من خلال عملهما مع قسم هندسة الميكاترونكس في جامعة الأزهر بغزة قام كل من طالبى الهندسة خالد البردويل وجمال ميقاتى بصناعة سيارة تعمل بالألواح الشمسية التي تم تثبيتها على السطح والتى يمكن بناؤها بميزانية محدودة للغاية. ويقول الميقاتى إن «المحركات التي تعمل بالكهرباء غير متوفرة في مدينتنا وللأسف لا أحد يعرف كيفية صناعتها، لذا كان علينا الحصول على محرك وإدخال الكثير من التغييرات عليه، ولم يكن فعل ذلك أمرا سهلا». يستمر الحصار المفروض على قطاع غزة، والذى يتضمن كلا من البر والجو والحصار البحرى منذ عام 2007 وحتى اليوم، ويستمر في انتهاك حقوق أولئك الذين يعيشون في هذه الأراضى الفلسطينية على حدود قطاع غزة. فهى منطقة تعانى من الاختناق وعدم تواجد المتطلبات الأساسية مثل النفط والوقود. السلطات في مدينة القدس تتحكم في جزء كبير من مصادر الطاقة والإمدادات لفلسطين عن طريق شركة الكهرباء الإسرائيلية، وهى تقوم بدورها كذلك بتشديد القيد على الواردات. وعلى الرغم من النكسات التي تضر السكان الفلسطينيين في القطاع، ليس جميعهم على استعداد لقبول مثل هذا المصير. فبميزانية صغيرة، أثبت طالبان من جامعة الأزهر الإسلامية أن عدم وجود الوقود الذي يصعب الحصول عليه في أوقات كثيرة ليس مانعا أمام العثور على خيارات أخرى. وتمثل السيارة الجديدة أملا للسكان الفلسطينيين اللذين يعانون من أزمة الطاقة منذ غارة جوية شنتها القوات الإسرائيلية على محطة الطاقة الوحيدة في 2006، وكانت المدينة قد حصلت العام الماضى على ما يقدر ب45% من احتياج الكهرباء الذي يضمن لها الحفاظ على سكانها. وتعمل السيارة ذات العجلات الثلاث بالطاقة الشمسية، وعلى الرغم من أن سرعتها لا تتخطى 28 كم/س، إلا أنها تعرض نهجا مبتكرا لمعالجة القيود على الحياة اليومية التي تعيشها الأراضى الفلسطينية. ووفقا لبيان صادر عن جامعة الأزهر فقد قدر الطالبان التكلفة المادية للمشروع بحوالى 1500 دولار، موضحان أن عدم توفر القطع دفع بهما إلى تصنيع قطع بديلة في ورش ومخارط قطاع غزة مما أرهقهما ماديا. وأضاف الطالبان أنهما يقومان حالياً بدراسة إمكانية تحويل السيارات الكهربائية إلى سيارة تعمل على الطاقة الشمسية. قام الطالبان ببناء السيارة باعتبارها مشروع التخرج، وهى صغيرة في الحجم جدا ومبنية من مواد بسيطة مثل الأخشاب والمعادن البسيطة، وتم تزويدها بألواح شمسية أعلى السقف وعلى الجانب الخلفى.