اندهشت من الهجوم الشديد الذى يشنه د. عبدالله النجار، أستاذ القانون، فى عموده «قرآن وسنة» بجريدة الجمهورية، على د. سعدالدين هلالى، أستاذ الفقه المقارن، وقد كتبت مرات عديدة عن د. سعد هلالى وقلت إنه مفكر إسلامى يحتاجه هذا العصر، وقدمت نصيحة متواضعة للمهندس أسامة الشيخ طالباً منه تخصيص وقت أسبوعى لهذا الفقيه الموسوعى، الذى يتمتع بسماحة ورحابة صدر ومرونة وسعة إطلاع وسرعة بديهة وذاكرة حاضرة مؤهلة للرد على كل الخرافات المتطرفة والتيارات المتشنجة التى شوهت صورة الاسلام، لذلك كنت مندهشاً من هذا الهجوم المتواصل على عدة حلقات فى الجمهورية بألفاظ وعبارات أربأ بالأستاذ المحترم د. النجار أن يكتبها تحت عنوان «قرآن وسنة»، وهو عنوان له جلاله واحترامه، وبالطبع لا يمكن أن أفسر هذا الهجوم بأنه من قبيل الغيرة، لأن د. النجار بلغة الشاشة شبعان تليفزيون وشبعان ظهور، ولذلك فشلت فى تفسير سبب هذا الهجوم على د.سعد وهو رجل عف اللسان غير استعراضى عميق التدين. يصف الدكتور النجار فى عموده د. سعد هلالى بأنه «أحد المتحدثين المفروضين على الناس أسبوعياً فى برنامج (مصر النهارده) دون أسباب معروفة ويصر من يقدمونه على أنه اكتشاف العصر ومعجزة الزمان »!، والسؤال: هل الدكتوراة فى الفقه المقارن ليست سبباً معروفاً؟، وهل الجائزة التى نالها د.هلالى من الرئيس مبارك على أبحاثه وكتبه ليست سبباً معروفاً؟، وهل علم الرجل الغزير وفكره المنظم ليس سبباً معروفاً ومؤهلاً للحديث فى التليفزيون؟، وهل لابد أن يأخذ د. هلالى تصريحاً كل مرة من د. النجار لكى يظهر فى تليفزيون الدولة الرسمى؟، ولم أتذكر أن الإعلامى محمود سعد قد ذكر فى تقديمه للدكتور سعد بأنه معجزة الزمان، ثم يعود د. النجار واصفاً حديث د. هلالى بأنه «هذا الغثاء الذى لا يقوله طالب علم مبتدئ» ويضيف «لفظة سفيهة صدرت من شخص يراد فرضه على الإنسان وهو لا يحسن اختيار ألفاظه»، هذا غيض من فيض، وبعض الكلمات التى انتقيتها من إحدى المقالات التى هاجم فيها د. النجار رفيق جامعته ابن الأزهر د. سعد هلالى على تلفظه بعبارة «إحنا موظفين عند ربنا فى البرنامج»!. لا أعرف لماذا انزعج د. عبدالله النجار، وهو الرجل الذى درس الفقه والقانون واللغة وأتقن علومها، من هذه العبارة السابقة التى لا تعنى إطلاقاً موظف القطاع العام الذى يمضى الحضور والانصراف وياخد إجازات عارضة ويشتكى رئيسه.. إلخ، كيف فات على الدكتور عبدالله، وهو أستاذ جليل، أن عبارة وظائف اليوم والليلة هى اصطلاح فقهى وعنوان لكتب كثيرة منها كتاب الإمام السيوطى وتطلق على الصلوات الخمس؟!، يعنى الصلوات اسمها وظائف بدون أدنى إهانة أو خدش لقداسة الله على الإطلاق، وعندما أقول أنا موظف لى راتب أى عمل متكرر، ومنها اشتقت السنن الرواتب.. إلخ، إذن الدكتور سعد لم يقصد سخرية يا دكتور عبدالله ولم يكن كلامه غثاء أو سفاهة، كما ذكرت حضرتك فى مقالك الذى لم تحدد فيه الاسم ولكنك رسمت وحددت الشخصية بالرمز والتلميح.قالوا قديماً إن اختلاف الفقهاء رحمة، لكن الاختلاف شئ والتربص شئ آخر، أنتظر إجابة من د. عبدالله النجار. [email protected]