ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن هناك 3 أهداف رئيسية لابد من التركيز عليها في مؤتمر «جنيف 2»، الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الروسي، سيرجي لافروف سبتمبر الماضي. أوضحت أن هذه الأهداف هي تشكيل فريق اتصال دولي دائم، للتهدئة بين الأطراف الإقليمية المتنازعة، ثم تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وأخيرًا إقرار فكرة المباحثات بين طرفي النزاع، أي نظام الرئيس بشار الأسد، والمعارضة. وأوضحت أن تشكيل فريق اتصال دولي دائم، يضم أهم اللاعبيين الإقليميين، الذين يتدخلون بشكل غير معلن في الصراع السوري، ويلعبون دورا كبيرًا في إشعاله من خلال تقديمهم الدعم المادي للطرفين، ومن ثم فإن تهدئة الصراع وتحقيق السلام يتطلب التواصل مع هؤلاء الفاعلين. وأضافت المجلة أن الهدف الثاني يتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، واعتبرته ضروريًا كونه يجرد «الأسد» من أداة سياسية يستغلها في الحرب الدائرة، وكونه بديلا مناسًبا يستطيع الغرب تقديمه في الوقت الحاضر لتعويض عجزه عن تشكيل معارضة دولية شاملة مترابطة لديها الاستعداد والقدرة على بسط نفوذها لحل الأزمة، وبالتالي فإن المساعدات قد تخلق أوضاعًا إنسانية أفضل، أو تحدث شقاقًا داخل المعسكر المؤيد ل«الأسد». وأردفت أن ثالث الأهداف هو إقرار فكرة المباحثات بين طرفي الصراع السوري، ذلك أن المباحثات بين الطرفين لا ينبغي أن تنتهي بانتهاء المؤتمر، بل أن تستمر، ذلك أن تبني فكرة المباحثات سيساعد على المضي قدمًا في جهود وقف إطلاق النار في الداخل، وهو المطلوب في الفترة المقبلة لوقف التصعيد، وبعدها يتعين على راعي المؤتمر أن يجعلوا من «جنيف 2» مقرًا لمباحثات قادمة مستمرة، بما يجعله مركز قوة يلجأ إليه معارضو النظام. وأشارت المجلة إلى أن الصراعات الدائرة داخل سوريا على مدار 3 سنوات كانت سببًا في تأزم الوضع السياسي بين الحكومة والقوى الثورية، وتدهور الأوضاع الإنسانية أيضًا، متمثلة في ازدياد عدد اللاجئين، والمهجرين في الداخل، وتفاقم أزمة نقص الموارد في بعض المناطق. ولفتت المجلة إلى بعض الانتقادات التي وُجهت لمؤتمر «جنيف 2» باعتباره «فاعلية لا طائل منها، قد تمنح الرئيس السوري بشار الأسد الوقت الكافي لكسب شرعية سياسية ودبلوماسية، وكذلك كسب ساحة جديدة يمكنه الاشتغال عليها لترسيخ حكمه». وعلقت أنه برغم منطقية الانتقادات، فإنه مع تسليم القوى الغربية بعدم وجود خيارات عسكرية مناسبة، وبأن نظام «الأسد» لن ينهار ولن يُسلم، يصبح المؤتمر وسيلة مناسبة لتحقيق التقدم على صعيد حل الأزمة السورية، ووقف التصعيد الذي يليه إحلال السلام، وبالتالي فهو يستحق الانعقاد.