اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    لبنان.. تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    نحو 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعتين    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    طعنة نافذة تُنهي حياة شاب وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    مصرع شاب بطعنة نافذة وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايتي مع الإخوان وقصة الوسط ... أبو العلا ماضي
نشر في المصريون يوم 04 - 01 - 2006

فى لقاء لم أكن أعرف أنه مرتب من قناة "أوربت" يوم الاثنين الموافق 26/12/2005 طلبوا مني أن أعلق على خبر إرسال إنذار على يد محضر لمرشد الأخوان الحالي الأستاذ/ محمد مهدي عاكف تليفونياً. قلت ما حدث فى حوالى دقيقة واحدة ففوجئت بالمقدم لأستاذ/ جمال عنايت يقول معنا على الهاتف أيضاً فضيلة مرشد الأخوان الأستاذ/ محمد مهدي عاكف ليسأله عن ما رأيك فيما قاله المهندس/ أبو العلا ماضي، فعاد لأستاذ/ عاكف ليردد نفس المقولات غير الدقيقة وغير الصحيحة (لاحظ عبارة غير الدقيقة وغير الصحيحة لأننا سنعود إلها كثيراً). لم أتحدث طوال مكالمته التى كما قلت فوجئت بها ونحن على الهواء على التليفون فعاد الأستاذ/ جمال عنايت ليسألنى ما رأيك فيما قاله فضيلة المرشد، فقلت أن هذا الكلام غير دقيق وغير صحح ولم أكمل كلامى حيث دخل الأستاذ/ عاكف غاضباً فى الحديث وصب جام غضبه علي ولم يمكني من أكمال حديثى رغم محاولات الأستاذ/ جمال عنايت فى إقناعه بالانتظار حتى أكمل كلامي لأن هذا من أبسط قواعد احترام الرأى الآخر والديمقراطية فلم يفلح، وكان من أقسى الكلمات التى وجهها إلى الأستاذ/ عاكف بأنني "كاذب" وأغلق الهاتف دون أن يعطينى فرصة لأكمل كلامي وهو على الخط ليسمعني ويرد علي، وطلب منى الأستاذ/ جمال الرد فرددت بهدوء ولم أنفعل رغم غضبي الشديد وحزني الأشد وقلت أننى احترمت الأستاذ/ عاكف ولم أذكر اتهاماً يعيبه بل قلت لعل السن وهو قد تجاوز ال77 من عمره قد أثر على ذاكرته ولم أتهمه بالكذب كما أتهمني وانتهيت من تعقيبى الهادئ في أقل من دقيقتين، وجاءني بعدها مكالمات عديدة لمن شاهدوا هذه الحلقة فمنهم رجل فاضل أغلق التليفزيون فى وجه الأستاذ/ عاكف غضباً من ما فعله معى وكثيرون قالوا بالنص لقد كسبت أنت وخسر هو كثيراً ممن شاهد هذا الموقف. والحقيقة أن الكاتب الأستاذ / عادل حمودة رئيس تحرير "الفجر" كان قد طلب مني قبل هذه المداخلة بساعات كتابة مقال عن ما جرى أوضح فيه للرأى العام الموقف وطلبت أمهالى إلى الغد لأرد على هذه الفكرة (فكرة كتابة مقال عن الموضوع) وبعد هذه المداخلة تذكرت حديث النبى صلى الله عليه وسلم حين سُأل أيكون المؤمن جباناً (خائفاً) قال نعم: ثم سُأل أيكون المؤمن بخيلاً قال نعم: ثم سُأل أيكون المؤمن كذاباً قال: لا؟ فالنبى صلى الله عليه يتحدث عن المؤمن بأنه يُحتمل أن يكون جباناً أى خائفاً ويحتمل أن يكون بخيلاً لكنه أبداً لا يمكن أن يكون كذابّ فهذا ينفى عنه تمام الإيمان وبالطبع لا ينفى عنه الإسلام. تذكرت هذا الحديث بعد هذه المداخلة التليفونية، وكنت قد كتبت مقالاً صغيرا ًفى جريدة "المصريون" الإلكترونية فى صباح نفس هذا اليوم الاثنين الموافق 26/12 عن الموضوع بعنوان "مرشد الأخوان والشتيمة" وعلقت بإيجاز عن حديث الأستاذ/ عاكف الذى فجر الأزمة الأخيرة قبلها بأسبوع أى يوم الاثنين الموافق 19/12/2005م فى قناة "المحور" وأخبرت القراء الأعزاء بأن هذه أول مرة أكتب فيها عن هذا الموضوع الذى تحدثت عنه كثيراً فى مقابلات تليفزيونية أو صحفية لكنى لم أكتب فيه مقالاً بخط يدى ، وكانت هذه المقالة صغيرة جداً ومختصرة جداً وقلت أننى لن أتحدث باستفاضة عن هذا الموضوع إلا مضطراً، ووجدت فى ما ذكره وفعله معى الأستاذ/ عاكف فى نفس المساء على قناة "أوربت" مبرراً كافياً لأن أتحدث بتفصيل أكثر عن الموضوع وخلفياته بالقدر الذى يتسع فيه "مقال" وليس "كتاب" عن أحداث أظن أن كتابا ًواحداً قد لا يكفيها ولعلى أجد أيضاً الوقت والتوقيت المناسبين لكتابة مثل هذا المشروع فى المستقبل القريب بأذن الله. من أين تبدأ الحكاية: لقد علمتنى الحياة إلا أنظر إلى القشور أو إلى المشهد الأخير من الأحداث، فلابد من الذهاب إلى العمق وإلى الجذور وإلى الخلفيات التاريخية، لأن ما يجرى اليوم هو نتاج لزمن سابق وهو ثمرة لزرع تم قد تقدرمدته بعشر سنين أو عشرين سنة أو يزيد، فبالنسبة لكاتب هذه السطور الأحداث تبدأ منذ حوالى 28 سنة أو يزيد قليلاً هى عمر مشاركتى فى الحركة الإسلامية بكافة مراحلها , فى هذه الفترة منذ بدأت الحركة الإسلامية الحديثة كحركة طلابية، بدأت على استحياء فى بدايات عام 1973 ثم قويت فى نهاية السبعينات أو منذ عام 1976 وحتى أحداث التحفظ الشهيرة فى 3 سبتمبر عام 1981، ولقد التحقت بالجامعة (جامعة المنيا فى صعيد مصر) عام 1976 وبدأت علاقتى بالحركة الطلابية الإسلامية فى عامى الدارسى الأول فى الجامعة أى فى أوائل عام 1977 حيث كنت طالباً متفوقاً فى العام الدراسى الأول لى بكلية الهندسة وما انتهى العام الدراسى الأول حتى التحقت بالمخيم الإسلامي الطلابى الذى نظمته هذه الحركة الطلابية التى كانت تسمى الجماعة الإسلامية (وهى غير الجماعة الإسلامية التى تحولت إلى تنظيم مسلح منذ نهاية عام 1980 وقامت بأحداث عنف منذ ذلك التاريخ حتى حدوث مراجعاتها التي بدأت ببيان وقف العنف عام 1997 ثم كتب المراجعات التى صدرت فى يناير عام 2002 وما بعدها). بعد المخيم كنت واحداً من قيادتها حيث أنها كانت ومازالت في مرحلة التشكيل فى جامعة المنيا , وقمنا بنشاط دعوى وطلابى فى بداية العام الجديد وقمنا باستقطاب عدد كبير من الطلاب حتى جاءنا فى زيارة د. عبد المنعم أبو الفتوح وكان وقتها رئيساً لاتحاد طلاب جامعة القاهرة ليقنعنا بضرورة الدخول فى انتخابات اتحاد الطلاب فى الجامعات وقد كانت فى هذا العام قد انتخبت رئيسا لاتحاد طلاب كليتى (كلية الهندسة) ثم رئيسا لاتحاد طلاب جامعة المنيا, وفى نوفمبر عام1977 كسبت الحركة الطلابية الإسلامية اتحادات الطلاب فى 8 (ثمانى) جامعات من أصل (12 جامعة) فى ذلك الوقت