رئيس الوزراء العراقي يطلق مبادرة تعاون بين «الحوزة الشيعية» والأزهر

قال رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادى، إن العاصمة العراقية ستستضيف خلال الفترة المقبلة لقاءات «مصرية- عراقية» مشتركة على مستوى عال، لبحث التعاون في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، وإن هناك طموحًا لتدشين علاقات تكافلية مع مصر في شتى المجالات.
وأطلق «العبادي»، خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية، مساء الأحد، مبادرة بين الأزهر والحوزة العلمية الشيعية في النجف لدعم الاعتدال والوسطية، قائلاً «إننا نسعى إلى دعم التواصل بين المؤسسات الدينية سواء المراجع الدينية بالنجف الأشرف أو الأزهر الشريف، لإطفاء الكثير من النيران التي يحاول أصحاب الفكر المتطرف إثارتها».
وأكد المسؤول العراقي أن بلاده ومصر يشكلان العمق الثقافي والعلمى والتاريخى، كما يواجهان عدوًا مشتركًا هو التطرف والإرهاب اللذان يهددان وجود الأمن ويحاولان الإيقاع بأبناء البلد الواحد، مشيرًا إلى أن الإرهاب يشهد حالة جديدة تتعدى الفكر الهدام أو القتل العشوائي، إلى محاولة تأسيس دول، وهذا تحد خطير وكبير ويحتاج إلى جهود متراكمة ومتكاملة للقضاء عليه.
وكشف «العبادى» عن أن مباحثاته مع القاهرة تناولت سبل تشجيع النظام السورى على التعايش مع المعارضة السلمية، وإنشاء إدارة انتقالية مشتركة للمناطق التي يتم تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» حال نجاح التحالف الدولي في دحره، وذلك لمنع حدوث فراغ، ولعدم السماح لجماعات أخرى أن تحل محل «داعش» في المنطقة، وهو ما يتطلب موقف موحد لدول الجوار والمجتمع الدولي لوقف نزيف الدم والتدمير في سوريا، ولكن بصيغة تضمن عدم حدوث فراغ والتوافق بين الأطراف السورية كافة.
وأكد تطابق وجهات النظر بين القاهرة وبغداد بشأن التعاطي مع الملف السورى وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة المتواصلة منذ 4 سنوات من الصراع المدمر، وأنه لا بديل عن الحل السياسي.
وأضاف «من الممكن تحقيق نصر عسكري وأمني على (داعش) في العراق، وهو ما نعمل على تحقيقه ولكن هذا ليس كافيًا، فالمشكلة جاءتنا من الأراضي السورية، وللأسف فالمجتمع الدولي والوضع الإقليمي سمحا بنشأة المشكلة السورية، التي دمرت أوجه الحياة في سوريا ونجم عنها 11 مليون لاجئ»، واصفًا الوضع هناك ب«كارثة إنسانية، وأرض خصبة للإرهاب الذي اكتوينا جميعا بنيرانه».
وقال رئيس الحكومة العراقية إن الحكومة العراقية تؤدي عملاً دؤوبًا لإحداث تنمية رغم وجود «داعش»، مشيرا إلى أن 16 محافظة من أصل 18 محافظة عراقية تعيش حياة عادية حتى مع وجود «داعش»، ومحافظات الجنوب مثل بغداد وكركوك، ومحافظات كردستان الشمالية لا تشعر بوجود «داعش» أصلاً ولا يؤثر عليها، مؤكدًا أن البلاد تواجه التنظيم الإرهابي، ولكن هذا لا يعني أن هناك حربًا في كل مكان.
وقال إن الإرهاب ليس مشكلة عراقية أو مصرية لكنه مشكلة إقليمية ودولية، مشيرا إلى ما حدث في فرنسا مؤخراً كامتداد مؤسف لظاهرة الإرهاب.
وعن الوضع الداخلي في بلاده قال «يخطئ من يتصور أن العراق يمكن تقسيمه بخطوط طائفية، فلدينا تداخل كبير بين العوائل السنية والشيعية، وهذا التداخل يصعب مع فصل المجتمع، صحيح أن هناك صراعات سياسية أحياناً نتيجة عدم وعى وتجييش خاطئ لمكونات المجتمع، لكن المؤكد أن لدينا اليوم لحمة تم إنجازها، فكل العراقيين يتوحدون اليوم صفاً واحداً في الوقوف ضد (داعش) وتجاوزاتها الخطيرة، كما يتم علاج المشكلات مع إقليم كردستان حول النفط وفقاً لاتفاق تم التوصل إليه».
واختتم بتأكيد أن العلاقات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في بلاده أصبحت «علاقة تكامل» بدلاً من الصراع الذي شهدته في الماضي، وذلك من خلال الإيمان باستقلالية السلطات وتكاملها في الوقت نفسه.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة