شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، الثلاثاء، انتقادات حادة للحكومة بسبب المصانع المتعثرة والإهمال الذي يواجه العديد من الصناعات الأخرى في مصر، وألقى النواب خلال الجلسة العديد من طلبات الإحاطة في هذا الشأن، بحضور الدكتور طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة. وطالب النائب محمد عطا سليم بإنشاء 4 مراكز تابعة لوزارة الصناعة للتعريف بالإمكانيات المتاحة للباحثين عن الاستثمار، وكشف النائب في كلمته بالجلسة العامة عن قيام مصر باستيراد قطارات بنحو 800 مليون دولار، مطالبا بإيجاد حل لمشكلات التصنيع في قطاع النقل والهندسة، لتوفير العملة الصعبة. وطالب «سليم» بالاهتمام بمجال البرمجيات، لافتا إلى أنها أقل تكلفة وأسرع إنتاجا وأفضل عائدا، وتساءل: «لماذا لا نؤسس شركة مثل أبل؟»، مضيفا أن هناك ما يقرب من 5 آلاف شاب يعملون في قطاع البرمجيات لصالح شركات عالمية. فيما طالب النائب محمد المرشدي بحل مشكلات قطاع الصناعات النسجية، خاصة أنها من الصناعات القومية، مضيفا: «التعثر في قطاع الصناعات النسيجية ليس تعثرا ماليا، وإنما بسبب التشريع الذي تسبب في زيادة التهريب عبر الحدود، طول ما التهريب موجود ستكون هناك كارثة». وأكد «المرشدي» ضرورة تعديل قرار رئيس مجلس الوزراء والذي ينظم الاستيراد من الخارج في شأن السماح المؤقت، قائلا: «لذا لابد من سد ثغرات في هذا النظام لحماية الصناعة الوطنية»، مطالبا بإعادة النظر في صندوق دعم الصادرات، والتي تبلغ 4 مليارات جنيه، داعيا إلى دعم المنتج المحلي. وعرض النائب عبدالمنعم العليمي عددا من الملفات الصحفية حول 3 شركات تابعة لقطاع الأعمال العام في محافظة الغربية، وأشار إلى أن «شركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى حالها لا يسر، مع أن الشركة مقامة على 1000 فدان وتضم 16 مصنعا وتنتج 10 ملايين قطعة ملابس سنويا، بالإضافة إلى شركة سمنود للنسيج والملابس والتي تعانى من أحوال متردية». وتابع: «مصنع طنطا للكتان كان أكبر قلعة تنتج الكتان في الشرق الأوسط، وكان يصدر ل10 دول، اليوم تم بيع هذا المصنع لمستثمر أجنبي بأقل من قيمته، إلى أن تم تجميد عمله». وشهدت الجلسة موقفا محرجا للنائب عبدالحميد كمال، حيث انتقد النائب عدم وجود وزير الصناعة أو أي مسؤول ممثل للوزارة خلال الجلسة المخصصة لمناقشة طلبات إحاطة متعلقة بمشكلات الصناعة، في حين أن وزير الصناعة كان واقفا أمامه، ورد السيد الشريف، وكيل المجلس ورئيس الجلسة، على انتقاد كمال، قائلا: «ما هو الوزير موجود أمامك أهو». وكرر «كمال» أسفه عن الموقف عدة مرات، قائلا: «أنا آسف، أنا آسف»، وطالب بضرورة حل أزمات المصانع المتعثرة بمحافظة السويس، لافتا إلى أنها تضم عمالة عديدة. ولفت إلى أن هناك عددا من المصانع متوقفة بسبب قطع الغاز والكهرباء، ولفت إلى ضرورة النظر للسويس لأنها منطقة واعدة خاصة في ظل وجود قناة السويس ومخططات التنمية بها. من جانبه، ذكر النائب إسماعيل نصر الدين أنه «لولا الإهمال في قلعة حلوان الصناعية لكانت مصر مثل الدول العملاقة في الصناعة»، واستشهد بشركة النصر للسيارات، والتي كانت مصر رائدة في هذا القطاع وكان به ما يقرب من 26 ألف عامل، قائلا: «والله حرام اللي حصل في مصنع زي ده، كان زمان مصر النمر الأفريقي في صناعة السيارات». ولفت إلى أن شركة مصر حلوان للغزل والحرير بها مساحات شاسعة ولكنها لا تجد من ينقذها، مؤكدا أن التطوير سيعمل على توفير فرص عمل للشباب، مشيرا إلى أن صناعة الحديد والصلب تدهورت بشكل كبير، مشددا على ضرورة عودة عمل الصناعات الثلاث. فيما أكدت مارجريت عازر أن المصانع المتعثرة تجاوزت ال1000 مصنع، مطالبة بالكشف عن سياسة وزارة الصناعة بشأن المصانع المتعثرة والحلول التي أقدمت عليها لإعادة تشغيل هذه المصانع التي يعمل بها الآلاف من العاملة والتي تجاوزت 250 ألف عامل. بينما حذر حمدي السيسي، عضو مجلس النواب، من استمرار تعثر العديد من المصانع في مصر بصفة عامة، وخصوصا في منطقة 6 أكتوبر، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أصحابها وضعوا عليها لافتات «للبيع». ولفت إلى أن وزارة الصناعة لا يوجد لها دور في مواجهة تعثر المصانع، مطالبا الحكومة بسرعة الكشف عن خطة إنقاذ الصناعة والكشف عن عدد المصانع المتوقفة وآليات عودتها للعمل مرة أخرى. كما شهدت الجلسة موقفا طريفا، حيث مازح الدكتور السيد الشريف، وكيل أول مجلس النواب، النائب سعيد حساسين، قائلا: «أين الجاكيت يا سيادة النائب؟.. إجلس»، جاء ذلك بعدما تخلى «حساسين» عن الزي الرسمي، حيث ارتدى بليزر بدلا من البدلة والكرافتة.