وخضنا معركة مع الدولة لإتمام انتخابات اتحاد طلاب الجمهورية حتى تم ذلك فى أكتوبر عام 1978 متأخرة عن موعدها القانوني الذي كان في مارس 1978 حيث فازت الحركة الطلابية الإسلامية بغالبية مقاعد اتحاد طلاب مصر وكنت يومها النائب الأول لرئيس اتحاد طلاب مصر، ودخل هذا الاتحاد فى مصادمات مع نظام الرئيس السادات كان أشهرها موضوع استضافة شاه إيران فى مصر واتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، والتى نظمنا إضراباً يوم التوقيع فى الجامعة (المنيا) وأصدرنا بياناً باسم اتحاد طلاب مصر بعنوان "موقفنا من إسرائيل"، فتم اعتقال بعض القيادات الطلابية وخرجت مظاهرات فى جامعة المنيا وأسيوط وتم صدام مع أجهزة الأمن، ثم تم اعتقالى مع مجموعة من قيادات الحركة الطلابية الإسلامية لجامعة المنيا فى سجن المنيا عام 1979, حيث تناقشنا خلالها طويلاً كاتب هذه السطور مع الأخ المهندس/ محى الدين عيسى فى ما هو موقفنا من المستقبل؟ مستقبل الحركة الإسلامية التى كانت طلابية ثم بدأت تتحول إلى حركة شعبية حين ألغى الرئيس السادات لائحة اتحاد الطلاب التى صدرت عام 1976 وضيق على حركتنا فى الجامعات وذهب هؤلاء الشباب إلى المساجد فى المدن والقرى فأنضم غير الطلاب للحركة الإسلامية وتحولت إلى حركة شعبية، ولكن ظل السؤال الملح هل نحن (أي هذه الحركة التي ليست تنظيماً ولكنها أشبه بالتيار غير المنظم) سنظل بهذا الشكل أم ننشأ أو ننضم إلى تنظيم قائم؟, وكان زميلنا/ كرم زهدى يحاول أن يقنعنا بضرورة إنشاء تنظيم إسلامى جديد يكون فيه جناح مسلح يكون هو المسئول عنه، فرفضنا ذلك بقوة بل وسخرنا من هذه الفكرة وكان البديل السلمى للعمل من خلاله هى "جماعة الأخوان المسلمين" . وكان الأستاذ/ مصطفى مشهور كثيراً ما يزورناً فى المنيا ويمكث ويبيت معنا ويشاركنا الطعام والكلام فى محاولة مستميتة لضمنا للإخوان، لكننا كان لدينا ملاحظات كثيرة واعتراضات بالرغم من قناعتنا بأنه البديل الوحيد السلمى المعتدل والمناسب فى ذلك الوقت لكن الذي حسم ترددنا هو انضمام مجموعة من قيادات الحركة الطلابية الإسلامية فى القاهرة وأماكن أخرى فى وجه بحرى قبلنا وإقناعهم لنا بأفضلية هذا الخيار وبالطبع كان على رأس هؤلاء د. عبد المنعم أبو الفتوح الذى قدم للإخوان خدمة عمرهم فى العصر الحديث (والعجيب أن البعض منهم يتنكر لهذا الدور) فقررنا (كاتب هذه السطور والمهندس/ محى الدين عيسى) الإنضمام للإخوان ونحن فى سجن المنيا عام 1979 ، وقد كان ولم يكن يعلم باقى شركائنا فى السجن بهذا القرار وبالطبع منهم كرم زهدى صاحب فكرة إنشاء تنظيم جديد يكون له جناح مسلح، طبعاً عملنا بجد لضم مئات أن لم يكن آلاف للإخوان سواء فى محافظتنا المنيا أو فى كل الصعيد وكنا نفعل هذا ونحن مقتنعون بصواب اختيارنا ولم نكن مترددين فى ذلك الوقت، وخاصة أننا وجدنا صدراً حنونا ًومحباً وعقلاً راجحا هو الأستاذ/ عمر التلمسانى مرشد الإخوان فى ذلك الوقت، وحين علم الزملاء الذين كانوا يريدون إنشاء تنظيم جديداً يكون له جناحاً مسلحاً بقرار انضمامنا للإخوان وكان ذلك