استمرت أزمة قافلة «شريان الحياة 3» العالقة فى ميناء العقبة الأردنى بعد رفض السلطات المصرية دخولها عبر ميناء نويبع، وإصرارها على الدخول عبر ميناء العريش، وسط أنباء عن وجود وساطة تركية - ماليزية مع القاهرة للسماح بمرور القافلة عبر ميناء نويبع، وهو الأمر الذى نفته وزارة الخارجية. وأكدت مصادر داخل القافلة - ل«المصرى اليوم» - أن هناك اتصالات تركية - ماليزية للتوصل لحل يضمن دخول القافلة إلى قطاع غزة، خاصة أن القافلة تضم وفدا كبيرا من الأتراك، من بينهم 15 نائباً فى البرلمان التركى، معربة عن تفاؤلها بالتوصل لاتفاق خلال الساعات المقبلة لحل الأزمة، خاصة أن ما تطلبه السلطات المصرية سيكبدهم أموالاً إضافية كبيرة «حسب قوله». فيما قال مصدر دبلوماسى مصرى مسؤول ل«المصرى اليوم»: «لا صحة لوجود وساطة تركية أو ماليزية للسماح بمرور القافلة عبر ميناء نويبع». من جانبه قال النائب البريطانى جورج غالاوى: «إننا نشعر بحزن شديد أن مصر منعتنا، خاصة أننا نقترب من أعياد الميلاد، ولكن نأمل أن تعيد النظر»، مشيرا إلى أن القافلة مصممة على الدخول للقطاع وتوصيل المساعدات الإنسانية، مضيفا: «نحن لن نذهب إلى أى مكان ما عدا قطاع غزة». فى المقابل أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أنه عندما تلقت مصر رغبه منظمى قافلة «شريان الحياة 3» بالمرور عبر أراضيها للدخول إلى قطاع غزة لنصرة شعبها، رحبت بهذا الأمر، وطلبت منهم الدخول عبر ميناء العريش. وقال أبوالغيط: «نضرب هنا مثلا بأن من يريد أن يدخل البيوت فعليه أن يدخلها من أبوابها، وأن يستأذن أصحاب هذه البيوت». وأضاف: «صاحب البيت وحده هو الذى يحدد لهؤلاء الباب الذى يدخلون منه وليس من يقول إن له الحق لأن القضية هى من يفرض علينا أن نستجيب لما يقول». وأشار أبوالغيط إلى أن مصر حددت للقائمين على القافلة الدخول عبر ميناء العريش، وذلك لتقديم التسهيلات اللازمه وتوفير الحماية لهم وتأمينا لبلادنا. وقال: «لكن القائمين على القافلة قرروا أن يحضروا من اللاذقية إلى الأراضى الأردنية ومنها إلى أراضينا فى عمق سيناء لكى يدخلوا وفى إطار هذا الأمر يتجولون ويتحركون، وكأن هذه البلاد لا يملكها هذا الشعب العظيم المسمى بالشعب المصرى». وشدد على إنه إذا لم تصل قافلة «شريان الحياة 3» إلى معبر رفح قبل يوم 3 يناير المقبل لكى تدخل فى نفس اليوم إلى قطاع غزة حيث إنه اليوم المحدد لفتح المعبر لمدة ثلاثة أيام، سيغلق المعبر يوم 6 يناير، ولن يدخلوا مرة أخرى مهما أتوا بضغوط أو تصوروا أنهم يأتون بهذه الضغوط. وقال: «لا محطة فضائية ستخدمهم أو غيرها، إلا الشعب المصرى الذى سوف يقدم لهم كل التسهيلات وكل الخدمه والأمن وأى شىء يسهل مهمتهم». وأكد أبوالغيط أن على القائمين على القافلة أن يعوا جيدا أن لهذه الأرض أصحابها وهم الشعب المصرى وحكومته، والحكومة المصرية هى التى تحدد من أين يدخلون ويخرجون، وعدا ذلك فهو مضيعة للوقت. وأكد أبوالغيط أن ما يردده البعض من أن الحكومة المصرية تستجيب للضغوط هو أمر غير حقيقى وقراءة خاطئة. وجدد أبوالغيط تأكيده أن القافلة إذا لم تصل القافلة قبل يوم 3 يناير إلى معبر رفح فلن تستطيع العبور. وشدد أبوالغيط على أن الشعب الفلسطينى لن يموت جوعا ولن يموت من قلة الأدوية، مؤكدا أن مصر تتأكد دائما أنه يصلهم ما يحتاجونه، ولا أحد غيرها من هؤلاء الذين لا يستطيعون أن يقارنوا أنفسهم بها. من جهة أخرى كشف محمود جابر، المنسق العام لمسيرة «الحرية لغزة» فى مصر، أن أكثر 1800 ناشط أجنبى وصلوا بالفعل إلى الأراضى المصرية وسط توقعات بزيادة العدد فى اليومين القادمين للمشاركة فى المسيرة التى ستنطلق من القاهرة غدا الاثنين. وقال جابر فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: «إننا مستمرون فى تجهيز القافلة على الرغم من التصريحات الصادرة من السلطات المصرية بمنعنا من الدخول»، مضيفا أن القافلة ستدخل القطاع مهما كلفها الأمر، وأنهم سينظمون اعتصامات وإضرابات جماعية عن الطعام فى حالة منعهم من الدخول. وأوضح المنسق العام للمسيرة، أن القافلة ستتحرك من أمام نقابة المحامين فى الساعة السابعة صباح الاثنين، وسيكون بها عدد من المصريين حتى لا يقال إن الشعب المصرى يمنع القوافل والإغاثة عن الشعب الفلسطينى المحاصر.