أكدت دراسة أعدتها شعبة عضلة القلب بجمعية القلب المصرية، أن ضعف عضلة القلب من الأمراض الأكثر خطورة، موضحة أنه نجح العلم في الحد من الوفيات الناتجة عن جلطات الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم، عن طريق الأدوية والتداخلات بالقسطرة وجراحة القلب، مؤكدة أن ضعف عضلة القلب ظلت مشكلة تصيب حوالى 1 إلى 2% من البالغين. وأوضحت الدراسة إصابة نحو مليون مصري بمرض ضعف عضلة القلب، الذي يعد وباء القرن العشرين، الأمر الذي دفع منظمة القلب الأوروبية منذ بداية عام 2010 إلى تخصيص أيام 8 و9 و10 مايو، للتوعية بالمرض، موضحة أنه ترتفع نسبة الإصابة بهذا المرض كلما تقدم العمر، ومع ذلك يمكن أن يصيب هذا المرض أي شخص في أية سن، حتى إن كانوا من الشباب أو المراهقين. وأشارت الدراسة إلى أن هناك وسائل أخرى بجانب الأدوية، تعالج مرض ضعف عضلة القلب، مثل تركيب منظم لضربات القلب، بحيث يعيد التناغم لقدرته على دفع الدم للأمام. وعن أسباب ضعف عضلة القلب، قال الدكتور محمود حسانين، رئيس شعبة عضلة القلب بجمعية القلب المصرية، إنها متعددة، يأتي في مقدمتها، قصور الشريان التاجي، والإهمال في علاج ارتفاع ضغط الدم، وتلف صمامات القلب، بالإضافة إلى العامل الوراثي. وشدد «حسانين» على أنه ينتج عن ضعف انقباض عضلة القلب عدم قدرته على ضخ الدم، بما يتناسب مع احتياجات الجسم، خاصة القيام بمجهود عضلي، كالركض أو طلوع السلالم، مما يشعر المريض بالإجهاد السريع، وضيق النفس. وأضافت الدراسة أنه «تؤثر بالسلب على قدرة القلب سحب السوائل من أجزاء الجسم، مما ينتج عنه تورم الساقين، والشعور بالاختناق عند الاستلقاء في المساء، وينتج عن ذلك ارتشاح الرئة وامتلاؤها بالسوائل». وأشارت الدراسة إلى أنه كان في السابق التشخيص بمرض ضعف عضلة القلب بمثابة حكم بالإعدام، حيث لم يكن يتوافر أي علاج حتى حدثت ثورة طبية في العقود الثلاثة الأخيرة، بداية من عام 1987، الذي نشر فيه بحث عن نجاح مضادات أنزيم الأنجيوتنسين (ACE- I)، في تقليل الوفيات، بنسبة تقارب ال50% في مرضى يعانون من حالات متقدمة من مرض ضعف عضلة القلب، واعتبرت في حينها بمثابة المفاجأة السعيدة لكل علماء القلب، حيث تعمل الأدوية عن طريق جعل القلب يضخ بطريقة أكثر كفاءة، ومنذ ذلك التاريخ توالت الأبحاث. من جانبه، قال الدكتور حسام قنديل، أستاذ القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة القاهرة، إن السنوات الأخيرة ظهر العقار الرابع من الأدوية المعترف بها عالميًا (إيفابرادين)، الذي يعمل عن طريق خفض سرعة ضربات القلب، موضحًا أنه في الأسبوع الماضي حاز الدواء على اعتراف هيئة الأغذية والدواء الأمريكية (FDA)، بضمه للأدوية التي ينصح بها لعلاج هبوط القلب الانقباضي، وذلك بعد أن أكدت الأبحاث قدرته على تقليل نسبة الوفيات أو الاحتياج لدخول المستشفيات.