فى عام 1980 وكنت أيضاً فى السجن مع المهندس/ محى الدين عيسى لمدة شهرين أيضاً لنشاط متعلق بمظاهرات وأحداث جديدة فى المنيا، قرر كرم زهدى ومن إقنعهم بهذه الفكرة بناء تنظيم جديد يتبنى التغير بالقوة (أو بالعنف) ودخلوا معنا فى صراعات كثيرة فى المنيا حول السيطرة على المساجد وحول تنازع الأفراد (اللذين كانوا فى الكيان الهلامى غير المنظم والذى كان اسمه الجماعة الإسلامية أصلاً) فأنقسم الشباب والأعضاء إلى مجموعتين مجموعة معنا وهى الأكبر عدداً وانضمت للإخوان والمجموعة الأخرى انضمت لكرم زهدى وحافظ على أسم "الجماعة الإسلامية" لكن وضع لها شعاراً آخر وهو مصحف يخرج منه سيف واحد وتحته شعار "قاتلوهم حتى لا تكون فتنه". فى حين أننا أيضاً كنا نستعمل أسم "الجماعة الإسلامية" مع وضع شعار الإخوان وهو سيفان متقاطعان بينهم مصحف وشعار الله أكبر ولله الحمد وبعد فترة تمت فيها ممارسات سلبية للجماعة الإسلامية الجهادية فى الصعيد فقررنا التخلى تماماً عن اسم "الجماعة الإسلامية" واستمعال اسم"الإخوان المسلمين" بشكل مباشر. وما أن كدنا نفرغ من هذا الصدام حتى حدثت أحداث التحفظ الشهيرة فى سبتمبر عام 1981 ودخل الجميع السجن وبدأت مرحلة جديدة. مرحلة ما بعد أحداث عام 1981م – حتى عام 1986م (مرحلة البناء والإنتشار): خرج الإخوان من السجن بدءا من أوائل عام 1982 وخلاله وكنت قد دخلت السجن متأخرا نظرا لاختفائي منذ قرار التحفظ في سبتمبر 1981 حتى أغسطس 1982 فخرجت من السجن في مارس 1983، وقاد عبد المنعم أبو الفتوح إعادة تنظيم الإخوان بعد السجن بتشجيع من المرحوم عمر التلمساني, وانطلقنا جميعا معه بهمة عالية وتم في هذه الفترة عقد إتفاق تاريخي بين المرشد الأسبق الأستاذ عمر التلمساني ورئيس وزعيم حزب الوفد الأسبق الأستاذ فؤاد سراج الدين على دخول عدد من الإخوان على قوائم حزب الوفد في انتخابات مجلس الشعب في عام 1984 وكان قرارا فيه تحول تاريخي للإخوان، لأن الإخوان لم يكونوا يشتركون في انتخابات البرلمان في أي مرحلة من مراحلهم بشكل جماعي ولكن فقط كان هناك محاولتان فرديتان للأستاذ حسن البنا في الأربعينيات من القرن الماضي واحدة فيها لم يوفق والثانية تراجع بعد اتفاق مع الأستاذ / مصطفى النحاس زعيم الوفد ورئيس الوزارة في ذلك الوقت وحقق بهذا التراجع حسن البنا مكاسب كبيرة لحركته، ثم في السبعينيات ترشح أفراد وكان لهم صلة بالإخوان بشكل فردي أيضا أمثال الأستاذ حسن الجمل والشيخ صلاح أبو إسماعيل، لكن قرار الترشيح في هذه المرة كان قرار جماعيا وبمشاركة جماعية فهو لذلك قرار تاريخي، وفي عام 1984 شارك الإخوان لأول مرة بمبادرة أيضا من د. عبد المنعم أبو الفتوح في انتخابات نقابة الأطباء والتي فاز فيها بمعظم مقاعد التجديد النصفي في ذلك الوقت وأختير د. عبد المنعم أبو الفتوح كأمين عام مساعد لنقابة الأطباء, وفي عام 1985 شاركت مع مجموعة من الإخوان بعد اتصال تم مني لد. عبد المنعم أبوالفتوح أيضا وقمت بالترتيب مع مجموعة من إخواني لانتخابات نقابة المهندسين التي شارك فيها الإخوان بقائمة حازت على أغلب مقاعد التجديد النصفي أيضا (لكنه كان في الحقيقة تجديد لثلث المقاعد فقط) ثم بعد ذلك حصل الإخوان على أغلبية النصف الثاني لنقابة الأطباء عام 1986 وحصلنا نحن في نقابة المهندسين على أغلبية الثلثين الباقيين في عام 1987, ومنذ ذلك التاريخ أي عام 1986 للأطباء وعام 1987 للمهندسين ظل مجلس النقابة العامة أغلبية حتى الآن في الأطباء وحتى عام
1995 أغلبية في المهندسين حتى تاريخ فرض الحراسة المشئومة على هذه النقابة العريقة. وفي نفس هذه الفترة عاد الإخوان وبإشراف مجموعة من الجيل الجديد إلى الجامعات المصرية وبقوة لتعود السيطرة على كثير من اتحادات الطلاب بالجامعات طبعا بعد إلغاء لائحة عام 76 وإلغاء اتحاد طلاب مصر, ورأس اتحاد طلاب جامعة القاهرة في هذه الفترة مرة د . أحمد عبد الله (الطبيب) ومرة الأستاذ / عصام سلطان (المحامي) وأحد مؤسسي الوسط، وأيضا في هذه الفترة سيطر الإخوان على أغلب نوادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وبدءوا بجامعتي القاهرة وأسيوط ورأس نادي أعضاء هيئة التدريس في جامعة أسيوط د. محمد حبيب (نائب المرشد الآن). إذا لهذه الفترة منذ انتهاء أحداث عام 1981 حتى عام 1986 كانت فترة انطلاق وإعادة بناء لجماعة الإخوان المسلمين من جديد بشكل لا يقارن إلا بفترة انطلاق وإنشاء الجماعة في أول فترة على يد الأستاذ / حسن البنا منذ عام 1928 حتى عام 1938 ولكن الأجل وافى الأستاذ / عمر التلمساني المرشد الذي قاد هذه التحولات الهامة وتوفي رحمة الله عليه في شهر مايو 1986. مرحلة منذ عام 1986 حتى عام 1996 (مرحلة الصراع من أجل التطوير ثم إنشاء حزب الوسط): بعد وفاة المرحوم / عمر التلمساني عادت قيادات كانت قد خرجت هربا من أحداث التحفظ وما تلاها من اعتقالات في نهاية عام 1981 مثل الأستاذ مصطفى مشهور الذي أقام بين الكويت وألمانيا ود. محمود عزت الذي أقام بين اليمن ولندن وكذلك المهندس خيرت الشاطر الذي تنقل أيضا ً بين اليمن ولندن كما عادت قيادات لم نكن نعرفها من قبل (والضمير يعود على كاتب هذه السطور وكثير من أقرانه) وهم المستشار مأمون الهضيبي الذي كان يعمل مستشارا لوزير الداخلية السعودي الأمير نايف والأستاذ / محمد مهدي عاكف الذي كان يعيش قبل عودته في ألمانيا مترأسا مركزا إسلاميا هناك بعد أن عمل فترة في السعودية أيضا, بعد عودة هذه المجموعات بدا أن هناك ترتيبا يجري بينهم على تحجيم الأجيال التي تقود العمل الفعلي من الجيل الوسيط داخل الإخوان اللذين ذكرتهم على حساب هذا الجيل الذي يتكون من رجال النظام الخاص (وهو جناح سري أنشأه البنا ليقوم بالأعمال المسلحة وينسب إليه أعمالا فدائية تمت في قناة السويس كما ينسب إليه الإغتيالات السياسية لخصوم الإخوان أمثال الخازندار والنقراشي وأشياء أخرى) ومجموعة 65 (وهي المجموعة التي اتهمت في تنظيم الأستاذ/ سيد قطب عام 1965) وبعض من أرتبط بهؤلاء وهؤلاء. ففي الوقت الذي أكتشف فيه التيار الذي أطلقنا عليه التيار الإصلاحي الذي كنا ننتمي إليه اكتشف مشكلات ضخمة داخل الجماعة وحاول جاهدا حلها وتطوير الجماعة