قبل زيارة الرئيس السادات للقدس بشهور، كنت أتردد فى زيارات عمل على ميناء العقبة الأردني.. وفى المساء أجلس على شاطئ فندق الإنتركونتننتال وأشاهد عن يمينى أضواء مدينة (إيلات)، وأنظر عن يسارى إلى شاطئ سيناءالمحتلة، وأجد الدموع تنساب من عينى.. وأتذكر أقاربى وأصدقائى الذين استشهدوا فى حرب 1956 وحتى حرب 1973.. وأسرح فى حالة اللاسلم واللاحرب.. ثم كانت مبادرة السادات، وقابلتها برفض شديد، ومساء السبت 19 نوفمبر 1977 تابعت هبوط السادات فى تل أبيب، وزاد حزنى حتى عندما استمعت لخطابه فى الكنيست وهو يقول (لقد جئت إليكم على قدمين ثابتتين لكى نبنى حياة جديدة، ولكى نقيم السلام، وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود، كلنا نعبد الله ولا نشرك به أحدًا، وتعاليم الله ووصاياه هى حب وصدق وطهارة وسلام).. ومرت سنوات وتغير رأيي، وأدركت أن رؤية الرجل كانت سباقة وشجاعة ولكن!! لقد فكر السادات وقرر وحيدًا، وخاض المعركة وحيدًا.. فخرجت مصر من المعادلة الإقليمية العربية!! ثم إن عدم صدق نية إسرائيل فى الاتجاه للسلام أدى إلى فتور العلاقات وعدم تفعيل برامج التطبيع .. لقد مر واحد وثلاثون عامًا على المبادرة ولم يتحقق السلام بمفهومه الحقيقى؟! فإلى متى؟! حاتم فودة