فى كواليس العلاقة بين السياسة والصحافة تدور أحداث الفيلم الأمريكى State of play، الذى يُعرض حاليا فى مصر تحت الاسم التجارى «اللعبة السياسية». الفيلم مأخوذ عن 6 حلقات تليفزيونية بالاسم نفسه بثتها شبكة B.B.C البريطانية عام 2003، كتبها «بول أبوت»، تدور أحداثه حول عالم العلاقة بين السلطة السياسية والصحافة كسلطة رابعة، وأخرج الفيلم «كيفين ماكدونالد» وكتب له السيناريو «ماثيو مايكل كارنهان» و«تونى جيلروى» و«بيتر مورجان» و«بيللى راى». كان كاتب سيناريو الحلقات «بول أبوت» قد استشعر بأن الاكتفاء بتقديمها تليفزيونيًا ليس مجديًا، فطرحها للبيع لتحويلها إلى فيلم سينمائى، وتصارع أكثر من ستديو هوليوودى كبير لإنتاجه، منها «باراماونت بيكتشرز»، و«ورانر براذرز»، إلى أن نجح ستديو «يونيفرسال» فى اقتناص حقوق تحويل الحلقات، وأسند إخراجه إلى «كيفين ماكدونالد» الذى كان من المتحمسين لإخراج الفيلم، حيث أعجبته الحلقات عند عرضها، وجذبته تلك العلاقة الشيقة بين الصحافة والسياسة، وأراد تعريف المجتمعين الأوروبى والأمريكى على كواليس اللعبة بين الاثنين، وكشف حقيقة الأمر الذى فى ظاهره صراع، بينما يكمن فى باطنه امتزاج وتعاون فى أحيان كثيرة، ومدى الثقة التى تتمتع بها وسائل الإعلام بشكل يؤثر على مآرب السلطة ويعوقها عن مواصلة السير فى طريقها، خوفا من غضبة الإعلام وكشفه ألاعيب السياسيين، مما يدفعهم لكسب ود العاملين فى الإعلام باتفاقيات وتربيطات «تحت الترابيزة»، إضافة إلى البحث فى مدى استقلالية الصحافة ونزاهتها. يلعب بطولة الفيلم الاسترالى «راسل كرو» والبريطانية «هيلين مرين» والأمريكى «بن أفليك»، ويشارك فى بطولته «روبن رايت بن» و«جيف دانيالز» و«جيسون باتمان»، ويجسد «كرو« دور صحفى أمريكى يجمع خيوط قضية قتل غامضة طرفها صديقه عضو الكونجرس الأمريكى- يجسد دوره «بن أفليك»- بينما تتشابك الأحداث التى تكشف الفساد فى طريقة أداء الإعلام الأمريكى، ومواربته على كثير من القضايا لصالح السياسيين. تولى المخرج «كيفين ماكدونالد» وكتاب السيناريو تكثيف مدة الحلقات وهى 6 ساعات لتصبح ساعتين كفيلم سينمائى، مع تغيير مكان الأحداث إلى العاصمة الأمريكية«واشنطن دى سى». تم تصوير الفيلم فى الفترة بين شهرى يناير وأبريل 2008، وقد كان من المفترض أن يبدأ تصويره فى نوفمبر 2007، لكن انسحاب «براد بت» المفاجئ من المشاركة فى إنتاج الفيلم أجّل التصوير لحين العثور على من يحل محله، ليستقر الأمر عند «مارك شماجر» و«ديفيد ليند» من شركة «يونيفرسال». وصُورت الأسابيع الثمانية الأولى كما فى جدول التصوير بمدينة لوس أنجلوس، وتحديدا مشاهد الصحيفة «واشنطن جلوب» وصالة التحرير بها، التى صممت مهندسة الديكور «جاكلين ويست» ديكورًا كاملًا لها مشابهًا لصحيفة «واشنطن بوست»، ثم انتقل التصوير لمدة خمسة أسابيع بعد ذلك إلى مدينة «واشنطن دى سى». من المشاهد المهمة تلك التى يُفترض أنها تدور فى محطة مترو أنفاق «واشنطن»، والتى استبدل التصوير فيها بالتصوير فى محطة «روزلين» فى منطقة «فيرجينيا» نظرا لاحتوائها على أطول سلالم متحركة وموجهة إلى الرصيف أمام عربات المترو وتناسب جو التصوير، وتحمل مخرج الفيلم التصوير فى أوقات متأخرة ليلا، تجنبا للتصوير فى أوقات الذروة والازدحام من الجمهور، خاصة بعدما سمح مسؤولو المحطة لأسرة الفيلم بتصوير مشاهد تبادل إطلاق النار بين أبطال الفيلم، عكس محطة «بالتيمور» التى تستخدم فى كثير من الأفلام الأمريكية كبديل حين تستلزم الأحداث التصوير فى محطة «واشنطن دى سى»، كما تم التصوير فى قطارين فى محطة مترو «فوريست جلين» فى منطقة «مريلاند»، التى تكلف التصوير بها ألف دولار فى الساعة الواحدة، وقد صور بها المخرج لمدة 10 ساعات، وقد اشترطت مكاتب العلاقات العامة بمحطات المترو الاطلاع على سيناريو الفيلم كاملا، للسماح بتصوير عدد من المشاهد داخل المحطات، وهو عُرف معمول به فى الأفلام التى يجرى تصوير بعضٍ من مشاهدها داخل المحطات منذ عام 2006، حيث توفى ثلاثة من الموظفين داخل إحدى المحطات، مما دفع لتطبيق معايير السلامة ورفض تصوير الموظفين، وأيضا منع تصوير المواطنين وهم يأكلون أو يشربون أو يقفزون من البوابات أو يجرون على الأرصفة. تم تصوير الفيلم باستخدام 3 كاميرات وعلى مستويين: الأولى 35 مللى لتصوير مشاهد الصحافة والمؤسسات الصحفية وكواليس العمل بها وصراعاتها، لإضفاء بُعد خاص يعكس قوة تأثيرها وغموضها، فى حين استُخدمت كاميرتا فيديو «هاى ديفينشن» و«بانافيشن جينسيز ديجيتال فيديو« لتصوير مشاهد عالم السياسة ورجالها، كما استُخدمت برامج CP3 للحفاظ على الألوان كما هى على طبيعتها أثناء التصوير. وبعد إضافة المؤثرات الخاصة استعان المخرج بالموسيقى «ألكس هيفز» لوضع الموسيقى التصويرية، التى ألّفها فى لندن، مطبقًا طريقته المعتادة فى تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام حيث يحرص على قيادة الأوركسترا بنفسه للخروج بأفضل صوت. وقد عُرض الفيلم فى أبريل الماضى فى الولاياتالمتحدة محققًا 37 مليون دولار حتى الآن، فى حين استقبله النقاد بشكل جيد.