تطويرا شاملا تصدى التيار الثاني الذي أشرت إلي رموزه لمقاومة هذه المحاولات بكل قوة. والحقيقة أن الأمثلة لهذه المشكلات والمعارك الخفية كثيرة وتحتاج لمكان متسع (لعلها تكون في كتاب كما ذكرت). وتكرر الصدام في مواقف حاسمة وبينما انشغل رموز التيار الأصلي بالاحتكاك والتفاعل مع المجتمع كله خارج الإخوان، أهتم رموز التيار التقليدي بالسيطرة على مفاتيح الجماعة ومراكز صنع القرار فيها. وكان من أهم المحطات في هذا الصراع قضية الوجود القانوني للإخوان وأهمية التحول إلى حل مشكلة الوجود القانوني وكان أنسب شكل لهذا التحول من وجهة نظر التيار الإصلاحي هو الحزب السياسي، فكنا حين نضغط لهذا الأمر يقوموا بامتصاص الضغط بالموافقة على تشكيل لجنة لإعداد مشروع وقبل أن ننتهي منه يقوموا بإفشال الموضوع وإرجائه أو إعادة النظر فيه من جديد وتعطيله، حتى تأكد لدينا أن التحول نحو الوجود القانوني ليس لمصلحة القيادات المتنفذة في الإخوان ، وشعرت أنا شخصيا بفقدان الأمل في تغيير الأوضاع داخل الجماعة وخاصة بعد أخر انتخابات داخلية تمت في يناير عام 1995 وكانت نسبة التغيير في قيادات مكتب الإرشاد هي صفر % وعلمنا أن هذه النتيجة سبقتها تحركات وترتيبات لتكون بهذا الشكل, وبعد فترة ليست طويلة قدمت استقالتي لأحد القيادات المهمة في الجماعة ممن يعملون للإصلاح فرجاني أن أوجلها ولو لستة أشهر كان ذلك قبل تقديم مشروع حزب الوسط بل ورجاني أن أترشح في انتخابات مجلس الشعب في القاهرة أو الجيزة لأن الإخوان خائفين من الترشيح في هذه الانتخاباتحتى لا يحولوا لمحاكمات عسكرية فبعد رفضي بقوة الترشيح في هذه الانتخابات في بلدي المنيا لاحتجاجي على الأوضاع في الجماعة ولاحتجاجي على طريقة إدارة المستشار مأمون الهضيبي للنواب في برلمان عام 1987 وافقت كنوع من الشجاعة ولتثبيت الخائفين من الإخوان في هذه الانتخابات وكان ترشيحي في الدائرة رقم (24) بالقاهرة (حلوان) أمام وزير الإنتاج الحربي في ذلك الوقت د. / محمد الغمراوي داوود. وبعد هذه الانتخابات وبعد المحاكمات العسكرية التي تمت لعدد كبير من قيادات الجماعة وغياب الرؤية الاستراتيجية وعدم قبول أي تطوير فكري أو سياسي أو إداري، اجتمعت مجموعة منا وقررنا إنشاء حزب سواء وافقت قيادات الجماعة أو رفضت وإن كان طلب واحد من الحاضرين وهو قيادة الآن في الجماعة إبلاغ أحد المسئولين من باب الاعذار وليس من باب انتظار الموافقة وقد كان ، كما اقترح بعض الأخوة إبلاغ الأستاذ مهدي عاكف بهذا الأمر فذهبنا إليه في منزله وأبلغناه وأبدى ترحيبه وموافقته على فكرة إنشاء حزب (لاحظ أننا أخذنا القرار بشكل قاطع قبل أن نزور الأستاذ مهدي عاكف وحينما علم الأستاذ عاكف لم يكن يعرف أي تفاصيل حتى انتهينا من التقديم فلم يكن يعرف أسم الحزب ولا برنامجه ولا مؤسسيه ولا حتى من هو وكيل المؤسسين) فهو يعرف أننا سنقوم بعمل الحزب دون أي تفاصيل. وبالتالي لم يكن هناك ونحن نعرف بيقين أي قرار من المكتب (مكتب الإرشاد) بهذا ولم ُيفوض الأستاذ عاكف بهذا الأمر كما يقول الآن ودليلي القاطع قصة أذكرها