قال الكاتب الصحفي أيمن الصياد، مستشار الرئيس محمد مرسي لملف الإصلاح المؤسسي للإعلام، إن اختياره مستشاراً للرئيس، رغم كونه كاتبا مستقلا يكفي لمعرفة كم تغيرت مصر، رافضا ما وصفه ب«الهوس التصنيفي الذي أصابنا في فترة ما بعد ثورة يناير، ويكاد أن يقضي على كل ما حققته الثورة، بعد أن فرقتها المخاوف والأطماع والشكوك وحسابات الساسة». وأضاف «الصياد»، في حوار مع صحيفة «القبس» الكويتية، نشرته السبت، أنه لا يعارض الإخوان المسلمين على طول الخط، وليس منافقا ليكون تأييده غير مشروط، وليست لديه مواقف مسبقة من الإخوان أو من غيرها، معربا عن اعتقاده بأن الإخوان يمرون حاليا بمرحلة حاسمة، وأكثر ما يحتاجون إليه اليوم هو معارضة منصفة. ورأى مستشار الرئيس أن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، يستوفي جميع الشروط القانونية، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحتاج إلى تقنين أوضاعها، لأن الجماعة الآن تمر بمرحلة مفصلية في تاريخها، فإما أن تنجح في عبور هذه المرحلة فيكون لها شأن عظيم، وإما أن تخفق وتدفع ومعها الوطن كله ثمنا غاليا. وأشار إلى أن تعبير «أخونة الدولة» يعني أن جماعة الإخوان المسلمين ستحتل مراكز المسؤولية في الدولة، وهو وضع طبيعي نتوقعه من أي حزب يتولى السلطة، لكن ما يقلقه هو «تأخون الدولة»، بمعنى أن نجد شخصيات أو مؤسسات لم تكن في يوم من الأيام ذات هوى إخواني، لكنها فجأة تتحول إلى «ملكية أكثر من الملك، تغازل الإخوان»، مضيفا أن هؤلاء الأشخاص كانوا سيتحولون إلى «شفيقيين» إذا كان الفريق أحمد شفيق، هو الذي فاز برئاسة الجمهورية، وهذه الثقافة أول من سيتضرر منها هو الإخوان المسلمون أنفسهم. ورأى «الصياد» أن المرحلة الانتقالية ربما تستوجب وجود وزير إعلام تكون مهمته الرئيسية إنهاء الحاجة إلى وجود وزارة إعلام، ففي المجتمعات الحديثة لا توجد مثل هذه الوزارات. وأضاف أن المشكلة الأكبر الآن هي في أننا نتعجل ثمار التغيير، رغم أن الوضع صعب للغاية، ولكل تغيير ثمن، وللديمقراطية ثمن إن لم ندفعه فلن نحصل عليها، مشيرا إلى أن من آفات الفكر المصري في الوقت الحالي هو «التصنيف القصري للأفراد»، بمعنى أن نتعسف في وضع الناس داخل أطر محددة وعليها نصنفهم.
