أكد الدكتور إبراهيم مجدي حسين، إخصائى الطب النفسى والمخ والأعصاب، أن آلام الظهر والعنق والكتف باتت شكوى متكررة لا يخلو منها بيت، وزاد من خطورتها عدم توفر تكاليف علاجها، خاصة أنها تؤدى للغياب عن العمل، مشيرا إلى أن معرفة المريض لأى طبيب يذهب إليه ويمتاز بسرعة ودقة التشخيص- تعد الجزء الأكبر فى العلاج. وقال مطمئنا المرضى، فى حواره ل«صحتك بالدنيا» إنه لا داعى للهلع من التدخل الجراحى، لأنه يعتبر الخطوة الأخيرة فى العلاج.. وإلى نص الحوار: ■ بداية ما الأسباب الرئيسة فى آلام الظهر والرقبة؟ - آلام الرقبة لها عدة أسباب، منها توتر عضلات الرقبة بسبب الوضع الخطأ لجسمك والميل على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وهشاشة العظام، إجهاد العضلات، وبعض الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدى أو التهاب السحايا أو السرطان. ■ ومتى يلجأ المريض إلى الطبيب؟ - وإذا لم يحدث فلابد من الذهاب إلى الطبيب، خاصة إذا استمرت الآلام لعدة أيام دون راحة، وانتشرت فى الأذرع أو الساقين، مصحوبة بصداع أو تنميل أو ضعف أو شعور بالوخز. ■ من الطبيب المختص بعلاج آلام الرقبة؟ - طبيب متخصص فى علاج التهاب المفاصل وغيره من الأمراض التى تصيب المفاصل (اختصاصى علاج الروماتيزم)أو طبيب متخصص فى علاج الاضطرابات المرتبطة بالأعصاب (اختصاصى علاج الأعصاب) طبيب يعمل على علاج العظام والمفاصل بالجراحة (جراح تقويم العظام) ■ يصاب بعض المرضى بالهلع إذا أخبرتهم بضرورة التدخل الجراحى.. فمتى ينصح بالجراحة؟ - التدخل الجراحى فى الحالات الأتية: لإلغاء ضغط جذر، لإلغاء ضغط الحبل الشوكى، لتحقيق الاستقرار فى العمود الفقرى العنقى، وإذا لم تتمكن اختبارات التصوير والتشخيص من تأكيد أحد هذه الأسباب لألم الرقبة أو العلامات والأعراض ذات الصلة، مثل الألم أو الوخز أو الضعف الذى يصيب الذراع، فمن غير المرجح أن تساعد الجراحة ولا يوصى بها. ■ ما الفحوصات التى تساعد فى التشخيص؟ - الأشعة السينية، لكشف مناطق فى الرقبة حيث قد يتم تقريب الأعصاب أو الحبل الشوكى عن طريق تحفيز العظام أو تغيرات تنكسية أخرى. التصوير بالرنين المغناطيسى (MRI)، واختبارات أخرى، مثل مخطط كهربية العضل (EMG). إذا اشتبه فى أن ألم رقبتك قد يكون مرتبطًا بالعصب المقوس، اختبارات الدم، يمكن أن تقدم اختبارات الدم فى بعض الأحيان أدلة على وجود حالات التهابية أو معدية قد تسبب أو تسهم فى ألم رقبتك. ■ ماذا عن العلاج الدوائى؟ - عبارة عن مرخيات للعضلات ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لتسكين الألم، والعلاج الطبيعى الذى يتعرف من خلاله المريض على وضعية الجلوس الصحيحة وتمارين إطالة الرقبة تحت إشراف الاختصاصى الطبى واختصاصى العلاج الطبيعى، تخفيفًا لبعض آلام الرقبة، وخاصة الآلام المتعلقة بتهيج جذر العصب. ■ ذكرت أن نمط الحياة والعلاجات المنزلية له دور كبير فى العلاج.. كيف؟ - تتضمن تدابيرُ الرعاية الذاتية التى يمكن تجربتها لتخفيف ألم الرقبة ما يلى: مسكِّنات الألم المتاحة دون وصفة طبية. جرِّبْ مسكِّنات الألم التى تُصرَف دون وصفة طبية، مثل: الأيبوبروفين (أدفيل، وموترين آى بى، وغيرهما من الأدوية)، ونابروكسين الصوديوم (أليف)، والأسِيتامينُوفين (تايلينول، وغيره من الأدوية). الكمادات الساخنة والباردة بالتبادل، وممارسة التمارين الرياضية بالمنزل، والمعالجة اليدوية إذ يستخدم تقويم العمود الفقرى بالمعالجة اليدوية، الذى يُجرى بشكل أساسى على العمود الفقرى، قوة ضغط معينة وسريعة على المفاصل، ويمكن لعلاجات تقويم العمود الفقرى اليدوية تخفيف ألم الرقبة بشكل قصير الأمد، فضلاً عن أن مخاطرها طفيفة بالنسبة لعديد من الأشخاص، واستخدام وضعية جيدة عند الوقوف والجلوس، والتأكد من أن الكتفين فى خط مستقيم مع الوركين وأن أذنيك فوق كتفيك مباشرة، وأخذ فترات استراحة متكررة. كما أن ضبط المكتب والكرسى وجهاز الكمبيوتر، ضرورة، بحيث تكون الشاشة فى مستوى العين، ويجب أن تكون الركبتان منخفضتين قليلاً عن الوركين، وكذا استخدام مساند للذراعين على الكرسى. تجنب وضع الهاتف بين الأذن والكتف عند التحدث، واستخدم سماعة رأس أو مكبر صوت بدلًا من ذلك، فضلا عن الإقلاع عن التدخين. ■ هل تختلف آلام الظهر عن الرقبة؟ - طبقا لعدة دراسات حديثة عن آلام الظهر، أشار الباحثون إلى أن 10 فى المائة إلى 30 فى المائة من سكان العالم يعانون من آلام الظهر وأن أعمارهم تتفاوت بين الثلاثين والثمانين. وأسباب آلام الظهر، إجهاد عضلة أو رباط، رفع الأحمال المتكرِّر أو الحركة المفاجئة، تورُّم أو تمزُّق الأقراص الفِقارية، التهاب المفاصل، ويمكن أن تؤثر هشاشة العظام على أسفل الظهر فى بعض الحالات، ويمكن أن يؤدى التهاب المفاصل فى العمود الفقرى إلى تضييق المساحة حول الحبل النخاعى، وهى حالة تسمى تضيق العمود الفقرى، أما عدم انتظام الهيكل العظمى، فهى حالة يمكن أن تؤدى فيها منحنيات العمود الفقرى إلى الجانب (الجنف) أيضًا إلى ألم فى الظهر، ولكن بشكل عام لا يحدث هذا إلا بعد منتصف العمر. ■ من الأكثر عرضة لآلام الظهر؟ - يمكن لأى أحد أن يُصاب بآلام الظهر، حتى الأطفال والمراهقون، وتزيد فرصة الإصابة بعد سن الأربعين، خاصة بين أصحاب الوزن الزائد. ■ هل تختلف الفحوصات الطبية العادية عن فحوصات الرقبة؟ - تتشابه فحوصات آلام الظهر مع آلام الرقبة باستخدام الأشعة السينية المقطعية والرنين المغناطيسى واستخدام رسم العصب ورسم العضلات. ■ ما الجديد فى علاج آلام الظهر والعنق؟ - كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن العلاج باستخدام الخلايا الجذعية، خاصة بعد أن تصدر هذا الخبر بعض المجلات الطبية، «جراحة الخلايا الجذعية تعفى لاعب الجولف جاك نيكلوس من معاناته من آلام الظهر»، لكن الخبراء يقولون إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا العلاج للجميع.