الآن لأول مرة. فنحن كنا نخشى من طرفين يعطلان لنا محاولة إنشاء الحزب الطرفان هما مكتب الإرشاد ومباحث أمن الدولة, فسعينا سعيا حثيثا على أن لا يدرك أي من الطرفين أي معلومة قبل التقديم الرسمي حتى لا يعطلانا وكل له وسائله في التعطيل ، حتى وقعت هذه الواقعة التي كما قلت تحسم مدى معرفة مكتب الإرشاد بالأمر أم لا، فقد دعا قيادات الجماعة وتحديدا المرشد الأسبق الأستاذ مصطفى مشهور ونائبه المستشار مأمون الهضيبي رؤساء الأخوان بالمحافظات وهم ُيسمون رؤساء المكاتب الإدارية في محافظات الصعيد لمتابعة أمور الإخوان في هذه المحافظات وتم هذا الاجتماع في الأسبوع الأول من يناير عام 1996 وقبل تقديمنا الرسمي للحزب بأيام (ميعاد التقديم كان 10 / 1 / 1996) وكان ذلك في المكتب الكائن 1 ش جول جمال بالألف مسكن وهو كان مقر انتخابي للأستاذ / محمد مهدي عاكف بعد غلق مكتب الإخوان الرئيسي 1ش سوق التوفيقية بوسط القاهرة بعد حكم المحكمة العسكرية العليا بغلقه ، وفي أثناء هذا الاجتماع سأل أحد هؤلاء الرؤساء للمكاتب الإدارية في المحافظات الأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ الهضيبي وكان قد علم بأن هناك حزب يجرى الإعداد له وتُجمع له توكيلات سألهما ما هي أخبار الحزب، فقالوا أي حزب، فقال الحزب الذي يعمله الإخوان , فقالا لا يوجد حزب يعمله الإخوان، فعاد يسأل الحزب الذي يعمله أبو العلا ماضي ، فردا بغضب (الأستاذ مشهور والأستاذ الهضيبي)، هذا غير صحيح ولا تقوموا بعمل توكيلات له ومن عمل توكيلات لا يسلمها له ، والطريف أن أحد الحاضرين من هؤلاء الرؤساء كان متفق معنا ويعلم أننا نعمل الحزب بغير موافقتهم وعازمين على عدم إبلاغهم ، فخرج من الاجتماع مسرعا لي في مكتبي ليحكي لي ما حدث بل ويعطيني التوكيلات التي جمعها هو بمعرفته مخالفا تعليمات المرشد ونائبه وطبعا مازحا أن لا أبلغ أحد بهذا الأمر وقال أسرعوا لأنهم عرفوا وسيرسلون لكم ليوقفوكم". فأبلغت إخواني بذلك وخاصة د. محمد عبد اللطيف (سكرتير عام اتحاد الناشرين المصرين الآن) بذلك وقررنا أن لا نبيت في منازلنا ونسرع في التقديم, وبالفعل أرسل الأستاذ مصطفى مشهور لي عدة رسائل وطلبات عاجلة لمقابلته ونفس الشيء لد. محمد عبد اللطيف فلم نذهب حتى قدمنا الطلب رسميا يوم 10 / 1 / 1996, فذهبت بعدها لمقابلته فتحدث لي حوالي ساعة لكي يقنعني بعدم التقديم للحزب لأنه عرف بالصدفة إنني أجمع توكيلات ولا يوجد قرارمن مكتب الإرشاد بعمل حزب ولا يجب أن تقدم هذا الطلب , ففاجأته بأننا قدمنا فعلا فصُدم ثم تماسك وقال سننظر في الأمر, كما أرسلت نسخة من البرنامج والأوراق إلى الأستاذ عاكف بعد التقديم. تبقى نقطة ذكرها د. جمال حشمت في مداخلته في برنامج العاشرة مساءا حين مناقشة هذا الموضوع مساء الاثنين 26 / 12 / 2005 ليدلل على أن هذا الحزب كان بقرار من قيادة الجماعة بأنه ُطلب منه وهو كان مؤسسا في الحزب أن يعمل توكيلا من خلال القنوات التنظيمية للجماعة ليبني علي هذا الاستنتاج أن هذا معناه أن الجماعة بقيادتها هي التي رتبت هذا الأمر. والحقيقة