علت صيحات الفرح وانهمرت الدموع من أعين الصيادين العائدين، عندما عادوا إلى ديارهم بكفر الشيخ، بعد فرارهم من جحيم الحرب بليبيا، وقال بعضهم إنهم تعرضوا للموت أكثر من مرة، ونطقوا الشهادتين بمجرد وصولهم إلى مسقط رأسهم بقرية برج مغيزل. التقت «المصرى اليوم» بعض العائدين، والذين بلغ عددهم نحو 30 صيادا، بعد غياب استمر لعدة شهور، احتجزوا خلالها بميناء زواره الليبى. وقال محمد خميس، أحد العائدين: «لا أحد يصدق أننا نجونا من هذا الجحيم، لأننا كنا نعتبر أنفسنا فى تعداد الأموات، وكل ما كنا نراه هو تبادل إطلاق النار بين ما يسمى جماعة فجر ليبيا والجيش الليبى بميناء زوارة الليبى، الذى كنا نعمل به بشكل رسمى، وكانت النيران تحيطنا من كل جانب برا وبحرا وجوا، حتى الصواريخ من الطائرات، التى كانت تهز السماء وتحدث الأمواج فى المياه بسبب قوتها، فكانت المراكب التى نهرب لقاعها تغطس بنا بالأمتار فى المياه، وكثيرا ما كنا ننطق الشهادتين لتأكدنا أننا فى تعداد الأموات لا محالة، إلا أننا كنا نفاجأ بأن تلك المراكب تطفو على سطح المياه مرة أخرى وسط تكبيراتنا (الله أكبر الله أكبر) غير مصدقين أننا نجونا، ووسط هذا كله لم يكن لدينا مجرد أمل فى العودة لتراب بلدنا». وأضاف باسم الشامى، أحد العائدين: «سافرنا لليبيا للصيد بطريقة رسمية بعد أن نضبت الأسماك من بحيرة البرلس والبحر المتوسط، فلم تتركنا الحرب الأهلية بليبيا هى الأخرى فى حالنا، وبسبب تلك الحرب فوجئنا وغيرنا من مختلف محافظات مصر بأننا محاصرون بسبب النيران الكثيفة، وكأننا فى جهنم». وأشار أيمن الغرباوى، من العائدين، إلى أنهم كانوا يعملون فى ليبيا بصورة رسمية، والبعض هناك من شهر والبعض الآخر من 6 شهور، والجميع يعملون بمراكب صيد بميناء زوارة، أملا فى إيجاد دخل محترم لأولادنا بعد أن بخلت علينا الحياة فى مصر، ولكن تلك الحرب الشرسة بين مم يطلق عليهم الثوار، «فجر ليبيا» من طرف والجيش الليبى من طرف آخر، حولت الميناء لجحيم وكأننا فى جهنم، وكنا نفاجأ بالنيران تخرج من المياه نفسها، ومن كل صوب، حتى الطائرات تقذف الصواريخ دون تمييز، ولم نستطع عمل أى شىء سوى الهروب لقاع مراكب الصيد وتسليم أمرنا لله ونطقنا الشهادتين ولم نصدق أننا سنعود لأولادنا مرة أخرى، إلا أن أصحاب المراكب قالوا لنا من يستطع الهروب فليهرب بحياته، وانتظرنا الفرصة، وهربنا بهذا المركب، وأثناء رحلة العودة تعرضنا لكل أساليب إطلاق النار حتى نجونا بأعجوبة، ووصلنا إلى وطننا مصر. وطالب أحمد عبده نصار، نقيب الصيادين بكفرالشيخ، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتدخل بتشكيل لجنة لبحث أساس مشكلة الصيادين بتلك القرية، والبحث عن بدائل لتوفير مصدر رزق لهم. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
