لا يختلف اثنان على أن طريقة الامتحانات فى مصر من الابتدائى وحتى الجامعة تتطلب نوعاً خاصاً من المذاكرة، يعتمد أساساً على الحفظ، وليس على الفهم!! فالطالب يكاد يقضى ثلث يومه فى المدرسة أو الجامعة والثلث الثانى فى المذاكرة وثلث يومه الثالث فى النوم.. والمذاكرة تتطلب مجهوداً شاقاً فى الحفظ والطالب لا يكاد يجد وقتاً للراحة أو الترفيه عن نفسه معظم أيام العام (أثناء الدراسة) حتى يتمكن من اجتياز الامتحانات!! لقد مررت بمراحل التعليم المختلفة حتى الجامعة، وأعرف جيداً كيف يحمل الطالب الهم، ويصاب بالقلق معظم أيام العام بسبب عملية المذاكرة!! وهناك الطريقة الأمريكية فى الامتحانات وهى طريقة ال(M.C.Q)، وهى اختصار Multiple choice questions، أى الأسئلة متعددة الإجابات، وهذه الطريقة لا تعتمد أساساً على الحفظ، ولا تتطلب مجهوداً شاقاً فى المذاكرة، ولا تؤدى إلى الهم والقلق للطالب، كما فى حالة الامتحانات فى مصر.. وقد يكون عدم تطبيق هذه الطريقة للامتحانات فى مصر لاعتقاد البعض بالآتى: أنها طريقة سهلة ولا تؤسس طالباً أو خريجاً ذا مستوى جيد.. وأنها طريقة سهلة للغش أثناء الامتحانات.. وأن طريقة الامتحانات على تلك الطريقة الأمريكية سوف تجعل الطلاب ينجحون بسهولة، ولن تؤدى إلى التمايز بينهم، وخاصة أن عملية التمايز مطلوبة فى امتحانات الشهادات العامة وامتحانات الجامعة.. وقد يقال إن المدرسين فى مصر غير مؤهلين لعمل امتحانات بتلك الطريقة! وللرد على تلك الاعتقادات أوضح الآتى: إذا كانت الامتحانات على طريقة ال(M.C.Q) سهلة ولن تؤدى لخروج طالب أو خريج ذى مستوى جيد، فلماذا تعتبر أمريكا هى أولى دول العالم فى التقدم والعلم رغم استخدامها تلك الطريقة فى الامتحانات.. وإذا كانت هذه الطريقة سهلة الغش، فالعيب هو عيب المراقب للامتحان وليس عيب هذه الطريقة!.. والامتحانات بتلك الطريقة سوف تجعل بالإمكان التمايز بين الطلاب، فالامتحان به عامل السرعة كإجابة عدد معين من الأسئلة فى وقت معين (60 سؤالاً فى 60 دقيقة مثلاً)، وسوف يكون هناك تمايز وفروق فى حصول الدرجات من الطلاب. إن الامتحانات باستخدام تلك الطريقة سهلة الإعداد، ولا تحتاج إلى مجهود كبير من المدرسين أو الأساتذة فى المدارس والجامعات للتصحيح، ويمكن أيضاً تصحيح هذه الامتحانات بواسطة كمبيوتر خاص. وأنا أدعو لعمل الامتحانات فى مصر بتلك الطريقة.. جربوا ولو مبدئياً ثم يتم التوسع فى تطبيقها فى مراحل التعليم المختلفة تدريجياً حتى نرفع الهم والقلق من فوق كاهل الطلاب. سيد محمد خلف السيدة زينب - القاهرة