أن هذا الكلام أيضا غير دقيق مع أن د. جمال قد يكون معذور لأنه لم يكن من قيادات الحزب ولا من المجموعة التي رتبته من الألف إلي الياء, ولكن الذي حدث أننا طلبنا من شخص واحد في كل محافظة من التي جمعنا منها توكيلات تربطنا به صلة شخصية قوية بأن يقوم بهذا الدور بدون علم الطرفين قيادة الجماعة ومباحث أمن الدولة وبالتالي هذا الشخص الذي جمع التوكيلات من المحافظة طلبها من كل واحد على حده وبالطبع سيفكر البعض لمن لا يعرفوا خلفيات الأحداث مثل د. حشمت أن هذا الطلب جاء من القنوات التنظيمية لأن بعضا من هؤلاء الأشخاص كانوا مسئولين في أماكنهم وإن كانوا ليسوا هم بالضرورة القناة التنظيمية للتبليغ بقرارات الجماعة المركزية. وكذلك ذكر د. عصام العريان في نفس الحلقة من برنامج العاشرة مساءا أن الجماعة غيرت رأيها ويقصد مكتب الإرشاد بعد تقديم المؤسسين الطعن على قرار لجنة الأحزاب أمام محكمة الأحزاب وللأسف فهذا الكلام غير صحيح بالمرة (وعذر الدكتور عصام العريان أنه كان بالسجن منذ يناير عام 1995 حتى يناير عام 2000) وبالتالي الحقيقة أنه منذ اليوم الثاني لنشر الخبر في الصحف بتقديم أوراق الحزب قاد المستشار مأمون الهضيبي حملة واسعة النطاق وشاركه فيها الأستاذ مصطفي مشهور بعد تصريح واحد معتدل بهجوم من نفس الطراز وأشد وذلك منذ شهر يناير 1996, كما أحب أن أذكر الدكتور عصام العريان أن الطعن على قرار لجنة الأحزاب كان في 26 مايو 1996حيث كنت في السجن مع الأستاذ عاكف وباقي ال 13 متهم في قضية حزب الوسط حيث تم اعتقالنا في يوم 2 أبريل 1996. وبالتالي كان هناك هجوم وقرارات بالضغط على المؤسسين اللذين رفضوا التنازل في البداية ثم عملوا تنازلات عن التوكيل وتوكيل محاميين لتقديمهم لمحكمة الأحزاب. الخلاصة: أن حزب الوسط كان نتاج حركة تمرد داخل الإخوان قادها مجموعة كانت فعلا في داخل الإخوان في ذلك الوقت, فإذا كان يقصد الأخ الصديق أنور الهواري بمداخلته في نفس برنامج العاشرة مساءا ً أنها ولدت في رحم الإخوان هذا المعنى فلا اعتراض عليه أما إذا كان يقصد ما أراد أن يؤكد عليه د. عصام العريان من أن قرار الجماعة يمثله مكتب إرشادها بعمل الحزب فهذا والله كما ذكرت غير صحيح بالمرة. ولذلك حينما يقول الأستاذ / عاكف كنت أعلم بموضوع الحزب ووافقت عليه شخصيا فهذا صحيح , أما أن يقول أن هذا قرار من مكتب الإرشاد فهذا غير صحيح ولم يجرؤ أن يقوله في حياة المرشدين السابقين الأستاذ / مصطفى مشهور والأستاذ / مأمون الهضيبي. والحقيقة التي آلمتني هو قول الأستاذ عاكف عني أني كاذب وهي التهمة التي تقدح إيمان الرجل، في حين أن لدي من المعلومات والشهود والوثائق ما يؤكد صدق كلامي وأن كلامه هو غير صحيح, ولم أجرؤ على اتهامه بالكذب لكني قلت لعله النسيان الذي يحدث لكل البشر شيبهم وشبابهم فما بالك برجل تجاوز ال 77 فالنسيان في حقه وارد بشكل أكبر, فهل يكفي هذا ليظهر الحق من البهتان أم لا؟.. لأن في الجعبة الكثير مازلت أمسك عنه حتى حين. المصدر : الفجر

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.