تستقبل صالات العرض السينمائي المصرية في القريب من الأيام فيلم The Ghost Writer الذي يعرض تجارياً تحت عنوان "رجل في الظل"، بينما عنوانه الأصلي "الكاتب الشبح"، واستقبل بحفاوة نقدية هائلة عند عرضه في أمريكا ، حيث أشاد به النقاد في كل الأوساط السينمائية، وأيضًا الجمهور الذي رآه واحداً من أفضل أفلام المخرج رومان بولانسكي ، وتم منح الفيلم 8 درجات من أصل عشر علي موقع الأفلام الأشهر IMDB . الفيلم يدخل في سياق ظاهرة الأفلام الأخيرة التي ترصد تداعيات الحرب علي العراق، والتي تصب في تعرية سياسات وقرارات الرئيس "بوش" الابن ونجاحه في إيهام العالم بامتلاك "صدام" ونظامه لأسلحة دمار شامل ، وكذلك أسلحة بيولوجية، لكن الفيلم الجديد ينطلق من زاوية جديدة تتصل بالدور الذي لعبه "توني بلير" رئيس الوزراء البريطاني في الحرب، والذي كان سبباً في وصفه ب "ذيل الكلب" ، حيث استوحي فيلم "رجل في الظل" أحداثه من رواية للكاتب روبرت هاريس كتبها لفرط تأثره بموجة الغضب ضد السياسات والقرارات التي اتخذها توني بلير أثناء رئاسته لمجلس الوزراء البريطاني ، وما قيل عن تبعيته للرئيس الأمريكي بوش الإبن في سياساته وقراراته الخاطئة التي جرت بريطانيا إلي المهالك وتسببت في إحراجها وإسقاط هيبتها أمام دول العالم، الأمر الذي دفع الكثيرين إلي المطالبة بمثوله أمام المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، حيث يقدم الفيلم شخصية غير واقعية لرئيس وزراء بريطاني سابق ، يدعي "آدم لانج" ، ويتمتع بدرجة عالية من الذكاء ، ويتشابه في شخصيته وسلوكياته في الكثير من الجوانب مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، وهو ما أكده أحد مسئولي إذاعة ال B.B.C بقوله : "آدم لانج مستوحي من توني بلير بالتأكيد"، ولابد أن شبح توني بلير، يطارد آدم لانج ، مع إسقاطات وتلميحات لما حدث في العراق، والحرب علي الإرهاب". تدور أحداث فيلم "رجل في الظل" عقب اللحظة التي أعلن فيها "بلير" اعتزال منصبه ، وسفره إلي الولاياتالمتحدة مع زوجته للعيش هناك، حيث يقرر "لانج" في الفيلم كتابته مذكراته، ويتلقي بالفعل 10 ملايين يورو كدفعة مسبقة مقابل البدء في كتابتها، وهو ما يدعو الناشر للذهاب إليه، والإلحاح عليه لإنهائها في أقرب وقت ، وكما هي العادة عند كتابة مذكرات الشخصيات المهمة، يتم اللجوء إلي كاتب ، لا يتم الإعلان عن اسمه ، ليتولي في السر صياغة المذكرات، بهدف ألا تتعرف إليه الصحافة، وتجعل منه مصدراً تستقي منه المعلومات ، والأسرار التي يفشي بها صاحب المذكرات، بالإضافة إلي عدم تعريض الكاتب لأية ضغوط ، وهو عكس ما حدث في الفيلم حيث يبدأ شخص في كتابة المذكرات ثم يكملها شخص آخر يعينه الناشر، وخلال عمله يفجر مفاجآت مثيرة وبالغة السرية تصبح سبباً في تعريض حياته للخطر. ويجسد شخصية "آدم لانج" في الفيلم النجم المعروف بيرس بروسنان ، الذي اشتهر بتقديم شخصية العميل السري جيمس بوند ، التي أداها في مجموعة من الأفلام، وتعرض له دور العرض في مصرفي الوقت الراهن فيلم "اذكريني" بطولته مع النجم الشاب روبرت باتينسون من توزيع شركة يونايتد موشن بكتشرز أيضًا. أما دور البطولة الرئيسية في الفيلم الجديد فهي للنجم إيوان ماكويجر الذي يلعب شخصية كاتب السيرة الذاتية لتوني بلير أو "آدم لانج" في الفيلم ، أو"الكاتب الشبح" كما في العنوان الأصلي للفيلم وهو الممثل الذي يعرفه الجمهور المصري من خلال ثلاثية Star Wars الجديدة. مدة الفيلم ساعتان، ووصلت تكلفته إلي 45 مليون دولار ، وتتولي توزيعه في مصر شركة "يونايتد موشن بكتشرز" كبري شركات توزيع الأفلام السينمائية في مصر والعالم العربي ، والوكيل الرسمي لشركتي "فوكس للقرن العشرين" و"وارنر بروس" الأمريكيتين، وقد تولي المخرج روماني بولانسكي كتابة السيناريو أيضاً ، وهو الأشهر بين المخرجين في "هوليوود" والسينما الأمريكية، علي الرغم من كونه ولد عام 1933 في باريس وبولندي الأصل، وابن عائلة يهودية ، وأنجز عدداً من الأفلام المهمة مثل :"طفل روز ماري"(1986)، و"الحي الصيني"(1974) و"عازف البيانو" الذي حصد عنه أوسكار أفضل مخرج لعام 2002، وأثار ضجة كبيرة وقت عرضه . وكان فيلم "رجل في الظل" قد عُرض عالمياً ، ولأول مرة، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الستين عام 2010، وفاز بجائزة الدب الفضي ، لكن الجائزة سلمت في غياب مخرجه الذي كان يعاني من أزمة كبيرة، نتيجة صدور قرار بفرض الإقامة الجبرية عليه في سويسرا ، حيث ألقي القبض عليه في شهر سبتمبر الماضي واعتُقل في مطار زيورخ، نتيجة تلقي الشرطة السويسرية مذكرة توقيف أمريكية صدرت بحقه قبل 30 سنة، في قضية تعود إلي عام 1977 اتُّهم فيها بإقامة علاقة جنسية غير مشروعة مع فتاة في الثالثة عشرة من عمرها.