يبدأ الدكتور صلاح يوسف، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، زيارة للسودان نهاية الأسبوع المقبل، يلتقي خلالها نظيره السوداني عبد الحليم المتعافي، لبحث التقدم الذي تم احرازه للبدء في زراعة مليون و250 ألف فدان بالأراضي السودانية. ومن المقرر البدء في زراعة هذه المساحات، الواقعة في ولايات الجزيرة والشمالية ونهر النيل، بمحاصيل الحبوب في نوفمبر المقبل. وقال يوسف ل«المصري اليوم» إنه تقرر تعيين منسق مصري مقيم في العاصمة السودانية تكون مهمته متابعة تنفيذ المشروعات الزراعية المشتركة للاسراع بزيادة معدلات الانتاج الزراعي في هذه المناطق لتلبية احتياجات الدولتين من القمح والذرة. يأتي ذلك عقب المحادثات المكثفة بين مصر والسودان الأسبوع الماضي لتنسيق التعاون المشترك في مجال المشروعات المائية، وتوحيد مواقف البلدين فيما يتعلق باجتماعات المجلس الوزراء لوزراء مياه دول حوض النيل المقرر عقده اواخر الشهر المقبل. كما بدأت مصر بتنفيذ خطة لتطوير وتأهيل محطات قياس تصرفات مياه النيل على امتداد النهر في مصر والسودان لضمان دقة القياس والتنبؤ بمعدلات الفيضان الواردة من الهضبتين الأثيوبية والاستوائية، تستمر لمدة 3 أعوام. وفي السياق نفسه شاركت «المصري اليوم» في رصد فيضان النيل في منطقة سنار (320 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم). وقال المهندس أحمد بهاء، رئيس بعثة الري المصري بالسودان، الذي رافق «المصري اليوم» خلال الرحلة إلى سد سنار ان قياس التصرفات والمناسيب يعتمد علي سرعة جريان مياه الفيضان واتجاهها وقوة الرياح وسرعتها، ودرجة سطوع الشمس بالإضافة إلى دقة أجهزة القياس التي تعتمد علي أنظمة ال«GPS» أو ما يطلق عليه انظمة المعلومات الجغرافية في مساعدة مهندسي الري في رصد ومتابعة الفيضان، واعداد تقرير يومي يتم عرض نتائجه علي وزارة الري من خلال قطاع مياه النيل الذي يقوم بتحليل أرقام التصرفات المائية وتحليلها طبقا للنماذج الرياضية المعدة لهذا الغرض ويتم الاستفادة منها في وضع الخطط المائية لكافة الاستخدامات في مصر. ورغم صعوبة الوصول إلى منطقة سد سنار بسبب سوء حالة الطرق المؤدية إلى منطقة الخزان وخطورتها، بالإضافة إلى التعرض للعديد من نقاط التفتيش على امتداد الطريق باعتبارها الطريق الرئيسية المؤدية إلى الحدود السودانية مع جنوب السودان، التي تشهد حشدا كبيرا للقوات بين البلدين بسبب الخلافات الحدودية بينها، إلا أن البعثة المصرية وصلت إلى خزان سنار بعد مرور 6 ساعات من مغادرتها الخرطوم السادسة صباح الثلاثاء. وقامت البعثة بتفقد السد الذي تم الشروع في إنشائه عام 1904 بواسطة فرع الري المصري بالسودان في عهد اللورد كتشنر الذي كان حاكما للسودان في ذلك الوقت. ويستهدف السد توفير المياه لزراعة 2 مليون فدان في منطقة مشروع الجزيرة السوادني ويصل طوله لاكثر من 800 مترا، ويضم 80 بابا عميقا بالاضافة إلى 72 بابا علويا لتمرير مياه الفيضان الوارده من الهضبة الأثيوبية عبر النيل الأزرق ثم إلى السودان، بينما تستغرق رحلة مياه الفيضان الواردة من منطقة سد سنار بالسودان إلى السد العالي في أسوان 40 يوما في بداية شهور الفيضان في أغسطس من كل عام، وتزيد المدة إلى 70 يوما في نهاية شهر سبتمبر بسبب ضعف الفيضان، ويصل الفيضان إلى نهايته أوائل أكتوبر مع بدء موسم الشتاء بالمنطقة. وكان لافتا تغير لون مياه النيل الازرق في منطقة سنار إلى اللون «البني الأحمر» بسبب زيادة معدلات الطمي المختلط بمياه الفيضان نتيجة انجراف التربة الصخرية بالهضبة الأثيوبية واختلاطها بمياه الفيضان، وذلك خلال الإبحار عبر النيل الأزرق أمام خزان سنار مستقلين قاربا صغيرا يضم العاملين في محطة القياس ومعظمهم سودانيون بالإضافة إلى مهندسي الري المصريين.