أثار إعلان المحافظة عن قرب افتتاح خط قطار الإسكندرية - برج العرب الجديد غضب عدد كبير من المستثمرين الذين فوجئوا بأن الخط الذى طال انتظاره 15 عاماً ما هو إلا قطار «ديزل» وهو ما خيب آمالهم فى وجود خط كهربائى سريع يربط أهم منطقة صناعية بالمحافظة ويساهم فى حل مشكلة المواصلات التى تهدد المنظومة الصناعية بهذه المنطقة. وقال المهندس هانى المنشاوى رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة والمتوسطة إن أكبر معاناة تواجه المناطق الصناعية وتمثل خطراً يهدد المصانع، هى عزوف الشباب عن العمل فى هذه المناطق، مرجعاً ذلك إلى عدم وجود وسيلة مواصلات مناسبة تربط بين المحافظة والمدن الصناعية خاصة مدينة «برج العرب» التى تضم عدداً كبيراً من المصانع. وأكد المنشاوى فى تصريحات خاصة ل«إسكندرية اليوم» أن مستثمرى منطقة «برج العرب» الصناعية انتظروا إنشاء قطار يساهم فى إنهاء مشكلة هروب العمالة من المنطقة، حوالى 15 عاماً وفوجئ المستثمرون بأن الخط الذى طال انتظاره والذى سيتم افتتاحه خلال النصف الثانى من العام الحالى، عبارة عن خط قطار «ديزل» لافتاً إلى أن هذا النوع من القطارات لن يساهم كثيراً فى حل المشكلة. وأوضح رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة والمتوسطة أن إنشاء القطار تكلف نحو 300 مليون جنيه، واستمر العمل فيه حوالى 3 سنوات، لافتاً إلى أن طول مدة انتظار هذا الخط جعل المستثمرين يتوقعون إنشاء قطار كهربائى «مترو»، مثلما هو الحال فى الدول المتقدمة. وأضاف أن القطار «الديزل» يساهم فى زيادة نسبة التلوث فضلاً عن البطء الشديد الذى سيسير به، ولذلك لن يتم حل المشكلة الناتجة عن تأخر وصول العمال إلى المصانع، مشيراً إلى أن تكلفة إنشاء خط قطار كهربائى لن تمثل عبئاً على الدولة خاصة أنها ستساهم فى حل مشكلة المستثمرين. وفى السياق ذاته أكد المهندس محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمرى برج العرب، أن عدم وجود وسيلة مواصلات مناسبة حتى الآن لنقل العمال، أمر يكلف أصحاب المصانع الآلاف شهرياً لتوفير الأتوبيسات اللازمة، وهو ما يرهق المستثمرين مادياً ويؤثر على أسعار المنتجات مشيراً إلى أن القطار يمكن أن يساهم فى حل مشكلة المواصلات. من جانبه انتقد الدكتور محمد مسعد محرم الخبير البيئى عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى ميرغم الصناعية اتجاه المحافظة لتحويل الخط من قطار كهربائى إلى قطار ديزل، موضحاً أن التكلفة التى رصدتها لإنشاء الخط تعدت 300 مليون جنيه وهى التكلفة المناسبة لإنشاء قطار كهربائى يساهم فى حل مشكلة التلوث الناتجة عن المناطق الصناعية، معتبراً الاتجاه نحو تشغيل هذا الخط نوعاً من «التقصير»، من قبل المحافظة تجاه المواطنين الذين يقعون فى بؤرة من التلوث الصناعى وأصيبوا بالأمراض المزمنة نتيجة لهذا التلوث. وأكد أن جزءاً كبيراً من الخط سيسير فى محطات داخلية تحت الأرض، نظراً لطبيعة المنطقة الصناعية مما يهدد هذه المحطات، مرجعاً السبب إلى أن القطار الديزل يخرج أبخرة مسممة وملوثة لن تتحملها المحطات المغلقة وهو ما يعكس عدم جدوى المشروع من الناحية البيئية والاقتصادية، نظراً لأنه لن يضيف جديداً حيث ستمتد الرحلة مدة تزيد على ساعة ونصف الساعة، وهى المدة التى تستغرقها الأتوبيسات، فضلاً عن زيادة نسبة الأبخرة السامة التى ينتجها حرق الديزل عند حركة القطار، مضيفاً أن «هدية» المحافظة للمنطقة ملوثات بيئية ومعوقات صناعية جديدة.