمستوى المتبع لديها.
وتابع «السيسى»: «إن لم يستطع تلبية المعايير للالتحاق بالكلية، فلن يحصل على الفرصة، ولكى يحصل عليها يجب أن يحقق مستوى التعليم الذى يتم القياس عليه، وسنقاتل من أجل المعرفة والتعليم الحقيقى فى مصر، وأقول للعالم الاسلامى انتبه تماما للفكر المتطرف الأحمق الذى يهدف إلى تدمير الحاضر والمستقبل، لا سيما أن الإسلام ليسه له علاقة بالفكر الجامد والفكر المتطرف الذى يهدف إلى تدمير مستقبل الشعوب وحضارتها».
وأشار إلى توفير 100 فرصة تعليم مجانية للمواهب المتعددة من العالم فى الجامعات المصرية، التى تحرص على تقديم مستوى تعليمى يضاهى نظيرتها العالمية، وأعرب عن أمله فى تضافر الجهود من أجل إنشاء صندوق للتعليم بملاءة مالية كبيرة تصل إلى مليارات الدولارات لتعليم الموهوبين، باعتبارهم قاطرات للشعوب.
وتفقد الرئيس معرض المنتدى، واستمع إلى شرح تفصيلى من الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، عن 4 جامعات جديدة هى «الملك سلمان، المنصورة الجديدة، الجلالة، والعلمين»، لديها شراكات مع كبرى الجامعات الأجنبية، فيما يتم العمل فى الجامعة «المصرية - اليابانية» التى تشمل 14 كلية، بجهد كبير جدا طبقا للبرنامج التنفيذى لها.
وقال «عبدالغفار» إنه تم الانتهاء من المرحلتين الثانية والثالثة بجامعة زويل، بينما توجد الجامعة اليابانية والجامعة التكنولوجية وجامعة سنجور فى منطقة برج العرب، لتصبح هذه المنطقة خلال الفترة المقبلة مكانًا لاحتضان كثير من الطلاب على مستوى الجمهورية، واستكمل: «يتم تنفيذ 6 جامعات تكنولوجية شرق بورسعيد، وشرق أكتوبر، وبرج العرب، وطيبة، والأقصر، وأسيوط الجديدة، والمناطق الصناعية، وهى تحاكى البرامج الخاصة بالصناعة والتنمية، حيث تم البدء فى تنفيذ 3 جامعات منها».
وعن العاصمة الجديدة، أضاف «عبدالغفار» أنه تم عقد توأمة مع الجامعات الأجنبية تمكنها من فتح فروع لها فى مصر، إذ أن هناك من 5 ل 6 جامعات بدأت العمل منذ عامين، مثل مؤسسة المعرفة التى تستضيف جامعة من إنجلترا ومن البرتغال ومن كندا، وأكد أن هناك اهتماما ببرامج الجامعات التى يتم استضافتها، بعد اختيارها من خلال لجنة ترى ما تحتاجه مصر فى المستقبل واحتياجات الخريجين المصريين، لافتًا إلى أنه بحسب الدراسة التى أعدتها إدارتا «البعثات والوافدين» تم خلال عام واحد خفض أعداد الطلاب الذين كانوا يسافرون للتعليم بالخارج إلى 50%، ما يؤكد أن منظومة التعليم الجديدة استطاعت أن تستقطب الطلاب بدلًا من السفر للتعليم بالخارج، فضلًا عن الزيادة الكبيرة فى أعداد الوافدين للتعليم بالجامعات المصرية.
وأشار «عبدالغفار» إلى عملية التطوير الكبيرة التى تشهدها الجامعات الحكومية من أسوان وحتى مرسى مطروح ومن العريش إلى الإسكندرية، حيث يتم تنفيذ أكثر من 500 مشروع بها من خلال الحكومة، باستثمارات أكثر من 150 مليار جنيه، منوهًا بأن «التعليم العالى» تعمل مع وزارة البترول، لربط المراكز البحثية بالخطة الاستثمارية الخاصة بالقطاع، وتلبية احتياجات القطاع كافة.