تحدث القرآن الكريم عن زوجة النبى زكريا ثلاث مرات فى ثلاث آيات كريمة، يدعو فى اثنتين منها النبى زكريا ربه أن يهبه ولداً، ويتساءل فى الثالثة كيف يكون له ولد وقد بلغ من الكبر عتياً، ولكن لم تذكر الآيات الثلاث اسم زوجة النبى زكريا ومَنْ وهبت للعالم ولبنى إسرائيل بشكل خاص نبياً هو يحيى، أو كما يطلق عليه المسيحيون «يوحنا المعمدان».. والأرجح- لأننا طبعاً لا نستطيع أبداً أن نجزم بأمر لم يأت ذكره صراحة فى القرآن الكريم، وكتبت عنه الكتب القليل- أن والدة يحيى، وهى «أشياع بنت عمران»، هى أخت السيدة مريم بنت عمران عليها السلام، ويقال إن أمهما واحدة وهى «حنة» أم مريم.. لذا فإن عيسى ويحيى عليهما السلام ابنا خالة.. وقيل أيضاً هى «أشياع بنت فاقوذ» أخت «حنة» أم السيدة مريم.. هى إذن إما أخت السيدة مريم أو خالتها والأرجح أختها.. وفى الطبرى أن زكريا والد يحيى عليهما السلام وعمران بن ماثان والد مريم كانا متزوجين بأختين إحداهما أم يحيى والأخرى أم مريم والله أعلم.. وقد اختار الله تعالى ليحيى اسمه عندما بشّر النبى زكريا به، وطلب منه أن ينذر للرحمن صوماً وأن يصمت عن الكلام شكراً وعرفاناً. والمعجزة فى ولادة النبى يحيى أن «أشياع» كانت عاقراً وأن سيدنا زكريا كان مسناً.. ولكن لا شىء يعصى على الله تعالى فأصلح الزوجة التى حملت ووضعت يحيى.. وكان يحيى طفلاً باراً بوالديه واشتهر بالتقوى والإخلاص والصدق والأمانة. ول«أشياع» اسم آخر عند أهل الكتاب هو «إليزابيث» ويقال إن حمل مريم بعيسى تزامن مع حمل أشياع بيحيى.. وأن عيسى ولد بعد ميلاد يحيى بثلاثة أشهر والله أعلم.. ويحيى هو الذى عمّد عيسى فى نهر الأردن، وهو من كان يتولى التعميد المعروف عند النصارى وهو الحصول على البركة والطهارة بالماء للتوبة من الخطايا.. وعندما قام يحيى بتعميد عيسى كان فى الثلاثين من عمره.. للأسف قليل جداً ما يُعرف عن السيدة «أشياع » أو «إليزابيث» أو «اليصابات».. على الرغم من أن السيدة كانت زوجة نبى ووالدة نبى.. وحملها ووضعها يعتبر معجزة حقيقية إلا أن المؤرخين لم يهتموا بذكر اسمها أو معرفة تفاصيل عن حياتها.. ربما لأنها عاشت وسط أسماء كثيرة.. مريم وعيسى ويحيى وزكريا.. وكلهم عليهم السلام اصطفاهم الله تعالى وأرسلهم برسالته للعالمين.. وسط هؤلاء من المؤكد أن اسمها سقط سهواً.. وسنذكرها دوماً كزوجة زكريا وأم يحيى وخالة عيسى وأخت مريم، ويالها من عائلة. [email protected]