الالتزام بالزى الشرعى لبنات المسلمين ينطلق من أن بنت حواء المتدينة تحب ربنا، وتريد الاقتراب منه أكثر.. ولذلك أسألك سؤالا واحدا ولا ثانى له: لماذا نرى حاليا الغالبية العظمى من العاشقات يرتدين الحجاب؟! وحضرتك يمكن أن تلاحظ ذلك بسهولة على شاطئ النيل، أو البحر أو حتى فى الجامعات التى تحولت إلى أماكن للعشق والغرام ولا اعتراض للأمن على ذلك ماداموا بعيدا عن السياسة! ويمكن أن أجد من القراء من يدافع عنهن قائلا: بنات زى الفل.. الواحدة منهن عايزة تجمع بين الدين والدنيا، تتقرب إلى خالقها وتعيش حياتها، فلماذا الاعتراض على ذلك، إنها فى النهاية إنسانة ومن حقها الحب! وأرد قائلا: لا يا حبيبى! الحياء من الإيمان، والحجاب ليس مجرد وضع طرحة على رأسها أو «إيشارب» بتعبير الخواجات، بل إعلان عن حياة غرضها إرضاء الله، ولذلك أتعجب جدا من محجبات يرقصن فى الأفراح! أو يشاركن فى حفل صاخب يسمى «بارت» بلغة الخواجات، وهناك صديق لى صاحب أشهر محل للدجاج المشوى فى مصر يمنع بنات الزى الشرعى من الدخول إلى مكان فيه خمور يملكه فى أشهر قرية سياحية على الساحل الشمالى، وعندما أقابله أقول له: معك حق.. خليك جامد، وإوعى تتراجع عن قرار المنع باسم المساواة وحقوق الإنسان!! لأن المحجبة التى تذهب إلى أماكن مشبوهة أو تأتى بتصرفات عجيبة عليها أن تخلع «الطرحة» التى ترتديها، فلا يمكن أن تكون محجبة بل فقط ترتدى «إيشارب»! ومن فضلك إدينى عقلك إزاى واحدة ملتزمة وتدخن شيشة، وتجدها وكأنها أستاذة متمرسة فى طريقة «الكركرة» أو شد أنفاس هذا الاختراع، الذى كان زمان مقتصرا على الرجال! ولم يتصور أحد يوما أن بنات حواء يمكن أن ينافسن أبناء آدم فى تلك التهلكة التى قال الأطباء إنها أشد خطرا من السجائر! والمحجبة فى النهاية إنسانة، ومن حقها أن تستمتع بحياتها وليس من حقك أن تطلب منها اعتزال الحياة وطلاق الدنيا والتفرغ للعبادة! وكل المطلوب منها مراعاة ربنا الذى تحبه فى سلوكياتها، وهذا هو الفارق بين إنسانة متدينة وأخرى لا تفكر فى الحياة التى تنتظرها فى الآخرة.