إن استطعت أن تمعن النظر قليلاً فيما حولك من أحداث على مدار الساعة، ستجد حتماً عدداً لا بأس به من الكوارث والأزمات التى لا تزال تقع تبعاتها ونتائجها على المواطن المطحون صريع لقمة العيش.. حتماً هناك فجوة دائمة.. بل لن نكون مبالغين إذا علمنا أن بعض هذه الفجوات مع سبق الإصرار والترصد!! لاسيما أنه بحدوث أى كارثة أو أزمة فى مصر نجد أنفسنا نصرخ ونستغيث، ونسمع فقط أنفسنا.. أما عن عدم ممارسة الحلول، واختراق الأزمة، وتصالح الأطراف، والاتفاق على حلها، أو العمل على التقليل من آثار حدتها، فحدث ولا حرج!! تجد عشوائية فى التخطيط والتدبير، وهرجاً ومرجاً بلا مرجعية شاملة، ولا أداء يتناسب مع طبيعة الأزمة.. تجد اختلافاً جوهرياً بين واقع الأزمة المثارة وبين التصريحات العنترية التى ينهال بها المسؤولون علينا بين الفينة والأخرى!! ومن أهم الأزمات والكوارث التى تحيط بنا فى الوقت الراهن أزمة التعليم، الذى أصبح بلا راع ومرعى، والذى نتجت عنه أذهان مشوشة لا تتناسب وسوق العمل، الذى أصبح يعتمد اعتماداً كلياً على تكنولوجيا المعلومات، مما ترسب عنه حالة من البطالة المقنعة، التى نتج عنها ضمنياً ازدياد أوقات الفراغ، وكثرة الاتجاهات النفسية والسيكولوجية المعقدة!! كذا أزمة الصحة التى فقد فيها كل مصرى أدنى اهتمام من المسؤولين عن صحتنا فى مصر.. أزمات عديدة فى مجالات كثيرة.. هناك حتماً فجوة هائلة بين أداء المسؤولين، وبين ما يشعر به المواطن من أزمات وكوارث يوماً بعد يوم.. فجوة عززت لدى المواطن قناعة أنه مهان دوماً ولا يشعر بكرامته.. بعكس أصحاب الأموال فإنهم مكرمون!! علينا أن نسعى بصدق لتقليص الفجوة بإدارة واعية حازمة، قادرة على حل الأزمات، وإدارتها بأسلوب علمى وبشكل حضارى جذاب، وبمصارحة جماهيرية حقيقية، وبمرجعية شاملة، حتى تسعى دائماً لتثبيت مصداقيتها فى النفوس، وحتى لا تأخذ الفجوة فى الاتساع! هشام عارف عبدالراضى حسن [email protected]
